متحدثون: التظاهرة الثقافية تجسد روح العلاقات الوثيقة بين الأردنيين والعُمانيين

رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء د. محمد العريمي - (أرشيفية)
رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء د. محمد العريمي - (أرشيفية)

عزيزة علي

عمان- اختتمت أول من أمس فعاليات الأيام الثقافية العُمانية التي جاءت برعاية وزير الثقافة د.بركات عوجان، وبتنظيم من رابطة الكتّاب الأردنيين والجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، وأقيمت في الفترة ما بين 20-25 من الشهر الحالي، بأمسية ادبية "شعر وقصة" وذلك في نادي طلبة سلطنة عمان في الأردن.اضافة اعلان
وشارك في هذه التظاهرة الثقافية مجموعة كبيرة من الأكاديميين والكتّاب، والباحثين والشعراء والقاصّين والفنانين العُمانيين، ونظرائهم الأردنيين، حيث جاءت الأيام في إطار اتفاقية التعاون الثنائي التي وقّعتها الرابطة مع الجمعية العُمانية للأدباء والكتّاب.
وجرى ضمنها توقيع اتفاقيتين؛ الاولى بين رئيس رابطة الكتاب د.موفق محادين، ورئيس الجمعية العُمانية، د.محمد العريمي، والثانية بين رئيس الجمعية العُمانية العريمي وبين الجمعية الفلسفية الأردنية.
وشهدت الأيام حفل إشهار الكتاب "المشهد القصصي في الأردن" الصادر ضمن منشورات الرابطة بالتعاون مع الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، بيت الغشام للنشر والترجمة في عُمان.
رئيس الجمعية العُمانية للكتاب والادباء د.محمد مبارك العريمي قال في تصريح لـ"الغد" تأتي هذه الأيام "لقناعتنا بأهمية وتعزيز المشهد الثقافي بين سلطنة عُمان والأردن، من خلال مشاركتنا بصنوف الفنون السردية والفنية والموسيقية"، مشيرا الى ان هذا النشاط "ثمرة توقيع اتفاقية ثنائية بين الجمعية ورابطة الكتاب الأردنيين".
وأكد العريمي ان هذه الايام جاءت ضمن تعاون بين مؤسسات المجتمع المدني في البلدين الأردن وعُمان، وهما الجمعية العمانية ورابطة الكتاب الأردنيين، مؤكدا اهمية تفاعل المؤسسة المجتمعية التي تمثل الحراك الاكبر والأقوى في المجتمعين لما لهم من تشابه في كثير من علاقات والتواصل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
ولفت إلى أن الأيام الثقافية تكللت بطباعة كتاب "المشهد القصصي في الأردن" وهو باكورة هذا التعاون بين الطرفين.
وأشاد العريمي بالدور الذي قام به المثقف والكاتب الأردني ممثلا برابطة الكتاب وبالتغطية الاعلامي التي لاقتها الأيام الثقافية، لضمان نجاح هذه النشاطات الثقافية، مشيرا الى ما تشمله هذه الايام من عرض للمشهد الثقافي العماني السردي والفني والقصصي والشعري.
وبين العريمي ان هذه الايام شملت التعريف بالمكون العماني من خلال عرض افلام وثائقية عن عُمان ومعرض يضم اكثر 250 كتابا، لجميع صنوف الادب من شعر وقصة ورواية ودراسة نقدية.
وتضمنت الفعاليات لوحات ليست فنية فحسب، وانما استعرضت أيضا مدارس فنية تشكيلية مختلفة في الفن التشكيلي بشكل عام، وشهدت عقد ندوات فكرية ثقافية في رابطة الكتاب الأردنيين كذلك في جامعة عجلون الوطنية، حيث تكشف هذه الندوات عن التنوع في السرد والمدارسة الشعرية في سلطنة عُمان.
ونوه العريمي الذي تخرج من الجامعة الأردنية في الثمانينيات انه ليس غريبا عن المشهد الثقافي الأردني، مؤكدا متانة العلاقة بين المثقف الأردني والعماني، لافتا الى ان هذه الفعاليات تعزز رسالة المحبة التي تعلنها الجمعية "الثقافة محبة وسلام". 
من جانبهم أشاد كتاب وروائيون وقاصون وشعراء عمانيون شاركوا في هذه الايام، بالحركة الثقافية والمثقف الأردني، مشددين على اهمية التلاقي بين الكتاب العرب وما لذلك من دور أساسي في غناء التنوع الثقافي بين ابناء الامة الواحدة.
الروائي والقاص العماني محمود الرحبي رأى ان هذه الأيام تشكل اشعاعا تعريفيا لأي دولة، وذلك كون هذه الفعاليات عادة ما تكون متنوعة وتحاول ان تعكس الثراء الثقافي لأي دولة.
