مبادرات فردية لترميم بيوت تنقذ عائلات محتاجة - صور

جانب من سقف البيت قبل اعادة الترميم
جانب من سقف البيت قبل اعادة الترميم

تغريد السعايدة     

عمان- في مناطق عديدة، تقف عائلات تنتظر كفاف الدنيا، تتأمل السماء من سقف بيوتها المتهالكة، تتخذ من زوايا البيت مناماتٍ لها، خشية سقوط السقف على أحلامها البسيطة، وأملها بالله وحده أن يحمي أفرادها كبارا وصغارا.
ولأن الخير موجود دائما، فإن أهله مسخّرون لمد يد العون لبعض عائلات تعاني العوز وتحلم ببيت وسقف يحميها ويأويها من حر الصيف وبرد الشتاء، وينظر لها بعين الاهتمام والرعاية.
ويبحث كثير من الأشخاص المقتدرين عن عائلات محتاجة يقدمون لها الخير، سواء من خلال التبرع بمبلغ مالي يساعدها، او عن طريق مبادرات فردية تجد أوجها جديدة للتبرع والمساعدة، مثل بناء البيوت أو ترميمها.
وتتحدث الحاجة السبعينية أم عمر التي تقيم في إحدى قرى لواء دير علا عن حالتها والفرحة تملؤ عيونها، فلا تتوقف عن الدعاء لمن ساهم في بناء بيت جديد لها، بعد أن سقط السقف على قاطنيه، ولكن رحمة الله حالت دون حدوث إصابات لهم.
 دعوات صادقة من قلب أم عمر لمن ساعدها، وجعلها تشعر بطعم الراحة والأمان في بيتها، بعد أن كانت ولفترة تنام على باب البيت هي وابنتها، بينما ينام ابناها في خيمة على سقف إحدى البيوت المجاورة. وحينما تم الانتهاء من بناء البيت الذي تبرع في بنائه أحد فاعلي الخير الأردنيين المقيم في الإمارات، شعرت بأنها تعيش بأمان.
والحاجة أم عمر التي عاشت حياتها بكل ايامها في الأغوار، تشرح عن حالتها بكل عفوية، فهي أم أرملة، أوضاعها المادية صعبة جدا، تزوج بعض الابناء، وهم يعيشون في ظروف معيشية لا تعتبر افضل من غيرها في مناطق الأغوار.
أبو صالح هو صاحب تلك المبادرة الفردية، والذي رفض الكشف عن اسمه، تبرع بدون أي تواصل مع العائلة التي استلمت البيت قبل أيام، وحاول من خلال تواصله مع فاعلي الخير كذلك، والمقاول الذي استلم بناء البيت أن يكون العمل خيريا بحتا، حفاظاً على مشاعر تلك العائلة التي لطالما عاشت ظروفاً معيشية قاسية، وآن الأوان لتسكن بيتاً لا ينقصه شيء.
ويقول أبو صالح لـ “الغد”، إنه علم عن عائلة انهار سقف البيت عليها، وحاول أن يقوم بعمل يساعد أي عائلة مماثلة في ذات الظروف لكي يحمي آخرين لا قدرة لهم على بناء أو ترميم بيتهم.
ومن خلال تواصله مع جمعيات وأشخاص على اطلاع بالوضع في المنطقة في دير علا، توصل إلى عائلة أم عمر التي كانت في أمس الحاجة إلى من يقدم لها تلك المبادرة، وتم التنسيق لاستئجار بيت مؤقت لها، لحين الانتهاء من بناء البيت، وهذا ما حصل قبل أيام، لتنعم أم عمر في بيتها الجديد.
وعبر أبو صالح عن سعادته للعمل الذي قام به، ولذلك قرر أن يكون لديه مبادرة فردية تعتمد على بناء بيت لعائلة في منطقة من مناطق جيوب الفقر بمعدل بيت في كل عام، حتى يتمكن من مساعدة أكبر قدر ممكن، بل وقام بطرح الفكرة على العديد من أصدقائه “المقتدرين” من المغتربين لتوجيه تبرعاتهم لبناء بيوت للمعوزين في وطنهم.
ولاقت الفكرة رواجاً، مما شجع بعضهم للتواصل مع مهتمين وجمعيات خيرية لاختيار عائلات تسكن في بيوت “متهالكة” وتفتقر لأسس الحياة الصحية، ليصار خلال الفترة القادمة لهدمها تماماً وإعادة بنائها، إذ تم التنسيق مع أحد المتبرعين من الإمارات لهدم بيت أسرة في ذات المنطقة “دير علا” واستئجار مبنى جديد لهم لحين بناء بيتهم الجديد.
ولحماية حقوق متلقي التبرع والمتبرعين، فقد قام أبو صالح من خلال علاقاته مع متعاونين في الأردن و”دالين على الخير”، بالتنسيق مع مديرية التنمية الاجتماعية في اللواء، حتى يكون هناك متابعة، والتعرف على وضع العائلة المادي ومدى حالة العوز التي يعيشونها، ووضع الأوليات لأكثر العائلات التي بحاجة إلى تقديم مساعدات فورية.
وكانت إحصائيات لوزارة التخطيط تم تنفيذها قبل عامين، قد بينت أن عدد جيوب الفقر ارتفعت في المملكة إلى 36 جيباً في آخر دراسة رسمية أجريت، مقارنة مع 32 جيباً في عام 2008 و22 جيباً في عام 2006، وتعتبر عدة مناطق في الأغوار من أبرز جيوب الفقر في المملكة، كما أن نسبة البطالة فيها مرتفعة، كون فرص العمل ضئيلة، ويعتمد الكثير من سكانها على العمل الموسمي في المزارع التي تختلف نسبة أرباحها من عام لآخر.
وبحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة ارتفع معدل البطالة للربع الرابع من عام 2015 بمقدار 3ر1 نقطة مئوية وذلك عن الربع الرابع من عام 2014، حيث ان معدل البطالة ارتفع للذكور بمقدار 8ر0 نقطة مئوية، وارتفع للإناث بمقدار 9ر3 نقطة مئوية وذلك عن الربع الرابع من عام 2014، بحيث بلغ معدل البطالة خلال الربع الرابع من العام الماضي 6ر13 بالمائة، للذكور 7ر11 بالمائة مقابل 23 المائة للإناث لنفس الفترة.

اضافة اعلان

[email protected]