ما قبل إعلان نتائج التوجيهي.. انتظار "يؤرق" العائلات

Untitled-1
Untitled-1
تغريد السعايدة عمان- "متوقع تنجح ولا ترسب".. "معدلك ممكن يكون عالي ولا لا".. "شو رح تعمل إذا ما نجحت".. "خايف ولا مطمن".. "أكيد بلشت تتوتر".. تلك بعض من جمل كثيرة تتردد على مسامع معتز كل يوم مع اقتراب إعلان نتائج الثانوية العامة، تزيد من حدة قلقه. معتز يدرك جيدا أن هذه المرحلة "تحدد مصيره المستقبلي خارج أسوار المدرسة"، كما يقول، لكنه لم يعد يحتمل الأجواء المتوترة التي تملأ البيت وكل من يراه. وعلى الرغم من أن معتز يعرف أن هذه الأسئلة تأتي من باب الاطمئنان ممن حوله، إلا أنها تزيد من توتره وخوفه والتفكير المتخبط لديه، متمنيا لو أن هذه الأسئلة تختفي تماماً من ملاحقته أينما تواجد، و"أنتهي من هذا الكابوس والتوتر الذي يلازمني منذ انتهاء الامتحانات". إبراهيم الذي بدأت عائلته بالاستعداد لمراسم النجاح، وتحضير المنزل لاستقبال المهنئين، هو أيضاً يزداد خوفاً عند اقتراب تلك اللحظة، "وبحسب ما قدم في الامتحانات" يرى نفسه ضمن صفوف الناجحين، ولكن هذا لا يبعد عنه التوتر وساعات النوم المتقطعة التي تغزوها الكوابيس والتوقعات المختلفة. يتمنى إبراهيم أن تمر الساعات سريعة حتى صباح بعد غد، لكي يكون النجاح حليفه بعد عام طويل من الدراسة والمثابرة والحفظ، والكتاب الذي كان رفيقه طيلة الوقت، داعياً لأن يتخطى اللحظات العصيبة. 160 ألف طالبة وطالب موزعين على 99927 طالباً نظامياً و59282 مشتركاً من طلبة الدراسة الخاصة، ينتظرون إعلان نتائج الثانوية العامة، في دورتها الأولى التي يتم فيها تطبيق نظام التقدم للامتحان لمرة واحدة خلال العام الدراسي، والتي كانت قد أقرتها وزارة التربية والتعليم للعام الدراسي 2018-2019، مع وجود فرصة بامتحانات تكميلية لمن لم يستكمل متطلبات النجاح، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان النتائج. الأخصائي والاستشاري التربوي، الدكتور عايش النوايسة، يرى أن هذه الفترة التي تفصلنا عن إعلان وزارة التربية والتعليم نتائج الثانوبة العامة تشكل عامل ضغط نفسي كبيرا على الطلبة وذويهم، فعادة ما يضع الطلبة أو ذووهم توقعات عالية، وفق الأداء المتوقع منهم. ولكن عند إعلان النتائج يخالف المعلن ما هو متوقع، وهنا، يقع الطلبة في حالة كبيرة من التوتر والانفعال الذي قد يصل أحياناً إلى درجة الصدمة، ويعبر البعض عن عدم رضاه عن ذلك من خلال إيذاء نفسه. لذلك، يحذر النوايسة، الأهل، من عدم المبالغة بإظهار علامات القلق والتوتر أو الحديث بطريقة "تهديد" عن النتيجة مهما كانت، مشيراً إلى أهمية مواجهة هذه الحالة والعمل على تهيئة الأبناء منذ بداية العام الدراسي من خلال تحديد توقعات تناسب قدراتهم وعدم الضغط عليهم بما يفوق قدراتهم. أم سفيان، وتشاطرها العديد من الأمهات الرأي، تبين أن حالة الخوف والترقب والانتظار لا تقتصر على الطلبة فقط، بل إن الآباء أشد خوفاً وفزعاً عند الحديث عن النتائج. وترى أن سهر الأبناء لا يقل عن سهر أولياء الأمور، الذين يراقبون ساعات الدراسة، ويمر العديد من الأيام وهم يحثون الأبناء على الدراسة، وما يرافق ذلك من وجود حالة احتقان في البيت تستمر طيلة العام. وتبين أم سفيان أن ذروة هذا التوتر تبدو واضحة الآن، فالساعات القليلة المقبلة ستكون "نتاج المحصول وجني بذور التعب والدراسة"، وهذا قد يزيد من الخوف سواء لمن يثق بالنجاح أو لا، وتنعكس تلك الحالة على نفسية الأهل وذويهم، ما يدعو إلى أن تكون هناك حالة من المساندة بين أفراد الأسرة وتوقع كل النتائج وتقبلها سواء "النجاح أو الإخفاق". وفي الوقت ذاته، تحاول أم قصي أن تبعد العبارات السلبية التي قد يقوم بترديدها الكثير من الأهل في حال إخفاق ابنهم بالثانوية العامة؛ إذ إن لها تأثيرا نفسيا مخيفا على الأبناء قد يصل إلى درجة التفكير في إيذاء النفس، وهذا أمر مرعب أكثر من النجاح أو الرسوب، لذا هي تظهر لابنها أنها متقبلة لأي نتيجة كانت. غير أن أم قصي لا تنكر حالة الخوف على نفسها وابنها في حال كان "الرسوب" هو النتيجة؛ إذ إنه لم يكن أداؤه جيدا بمادتي اللغة الإنجليزية ومهارات اللغة العربية، ودائماً ما يكرر أمامها خوفه من الرسوب، بيد أنها تحاول طمأنته من إمكانية التعديل في الدورة التكميلية التي تتبع النتائج بأيام. ويؤكد النوايسة ضرورة تعزيز ثقافة التقبل عند الأبناء مهما كانت النتائج؛ إذ إن الإخفاق في مادة أو في اختبارات الثانوية العامة ككل لا يعني نهاية المطاف، لافتا إلى أن النظام الجديد لاختبار الثانوية العامة يتيح لهم فرصة إعادة المادة مباشرة والتقدم للجامعة مع أقرانهم، ولن يكون هناك تأخير في الالتحاق بالجامعة في حال ثابروا مجدداً وحققوا النجاح في الدورة التكميلية.اضافة اعلان