مبادرة الأديان المتّحدة

من الجميل من حيثُ المبدأ، أن تتحاور الأديان حول المساحات المشتركة بينها، وتخلصَ إلى ما يُقرِّبُ بين أتباعها، فلا تقوم الخلافاتُ بينهم على من أولى بجنان السماء، ومن أحقُّ في سيادة الأرض! ولكن أن يُصمَّمَ الحوار على ظاهرٍ وباطن؛ ظاهرٍ يتوخّى الإخاءَ الإنسانيّ، وباطنٍ يتّجهُ نحو تسويغِ العدوّ وقبولِ عدوانه تحتَ مسمّى الإنسانيّة، فذلك ما يحدثُ الآن في مؤتمر بعنوان "قوة رواية القصة في التعليم الديني" الذي يعقد في عمان الآن الذي تعقده "مبادرةَ الأديان المتّحدة"، وهي منظمة متنفذةٌ طويلة اليد والتمويل.اضافة اعلان
يعقد المؤتمر بحضور مشاركين ومتحدثين أردنيين وعرب وإسرائيليين. ويأتي هذا الاجتماع تحت موضوع حوار الأديان بينما الهدف الرئيسي للمؤتمر تطبيعيٌّ، ويهدف إلى إدماج الكيان الصهيوني في منطقتنا العربية. نشير لهذا الموضوع مع التأكيد على أن الحوار الديني من خلال كيان مجرم محتل هو تطبيع يعزز الإدعاء الصهيوني بالتمثيل الحصري لليهود واليهودية.
هذا وقد أصدرت "بي دي إس" فرع الأردن بياناً قالت فيه: "توظف المبادرة (مبادرة الأديان المتحدة) الدين لخدمة المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني. حيث تصور العنف والقتل وكأنه مجهول المصدر والأسباب، وتشير إلى المستعمِر والمستعمَر وكأنهما متساويان وكلاهما ضحايا لذلك العنف، والحل برأي هذه المبادرة يكمن في تقبل الآخر على اختلاف ديانته بدون حكم، وبعيداً عن البحث في جذور وتاريخ المشكلة وموقع ومسؤولية كل طرف فيها، وكأن صراعنا مع المستعمر الغاصب دينيٌّ ينتهي بتقبلنا له. حيث تورد على موقعها كيف جمعت 30 امرأة مسيحية ودرزية ويهودية ومسلمة معًا، ناقشت النساء خلفياتهن في جو خال من الأحكام، وتشاركْن الحزن بشأن العنف القاتل الذي وقع للتوّ في القدس في ذلك الصباح، مقرّات بأن كلهن فقدن أحباء في الصراع الدائر. وقدمت النساء صلوات من أجل السلام من أديانهن المختلفة.
ومع أن مشاركة العديد في هذه الفعاليات قد تكون عن جهل أو سذاجة، فإن المشاركين كلهم يصبحون بشكل مباشر أو غير مباشر أداةً لترويج الرواية الصهيونية وتحقيق أهداف المشروع الصهيوني.
في الوقت الذي تتسارع فيه خطوات تطبيع الأنظمة العربية الرسمية مع الكيان الصهيوني ويشتد الرفض الشعبي العربي في نفس الوقت لكل مظاهر التطبيع الرسمي وغير الرسمي، ندعو من غُرِّرَ به ليتحدّث أو ليشارك في هذه الفعالية إلى مراجعة موقفه، والامتناع عن المشاركة في فعاليات مماثلة، وإعلان الانسحاب من هذه المبادرة وأي مبادرات تطبيعية مشابهة، كما ندعو مؤسساتنا وفنادقنا الوطنية إلى التحقق أكثر من الفعاليات التي تقام لديها والرفض القاطع لاستضافة أي حدث تطبيعيّ".
هذا، ومن الجدير بالذكر أن مبادرة الأديان هذه تتسلّلُ إلى مؤسّساتٍ غير ثقافيّة أو دينيّة، وتموّلُ أنشطةً عاديّةً، من مثل الكشف المبكّر عن سرطان الثدي، حيثُ تفرضُ أُلفةً مع وجودها URI لتستقطبَ فيما بعد أفراداً من أصحاب المهن وشخصيات، لفعالياتٍ أدخلَ في فكرة التطبيع.
وعلى المقاطعة بأنواعها نعقد الأمل!