مبروك للسلط.."هاردلك" للفيصلي

من المؤكد أن مشاعر جماهير الكرة الأردنية عموما، وفريقي السلط والفيصلي خصوصا، جاءت متباينة، فكانت ممزوجة بالفرح عقب التأهل التاريخي لفريق السلط إلى نصف نهائي منطقة غرب آسيا بكأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في أول مشاركة له في البطولة، وبالحزن لخروج فريق الفيصلي من دور المجموعات، وهو الذي كان يمني النفس بالمنافسة على اللقب الذي ظفر به مرتين متتاليتين في نسختي 2005 و2006.اضافة اعلان
من المؤكد أن فوز السلط بإحدى بطاقات التأهل الأربعة المخصصة لمجموعات غرب آسيا الثلاث، لم يكن "ضربة حظ" أو مجرد صدفة لعبت دورها، فالفريق الذي خسر مباراته الأولى أمام المحرق البحريني بهدف، سرعان ما داوى جراحه واسترد عافيته وأعلن نيته بالمنافسة، فتجاوز الأنصار اللبناني بهدفين لهدف، ثم حقق فوزا كاسحا على فريق شباب بلاطة الفلسطيني بخماسية نظيفة.
لكن، هل يستطيع السلط الذهاب أبعد من نصف نهائي غرب آسيا، من حيث بلوغ نهائي المنطقة ومن ثم نهائي البطولة، وتكرار ما فعله فريق شباب الأردن في النسخة الرابعة 2007؟
يؤكد مدرب السلط جمال أبو عابد، ثقته في قدرة فريقه على مواصلة التقدم في البطولة، ويشير: "نجح اللاعبون في المحافظة على مستواهم، بل وتصاعده من مباراة لأخرى، ولم نكن نفكر في نتائج المباريات الأخرى، وكان تركيزنا فقط على المباراة التي كنا نلعبها، ونأمل أن نكون على قدر المسؤولية ونمثل كرة القدم الأردنية بأفضل صورة ممكنة في الأدوار التالية من البطولة، طموحنا دائما أن نكون في المقدمة، حيث أننا نمتلك لاعبين مميزين وقادرين على تحقيق النجاح".
لكن، ما الذي جرى لفريق الفيصلي لكي يتحول حلمه إلى سراب؟.. كان الفريق على بعد نقطة من التأهل بعد أن تجاوز فريقي الأمعري الفلسطيني بهدفين نظيفين ومن ثم تشرين السوري بهدف، الا أنه وقع في المحظور وصدم جماهيره بخسارة غير مبررة أمام الكويت بهدف.
يقول مدرب الفيصلي حسام السيد: "كان يجب أن نحقق نتيجة أفضل، تأخرنا في دخول أجواء المباراة في أول ربع ساعة، بعد ذلك دخلنا أجواء المباراة وأضعنا عدة فرص، وكان يمكن أن تصبح النتيجة مختلفة لو استغلينا هذه الفرص.. دفعنا ثمن بعض الأخطاء الفردية، ثم بعد دخول الهدف حاولنا عمل تبديلات لزيادة فعالية خط الوسط، وكنا متسرعين في الهجمات ولم ننجح في إنهاء الفرص بصورة جيدة".
وأضاف: "حذرنا اللاعبين قبل المباراة أننا نلعب على فرصة الفوز فقط، ولم يكن التعادل على الإطلاق ضمن حساباتنا.. في كرة القدم يفوز الفريق الذي يرتكب أقل عدد من الأخطاء، ونحن ارتكبنا الكثير من الأخطاء".
الفارق بين فريقي السلط والفيصلي، كان أن الأول لم يمتلك ولم يلعب سوى من أجل الفوز قبل النظر إلى نتائج الآخرين، في حين أن الثاني ظن أن بطاقة التأهل باتت في متناول اليد، فلعب من أجل التعادل وخسر، ولو بحث مبكرا عن الفوز لحققه لأنه يمتلك القدرة على ذلك.
عموما، نشد على يد فريق السلط ونتطلع إلى أن يحقق ما يحلم به جمهوره، وإن كانت الظروف قد وضعته في مواجهة أفضل فريق في النسخة الحالية، لكن كرة القدم علمتنا أن لا مستحيل فيها، وفي ذات الوقت نقول للفيصلي "هاردلك" فقد كان بالامكان أفضل مما كان.