مجاهدو العراق يخلفون مجاهدي افغانستان

 
وفقا لمراكز بحث وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه". فان الفوضى في العراق تفسح المجال لظهور جيل جديد من الارهابيين "المحترفين" الذين سوف يحلون محل القاعدة في النهاية في تشكيل الخطر العالمي.

اضافة اعلان


ويقول تقرير اصدره مجلس الاستخبارات الوطني ان الحرب في العراق قد وفرت ارضا للتدريب والتجنيد للمقاتلين الاسلاميين, وهذا يشبه ما قامت به افغانستان لتشكيل جيل القاعدة خلال الحرب ضد الاحتلال السوفييتي في الثمانينيات.


ويذكر في التقرير انه بينما تظهر منظمات ارهابية على الساحة الاعلامية, سوف تمزق القاعدة الى جماعات انفصالية, وهذا يتنبأ بحصول نزاعات عالمية خلال الاعوام الخمسة عشر المقبلة.


كما يقول التقرير يمكن للعراق والنزاعات المحتملة الاخرى في المستقبل ان توفر اساسات للتجنيد والتدريب بالاضافة الى المهارات الفنية واتقان اللغة من اجل جيل جديد من الارهابيين "الذين اصبحوا محترفين" والذين يصبح لاجلهم العنف السياسي غاية في حد ذاته.


وهو يحذر من ان قدماء المحاربين في النزاع في العراق يمكن ان يتفرقوا حول العالم مصدرين معهم خبرتهم المميتة.


ويحذر التقرير بصفة خاصة من ان الولايات المتحدة تواجه خطرا متزايدا لهجمة تشمل عوامل بيولوجية مثل الجمرة الخبيثة, وان جيلا صاعدا ومثقفا من الارهابيين يمكن ان يستخدم الاسلحة الكيماوية ايضا.


ويضعف التنبؤ القاسي احد تبريرات ادارة بوش المركزية لغزو العراق: وهو انه كان من الضروري الحد من الارهاب. وان الديكتاتور العراقي المخلوع صدام حسين لديه علاقات مع زعيم القاعدة اسامة بن لادن.


وبدلا من ذلك, يصف التقرير كيف دخل مئات الارهابيين الاجانب الى العراق بعد الغزو الاميركي, وكيف اعتبر المسلحون المتطرفون المقاومة ضد القوات الاميركية هي حرب ضد المحتل الاجنبي, تشبه النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.


واستغل "الارهابيون" ايضا الفوضى التي تبعت الحرب, والحدود المنفذة والدولة المغمورة بالاسلحة. ولكن بعكس قيام القاعدة في افغانستان, فان الارهابيين البارزين لا يحتاجون الى قاعدة جغرافية, ويتوقع ان يعتمدوا على الانترنت بصورة متزايدة.


ويقول التقرير: "ان الارهابيين لن يحتاجوا الى مقرات ثابتة للتخطيط للعمليات وتنفيذها ذلك لانهم استغلوا الملاجىء حول العالم للتدرب". وسوف تصبح مواد التدريب والارشاد المستهدف والاسلحة وجمع الاموال واقعية بصورة متزايدة".


وسوف يصبح الارهابيون الذين تدربوا وتجندوا في العراق الجيل الذي يخلف القاعدة. ويتنبأ التقرير "سوف تتبدد عضوية القاعدة التي تميزت بتدريبها في افغانستان تدريجيا, ليحل محلها جزئيا تشتت الناجين ذوي الخبرة في النزاع العراقي".


واعتمد التقرير الذي يتكون من 119 صفحة على تحليل من اكثر من الف ملاحظ اميركي واجنبي, وهو يهدف الى مساعدة البيت الابيض في تعقب الاتجاهات العالمية حتى عام 2020.


الغارديان