مبادرة فرنسية لحماية الحكومة الليبية من دون تدخل عسكري

باريس - استبعد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيروامس شن ضربات جوية أو إرسال قوات على الأرض لمواجهة تنظيم داعش في ليبيا، لكنه قال إن بلاده قد تساعد في تأمين حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي توسطت في تشكيلها الأمم المتحدة في طرابلس.اضافة اعلان
وتدعم القوى الغربية حكومة الوحدة على أمل أنها ستسعى لدعم أجنبي في مواجهة متشددي الدولة الإسلامية وتتعامل مع تدفق المهاجرين من ليبيا لأوروبا وتعيد إنتاج النفط لمعدلاته لدعم الاقتصاد الليبي.
لكن هناك مخاوف من أن يؤدي التدخل العسكري المباشر لتفاقم الوضع خاصة إذا استمر الفراغ السياسي في البلاد.
وقال إيرو لراديو فرانس إنفو "يجب ألا نرتكب نفس أخطاء الماضي. إذا كنتم تتصورون ضربات جوية وقوات برية فهذا ليس مطروحا. هذا ليس موقف فرنسا على أي حال."
وأضاف "لكن فيما يتعلق بتأمين الحكومة.. إذا طلب السيد فائز السراج (رئيس حكومة الوحدة الوطنية) مساعدة دولية فسندرس الأمر."
وقالت مصادر دبلوماسية إن السراج ليس له طلبات حتى الآن إلا مساعدته في مغادرة البلاد إذا تدهور الوضع الأمني في طرابلس.
ولعبت باريس دورا أساسيا في حملة حلف شمال الأطلسي الجوية التي ساعدت الثوار في ليبيا على الإطاحة بمعمر القذافي في 2011 لكنها أبدت بعد ذلك أسفا لعدم دعم السلطات في الفترة التي تلت ذلك.
وتنفذ الطائرات الفرنسية حاليا طلعات استكشافية فوق ليبيا كما يعمل مستشارون عسكريون فرنسيون على الأرض بالتعاون مع بريطانيا والولايات المتحدة.  واعادة فتح سفارتها في أسرع وقت ممكن كعلامة على دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.
وأضاف "تحدثت مع السيد السراج الذي دعاني لزيارة ليبيا. وبمجرد أن تصبح الظروف مواتية سأذهب."
وكانت فرنسا من اشد داعمي فكرة التدخل العسكري في ليبيا وقد عبر عن ذلك مرارا وزير الخارجية السابق لوران فابيوس الذي استقال من منصبه وخلفه جان مارك إيرو.
وسبق أن حذرت ايطاليا اقرب دولة أوروبية الى ليبيا من حيث المسافة من أي عمل عسكري وقالت إن ذلك سيدفع فصائل مسلحة الى التحالف مع تنظيم الدولة الاسلامية، مشيرة الى أن المجتمع الليبي بمختلف مكوناته يرى في أي وجود أجنبي غزوا يستوجب مقاومة.
لاشت فكرة التدخل العسكري تدريجيا مع دخول حكومة الوحدة الوطنية بقيادة رجل الأعمال فايز السراج الى العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها حكومة موازية يبدو أنها سلمت بالأمر الواقع، فيما بدأت السلطة الجديدة المدعومة أمميا ودوليا وعربيا في تثبيت نفسها.
لكن محللين كانوا قد رأوا في الحرص الغربي على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا محاولة لإيجاد سلطة يمكن أن تطلب لاحقا من الغرب التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بما يعني أن التدخل سيكون تحت غطاء قانوني وبطلب من حكومة ليبية.
وليس واردا في الوقت الراهن أن يطلب السراج ذلك لاعتبارات منها أنه لايزال يتحسس خطاه نحو تثبيت سلطته ويبدو أنه يراهن على دعم الشارع الليبي له في مواجهة التنظيمات المتطرفة أكثر من رهانه على قوى غربية قد يؤثر تدخلها على شعبية الحكومة الناشئة.-(وكالات)