متطلبات المهنية

تأسف "الغد" لحملة التأويل والتهويل التي تناولت الخبر الذي نشرته الأربعاء الماضي حول قيام مسؤولة أجنبية بتقديم شكوى ضد مسؤول زعمت أنه تحرش بها. وتنأى "الغد" بنفسها عن هذه التأويلات وترفضها لأنها باطلة وتمثل إساءة إلى شخصية عامة نحترمها ونثمن دورها.اضافة اعلان
لم يشر خبر "الغد" إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة من قريب أو بعيد، ولم يحمل أي اتهام له أو لغيره. فبالتالي، لا يمكن رد ما تبعه من تأويلات وادعاءات إلا إلى أهداف شخصية للبعض.
فالحقائق في الصحافة حرة. والآراء مقدسة. لكن حرية الرأي لا تعني حرية اغتيال الشخصية والإساءة إلى الآخرين. تلك جريمة أخلاقية وقانونية تتناقض مع المعايير المهنية والأخلاقية التي تلتزم "الغد" بها نهجَ عمل ثابتا.
ولأن "الغد" جريدة محترمة بَنت حضورها وصدقيتها عند قرّائها من خلال التزام الموضوعية والدقة والتمييز بين الخبر والرأي، فإنها ترفض الإساءات التي طالت وزير الخارجية وتدينها بالمطلق. وأؤكد مرة أخرى أن جودة لم يكن المقصود في الخبر.
وفوق ذلك، تكشف حملة التأويلات الكاذبة استسهال الكثيرين توجيه الاتهامات المسيئة إلى الناس جزافا. فخبر "الغد" قال إن مسؤولة أجنبية زعمت تحرّش مسؤول بها. والزعم لا يعني أن ادعاءها صحيح. والقفز إلى الإدانة من دون التأكد من صدق الزعم دليل على حال أخلاقية متردية لا بد من معالجتها.
لا تحمل "الغد" عداء نحو أي مسؤول. تتعامل مع الجميع على أسس مهنية أخلاقية. لكنها تعادي السقوط الأخلاقي والممارسات غير المهنية، كتلك التي انتهجها البعض أو نشرها ناشطون من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
تقاوم "الغد" هذه الممارسات بشكل عام عبر تقديم أنموذج في العمل الصحفي المهني المحترم. وتقاومها اليوم عبر إدانة الحملة الظالمة التي استهدفت وزير الخارجية والتأكيد على التفسيرات الخاطئة التي تبعت نشر خبرها.
لأن "الغد" صحيفة محترمة وتؤمن بالمعايير المهنية وحق المعرفة وترفض الإساءة لأي كائن كان وتنأى بمحتواها عن اغتيال الشخصيات العامة وغيرها فإنها ترفض المسلكيات غير المهنية التي تلت الخبر المتعلق بمزاعم المسؤولة الأجنبية.
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها مسؤول أو حتى صحفيون لحملات اغتيال شخصية باطلة تقوم على إسقاط المعايير المهنية من معادلاتها ولا تأخذ بالحسبان الأضرار النفسية والاجتماعية التي تلي مثل هذه الحملات.
وبات الناس أكثر وعيا وأكبر قدرة على التمييز بين ما هو موثوق وبين ما هو محض افتراء. ويعرف قراء "الغد" أنها لم تكن يوما إلا وسيلة إعلامية مستقلة وموثوقة. وهي عندما تؤكد أن خبرها لم يقصد جودة، فإنها تثق أنّ لتأكيدها صدقيةً تفند كل ما تبع خبرها من تأويلات لا أساس لها من الصحة.