مبادرة حساب الخير ودعم المبدعين

مساء الاثنين الماضي وفي جاليري رأس العين التابع للدائرة الثقافية في أمانة عمان؛ افتتح معرض صور فوتوغرافية بعنوان "عشق الأردن"، المعرض نظمته مجموعة حساب الخير بالتعاون مع جمعية أصدقاء مهرجانات الأردن ودارة التصوير لمجموعة كبيرة من الشابات والشباب الهواة والمحترفين في مجال التصوير الفوتوغرافي من مختلف مناطق المملكة.اضافة اعلان
عشق الأردن؛ مسابقة اطلقها حساب الخير بالتعاون مع وزارة السياحة للمصورين الفوتوغرافيين الهواة والمحترفين لتوثيق الصور في الفترة ما بين الخريف والشتاء في مختلف مناطق الأردن؛ شارك في المعرض 332 مصورا هاويا و22 محترفا من خلال أعمالهم التي تجاوزت 900 صورة، 854 للمصورين الهواة واغلبهم طلاب في المرحلة الجامعية.
وأنت تستعرض الصور؛ تتملكك الاندهاشة، وتشعر بأنك تعيد اكتشاف سحر الطبيعة وجمالية المكان في سهول الأردن وجبالها وأوديتها وبواديها؛ ويتملكك السؤال اذا كان هؤلاء الهواة من شابات وشباب وبكاميرات الهاتف أو كاميرات عادية تمكنوا من التقاط اجمل الصور التي لو شاهدها الغالبية العظمى منا دون أن يقرأ موقع الصورة لاستحال إقناعه أنها في الأردن، فماذا لو أن مثل هذه المبادرات الفردية نالت نصيباً وافراً من دعم وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة من خلال شراء هذه الاعمال وطباعتها وتوظيفها في ترويج تنوع الأردن سياحياً والاعلان عن مسابقة سنوية تحظى برعاية ودعم رسمي وبجوائز مجزية لن تعجز وزارة السياحة عن توفير داعمين لها ومن القطاع الخاص حتى لا تتحجج بعدم توفر المخصصات.
مجموعة حساب الخير (شدة وتزول)، هي أحد أدوات صندوق همة وطن للتعامل مع آثار وتداعيات جائحة كورونا الاقتصادية وخاصة الفئات الفقيرة ومحدودة الدخل التي تعتمد على دخلها من خلال بيع ما تنتجه والتي تضررت نتيجة الاغلاقات والإجراءات الاحترازية؛ تدير هذه المجموعة وزير التنمية الأسبق السيدة ريم ابوحسان مع مجموعة من السيدات والسادة الداعمين للعمل الخيري والتطوعي ولديها مبادرات أخرى مثل "نكهة بلدنا" التي تساهم في الترويج للمأكولات التراثية والتقليدية وبنفس الوقت دعم وتمكين قطاع كبير من النساء محدودة الدخل خاصة في الأرياف والبوادي والمخيمات.
المهمة تحتاج دعماً حكومياً بالتأكيد، لأنها تساهم في ترويج الأردن الذي يمتلك ويتفرد بميزات وتنوع سياحي سواء في طبيعتها ومناخها أو السياحة الدينية المسيحية والإسلامية والسياحة التأملية وسياحة المخيمات في وادي رم وسياحة الآثار في البترا وجرش ولكنها تحتاج أيضاً مساهمة من الشركات شبه الحكومية كشركة البوتاس العربية وشركة الفوسفات وشركات الاتصالات والملكية والبنوك وغيرها وضمن المسؤولية المجتمعية في دعم وتمكين أي أفكار تطوعية وريادية تساهم في تخفيف بؤر العوز والفقر وتأسس لمجتمع التكافل والتعاضد.
على امتدد الأردن هناك أفكار إبداعية للشباب تحتاج لدعم مالي بسيط ويمكن الاستثمار فيها بغية الترويج للأردن سياحياً ودعم المبادرات الفردية في الأطراف لفئتين مهمتين تعانيان من الإحباط وتعذر الحصول على فرص عمل وهما الشباب وربات البيوت، المؤكد أن توظيف المسؤولية المجتمعية في خدمة ودعم هاتين الفئتين امر غير مكلف على الشركات ولكنه يساهم في مساعدة الناس وتوفير عيش كريم ولائق لهم.
حساب الخير مبادرة إنسانية فرضتها ظروف كورونا التي نتمنى أن تغادرنا بأقصر وقت ولكن المهم أن تتحول لعمل مؤسسي دائم بحيث تصبح بابا من أبواب دعم المبادرات الريادية الفردية واكتشاف المواهب التي غاب الاهتمام فيها منذ زمن طويل بفعل فوضى الأولويات التي تواجه الحكومات.
يستحق العاملون على هذا العمل الشكر والتقدير ونحتاج أن تعزز فكرة العمل التطوعي المنتج وليس المظهري فنحن أحوج ما نكون له خاصة في ظل ظروف بلادنا الاقتصادية.