ما مصير إجراءات "كورونا" مع إعادة النظر بتصنيفه "جائحة"؟

محمود الطراونة

في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية، عزمها إعادة النظر بقرار تصنيف كورونا كجائحة عالمية هذا الأسبوع، أكد خبراء أوبئة واختصاصيون ان القرار “سليم وفي مكانه”، ما يقتضي من الجهات الصحية الاردنية إعداد بروتوكولات محلية لمواجهة سلسلة الامراض التنفسية التي تنتشر حاليا، خاصة في فصل الشتاء.

حكوميا، أكد مصدر رفيع لـ”الغد” ان الموقف الرسمي من اوامر الدفاع ارتبط منذ البداية بالجائحة، غير ان هناك تفاصيل قانونية تحتاج وقتا. وتابع المصدر أن انتهاء الجائحة لا يعني تسريع وقف الاجراءات التي رافقتها، خصوصا “قانون الدفاع”، حيث يقتضي الأمر ضرورة مناقشة تداعيات وتأثيرات الجائحة وتفاصيلها قبل رفع وقف العمل بهذا القانون إلى الملك. وفيما يتعلق بقرار وقف حبس المدين الذي ترافق مع انتشار الجائحة، قال المصدر إن هذا الأمر منوط برئيس الوزراء. ولفت الى ان هذا الموضوع سيناقش في حينه إذا لم تظهر أي مستجدات جديدة من منظمة الصحة العالمية. ورجح خبراء ان تعلن المنظمة الانتهاء من الجائحة، في ظل مراجعات دورية تمت خلال الاشهر الثلاثة الأخيرة، غداة تدارس الأوضاع الوبائية. وأشاروا أيضا الى تشابه أعراض الفيروسات التنفسية خلال الشتاء الحالي الذي لم يشهد إجراءات احترازية، لتعود تلك الفيروسات بشتى صنوفها وتضرب بشكل أقوى كبار السن والحوامل وذوي الأمراض المزمنة. وفي تصريحات سابقة لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأوبئة السابق الدكتور عادل البلبيسي لـ”الغد”، فإن هناك مراجعة دورية لمنظمة الصحة العالمية من خلال مكتب رئيس المنظمة نفسه للتباحث حول انتهاء الجائحة. وتابع البلبيسي ان لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية هي التي تجتمع وتقيم الوضع الوبائي بطلب من رئيس المنظمة، وتدرس الاعلان عن انتهائها او الاستمرار فيها، معبرا عن اعتقاده ان التردد في الإعلان عن انتهاء الجائحة جاء بسبب فصل الشتاء الحالي. واشار إلى ان الاصابات في كل العالم انحسرت بشكل كبير، إلا انه يرجح ألا تعلن المنظمة عن انتهاء الجائحة إلا بعد مرور فصل الشتاء الحالي، لافتا الى ان الوضع الوبائي الحالي يعتبر اعتياديا بعد انتشار الامراض التنفسية الموسمية في فصل الشتاء. بدوره، قال اختصاصي الامراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة إن قرار المنظمة جاء “في التوقيت الصحيح، ذلك انه يمكن مواجهة الفيروسات التنفسية بطرق بسيطة، لأنها عبارة عن مجموعة فيروسات تنتشر عادة في فصل الشتاء. وعبر الطراونة عن توقعاته بأن تعلن المنظمة انتهاء الجائحة، وذلك بعد ان تؤكد لجنة الطوارئ في المنظمة أن “كورونا” لم تعد تشكل خطرا على البشرية، لافتا الى ان مواجهة الجائحة اولى من مكافحتها من خلال سلسلة بروتوكولات محلية. واوضح انه ينبغي إناطة التباحث بالامر وبائيا مع المركز الوطني لمكافحة الاوبئة، سواء لفرض بروتوكولات او اجراءات توعوية او غيرها، مشددا على أن الفيروسات التنفسية التي تنتشر على مختلف أنواعها الآن “لا تشكل وباء عالميا”. وبين ان هذه الفيروسات وانتشارها متغيرة، سواء في فصل الشتاء او شهر الصيف، مشيرا الى انه “بعد مرور اكثر من ستة اشهر على استقرار الاصابات بالفيروس، اصبح لزاما العودة الى الحياة الطبيعية”. من جهته، رجح خبير الاوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني أن تقوم منظمة الصحة العالمية بإعادة النظر في تصنيف فيروس كورونا المستجد كجائحة عالمية هذا الأسبوع، بعد أن نشرت الحكومة الصينية بيانات جديدة بشأن تفشي الفيروس، لكن المنظمة طلبت المزيد من التفاصيل، مع العلم ان الصين تبذل جهودا لتوفير الرعاية الصحية لمواطنيها”. واوضح المعاني انه تم تسجيل 60 الف وفاة في الصين من تاريخ 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي حتى 12 كانون الأول (يناير) الحالي؛ “ومهما كان قرار منظمة الصحة العالمية بخصوص الجائحة فإن الامور لم تعد كما كانت قبلها من حيث المناعة المجتمعية وجاهزية المنظومة الصحية في الأردن، علاوة على الوعي الصحي الموجود لدي المواطنين الذين تعاملوا سابقا مع إصابات كورونا”. وشدد على “وجوب عدم إغفال الناحية النفسية لدى المواطنين حول كورونا، حيث باتوا اكثر ثقة بأنفسهم، وبكيفية التعامل مع الإصابة، وبآلية التعامل مع الآخرين”.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان