ما هو اعتلال العصب الدهليزي؟

اعتلال العصب الدهليزي هو اختلال أو فشل جهاز التوازن- (د ب أ)
اعتلال العصب الدهليزي هو اختلال أو فشل جهاز التوازن- (د ب أ)

برلين- يعد الدوار من أكثر الأسباب شيوعا، التي تستدعي زيارة الطبيب؛ نظرا لأنه يشير إلى أمراض عدة، من بينها اعتلال العصب الدهليزي. فما هو هذا المرض وكيف يمكن مواجهته؟اضافة اعلان
قال البروفيسور الألماني فرانك شميل إن مصطلح الدوار يستخدم لوصف مجموعة من الأحاسيس، مثل الشعور بالإغماء أو الوهن أو الضعف أو اختلال التوازن، مشيرا إلى أنه يعد من الأعراض المميزة لالتهاب العصب الدهليزي، ويحمل هذا المرض أسماء عدة ويشير إلى اختلال أو فشل جهاز التوزان أو الجهاز الدهليزي على جانب واحد أو على الجانبين.
وأضاف طبيب الأنف والأذن والحنجرة، أن جهاز التوازن يوجد في الأذن الداخلية ويقوم بنقل المعلومات إلى الدماغ على غرار العينين وجهاز استقبال الحواس العميق من العضلات والمفاصل. وتتمثل مهمة جهاز التوازن أو الجهاز الدهليزي في توجيه المرء في البيئة المحيطة بسرعة البرق، وإذا تم إمداد الدماغ بالمعلومات من جانب واحد فقط، فإن النظام يصبح مرتبكا، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالدوار.
التهاب أعصاب التوازن
ويرجع الاعتلال الدهليزي الحاد إلى التهاب أعصاب التوازن أو المستشعرات الخمسة بجهاز التوازن الموجود في الأذن الداخلية، وتقوم هذه المستشعرات بالرصد الدائم لحركات الرأس والجسم. وأوضح شميل قائلا: "قد تحدث الالتهابات بسبب عدوى فيروسية مثل الهربس".
وعند إصابة المرء بدوار دوراني، فإنه يجب استشارة الطبيب على الفور؛ حيث من المهم في البداية استبعاد الإصابة بالسكتة الدماغية. وأضاف الطبيب الألماني شميل أن إجراءات التصوير مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وحدها لا تكفي في الساعات الأولى، ولكنه ينصح بإجراء اختبار HINTS، وهو عبارة عن اختبار بسيط من ثلاث خطوات يستغرق بضع دقائق، يقوم فيه الطبيب بفحص حركات عين المريض.
مستحضرات الكورتيزون
ومن خلال هذا الفحص يتمكن الطبيب من معرفة ما إذا كان المريض يعاني من سكتة دماغية أو اختلال في جهاز التوازن. وفي حال تشخيص الحالة المرضية بوجود اختلال في جهاز التوازن فعندئذ يصف الطبيب أحد مستحضرات الكورتيزون.
وأضاف شميل، قائلا: "قد يتورم عصب التوازن بسبب عدوى فيروسية". ويعمل الكورتيزون على الحد من التورم، ويتم خفض الجرعة تدريجيا، كما يمكن للمرضى تعاطي أدوية علاج القيء والغثيان، ولكن ليس أكثر من 48 ساعة؛ حيث تعمل هذه العقاقير على خفض حدة الأعراض المرضية، غير أن الدماغ يحتاج إلى عكس ذلك؛ حيث أشار طبيب الأنف والأذن والحنجرة ليف إريك فالتر، إلى ضرورة أن ينتبه الدماغ إلى أنه يحصل على إشارات خاطئة، لكي يتم مواجهتها.
تدريب جهاز التوازن
وتتحسن الحالة تدريجيا عندما يقوم المعالجون بتدريب جهاز التوازن لدى المريض بسرعة، ويتم إجراء التدريب من خلال وقوف المريض على وسادة اسفنجية مرة مع ضم القدمين، وفي المرة الأخرى يتم إبعاد القدمين عن بعضهما بعضا، وقد تعود أعراض الدوار أو الغثيان أو القيء في البداية، ولكن يتعين على المريض تحمل ذلك، حتى إذا كان يرغب حقا في الاستلقاء على السرير، ويتعلم الدماغ أثناء الحركة بصورة أسرع أن هناك شيء خاطئا ويقوم بمعادلة ذلك.
ويتخصص بعض أخصائيي العلاج الطبيعي في علاج الدوار بما يعرف بالعلاج التأهيلي الدهليزي، ومنهم آن كاترين سول، من الرابطة الألمانية للعلاج الطبيعي، التي أوضحت هذا النهج في العلاج بقولها: "نقوم بتدريب الأعضاء الحسية الأخرى مثل العينين على الإدراك العميق، وبعد ثلاثة إلى أربعة أسابيع يعود المرضى إلى حياتهم اليومية بصورة جديدة، ولكن يشترط لذلك أن يقوم بالتدريب يوميا في المنزل".-(د ب أ)