واعتبر الرحبي ان الايام الثقافية العمانية التي اقيمت في الأردن تبرز التنوع الثقافي الذي تمتاز به سلطنة عُمان من إرث تاريخي غني ومتنوع وحاضر زاهر، كما تبرز هذه الايام أهم الأصوات الأدبية العمانية في مجالات القصة القصيرة والشعر، الى جانب الفن التشكيلي والنقد والاشتغال البحثي.
وأكد الرحبي أن هذه الايام فتحت للكاتب العماني الالتقاء مع الأصوات الأردنية الشابة وذلك من خلال عمل مشاركات يتم فيها تفعيل الصوت العماني والصوت الأردني على منصة واحدة، وهو ما يمكنه أن يعكس روح التلاقي الكبيرة بين الشعبين الشقيقين.
من جانبه قال القاص عُماني وليد النبهاني إن هذه الفعالية أتاحت التعرف على المناخ الثقافي في الأردن، وهي فرصة كذلك للتعريف بالثقافة العمانية من خلال الأمسيات والندوات واللقاءات التي تمت في هذا البلد المضياف.
ورأى النبهاني أن هذه الفعاليات تبرز "التلاقح الفكري والأدبي بين عُمان والأردن، وأتمنى أن يكون هناك المزيد منها في المستقبل".
من جانبه رأى الشاعر والروائي زهران القاسمي ان الايام الثقافية كانت حافلة بالفعاليات الثقافية العمانية والأردنية، وتظهر ملمحا بملامح الترابط بين الثقافتين لاسيما في مجالي الشعر والقصص اللذين يشهدان تطورا ملحوظا على مستوى التقنية الحديثة من حيث المعنى واللفظ.
وتمنى القاسمي أن تتكرر مثل هذه الايام التي من شأنها أن "تجسد روح العلاقة بين الشعبين ومما يتيح الفرصة ان الاخوة في المملكة الأردنية أحاطونا باحتفائهم وكرمهم، كما جعلتنا هذه الايام ننفتح على كتابات واشعار لكتاب أردنيين".
من جانبها اشادت القاصة والروائية هدى حمد بالجمهور الذي حضر معظم الفعاليات الثقافية العمانية، وانشغاله بالسؤال حول "الكتابة والاصدار العماني ما خلق شكلا من التواصل الايجابي بيننا".
وأضافت حمد، التي زارت ضمن الوفد عجلون:"تسكنني قلعة عجلون"، كما ان بوابة جرش "تفتح منافذ السؤال على اتساعها".
الناقدة والروائية العمانية عزيزة الطاني رأت في هذه الايام "خطوة ايجابية ومبادرة طيبة من قبل الطرفين العماني والأردني عمقت أواصر التقارب التاريخي والتواصل الثقافي بين البلدين الشقيقين، ونأمل ان تستمر مثل هذه المبادرات في سبيل تعميق أواصر الاخوة".
واعتبرت الطاني أن اجمل ما في هذه الأيام "تنوع البرنامج المعد من قبل الطرفين وتعدد الفعاليات بين المنصة والسياحة والادب والفن".
من جانبه عبر الروائي والقاص محمد بن سيف الرحبي عن سعادته بهذه الايام، مشيرا الى ان عمان تكتب بالكلمة وبالقصيدة وبالريشة لوحتها، فعمان تلقى وهج الكلمة مع جمال الريشة فكانت.. الأردن.
وأشار الرحبي الى انه لم يشعر بأنه انتقل من عُمان الى الأردن بل "انتقلنا من بيتنا العماني الى بقعة أخرى من تراب هذا الوطن العربي الجميل رغم أنف السياسة وكدر الأحوال، لأننا نرى من خلال منظور الابداع وحده فالعين لا ترى سوى القلوب، والقلوب لا تنبض إلا بالحب، والحب لا تعرفه سوى قلوب هؤلاء الاصدقاء الذين أبدعوا في رسم ملامح حياة ثقافية رائعة وفي ملامح دروب تصل بين عُمان وعمّان.. دروب لا تقترف باشارات المرور والحواجز الاسمنتية.. لأنها عبق يسافر لا يتوقف الا على حدود..القلب".
الفنان التشكيلي وعضو الجمعية العمانية للفنون التشكيلية خليفة محمد البلوشي، رأى ان الايام الثقافية العمانية في الأردن، مرت سريعا وكانت الفعاليات مضغوطة وأحلى ما في هذه الفعاليات هي حفاوة اللقاء، والحركة الثقافية بالأردن، اتمنى ان نصل في السلطنة الى هذا المستوى من الحراك الثقافي من الادب والفنون والمراكز الثقافية.
وتمنى البلوشي أن يثمر التعاون العماني والأردني عن الاستعانة بالأساتذة والمفكرين والفنانين من الأردن بالسلطنة عُمان، فقد عرفنا الأردني عندما كنا صغارا مدرسا ومربيا في المدارس ومتحدثا عن الادب والشعر، أتمنى أن يدوم التواصل والتعاون في جميع المجالات الثقافية والتعليمية والعلمية.
أما الفنان التشكيلي سعيد بن عياد الرويضي الذي يزور الأردن اول مرة فقال "كانت زيارة الأردن مفاجأة لي حلمت بها سابقا". وأشاد بالمملكة وطبيعتها، مبينا ان ثقافة الشعب الأردني وتواصله يعكس اهتماماتهم وعراقتهم.

[email protected]