ما حقيقة سحب موسكو قواتها من سورية؟

031
031

عواصم - نقلت مواقع إخبارية، عمن وصفتها بالمصادر العسكرية، أن روسيا بدأت بنقل قواعد في منطقة الصراع السوري، حيث كانت تنتشر قواتها، إلى قوات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني. فما حقيقة هذه المعلومات؟ وما انعكاساتها على دول الجوار؟اضافة اعلان
لم تجد الأخبار التي نشرتها مواقع أجنبية مختلفة -حول ما يتم تداوله عن انسحاب للقوات الروسية من سورية- أي تعليق رسمي من جانب السلطات في موسكو، سواء بالنفي أو الإيجاب.
وكانت مواقع إخبارية مختلفة، نشرت أنباء حول سحب روسيا قواتها من سورية لنشرها في أوكرانيا.
ونقلت تلك المواقع عمن وصفتها بالمصادر العسكرية أن روسيا بدأت بنقل قواعد في منطقة الصراع السوري، حيث كانت تنتشر قواتها، إلى جانب قوات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني.
وتابعت أن تقليص الوجود الروسي له أهمية كبيرة، لأن موسكو منعت مرارا وتكرارا تعزيز المواقع الإيرانية، وشكلت مجموعات مسلحة بعيدا عن نفوذ الحرس الثوري الإيراني، كما منعت الجنرالات الموالين لإيران من السيطرة على الجيش السوري بأكمله، لكن موسكو بحسب المواقع فقدت الاهتمام بالسيطرة على الوضع في سورية، وأن التعيينات الأخيرة في القيادة العليا في دمشق تؤكد ذلك.
يؤكد العقيد احتياط فيكتور ليتوفكين أنه من غير الممكن الحديث عن دلالات لأي تحرك إستراتيجي للقوات الروسية في سورية دون تأكيدات وبيانات، وإيضاحات رسمية من وزارة الدفاع الروسية.
ويتابع ليتوفكين، في حديث لـ"الجزيرة نت"، أن سحبا جزئيا للقوات الروسية من سورية "يمكن افتراضه نظريا، على قاعدة أن روسيا تمكنت من إنجاز المهمة الأساسية لها، والمتمثلة بالقضاء على تنظيم (داعش)" وتمكن القوات الحكومية السورية من السيطرة على أغلب المناطق في البلاد "إلى جانب التقدم على خط المصالحة".
ويرى أن السحب الجزئي للقوات يمكن فقط أن يتحقق نتيجة لتفاهم بهذا الخصوص بين القيادتين السياسية والعسكرية في كلا البلدين.
وأكد في الوقت نفسه أنه "في كل الحالات لم تعد هناك حاجة للحفاظ على تشكيلات عسكرية روسية بأعداد كبيرة في سورية، وخصوصا القوات البرية، حيث أصبح من الممكن الآن الاكتفاء بالقوات الإستراتيجية، والقيام بأي عمليات ملحة من حوض البحر الأبيض المتوسط".
خلط أوراق
ويوضح العسكري الروسي أن التقارير التي تحدثت عن سحب موسكو القوات من سورية، وانتقالها إلى جبهة القتال في أوكرانيا، مترافقة مع الترويج لسعي إيران استغلال الفراغ الذي تركته روسيا لتعميق وجودها في سورية، وأنها ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الدعاية الغربية التي تحاول تضخيم أي قرار بانسحاب جزئي مفترض للقوات الروسية، لصالح الحرب النفسية التي تشنها بهدف الإيحاء بأن القوات الروسية في أوكرانيا تعاني من نقص في العدد أو ضعف في الكفاءة.
وبرأيه، فإنه حتى "لو كانت هناك دلائل على تحريك القوات الروسية وإرسال بعضها إلى أوكرانيا، فإن هذا لا يدل على تغيير إستراتيجي في الانتشار الروسى بسورية، وهو بالتأكيد ليس بداية لانسحابها من هناك".
مناطق قابلة للاشتعال
بدوره، يستبعد الخبير في الشؤون العربية، أندريه أونتيكوف، حدوث قرار روسي في الظروف الحالية لجهة سحب قواتها العسكرية، بالحد الأدنى القوات المنتشرة جنوب سورية نظرا لطبيعة المنطقة التي قد تصبح "قابلة للاشتعال" في حال وصول القوات الإيرانية وحزب الله إلى مشارف هضبة الجولان وانتشارها على خطوط التماس المقابلة لإسرائيل.
ويتابع أونتيكوف، في حديث لـ"الجزيرة نت"، "أن موسكو تدرك حساسية الجيوسياسية لمناطق الجنوب السوري، وأنه سيكون من الغريب أن تتخذ قرارا غير مدروس وخطر من هذا النوع" رغم تحرير مناطق يعيشش فيها ما يقرب من 80-85 % من سكان البلاد، وإبرام الكثير من اتفاقات وقف إطلاق النار، والاستقرار الملموس والنسبي الذي تشهده الساحة السورية الوقت الحالي.
وختم بأن أي انسحاب روسي ينبغي أن يكون مشروطا بقدرة القوات السورية على ضمان الاستقرار والأمن، ليست فقط بالمناطق التي كانت توجد فيها الوحدات الروسية، بل وتلك الواقعة على الحدود مع دول الجوار، وهو أحد أبرز الأسباب، وفي الوقت نفسه الأهداف، التي من أجلها قدمت القوات الروسية إلى سورية. - (وكالات)