"مجتمعُ النَّهضة التربويّة"

تشكَّلَ قبل أسابيع "مجتمعُ النهضة التربوية" الذي هو مجلسُ ظلٍّ أهليّ وشعبيّ للتطوير التربويّ، يصبو إلى أن يوقف الانهيار في المنظومة التربوية، ويساعد في اقتراح بدائل تجعلُ من الممكن النهوضُ بالتربية ومناهجها واستراتيجياتها، وتأهيل المعلمين والمعلمات، والدفع باتجاه تربيةٍ عصريّةٍ تشكّلُ إنقاذاً للتربية الحاليةِ في بلدنا، وربما أيضاً إضافةً إلى الجهود الإنسانيّة. هذا، وإنَّ هذا المجتمع ليس جمعيّةً ولا منظمةً، بل مبادرةٌ لتكوين تيّارٍ عريض من أهل التربية والاهتمام، للانخراط في تكوين كتلةٍ معتبرةٍ تجرفُ في طريقها أداءً فاسداً مزمناً للجهاز التربوي، وتدهوراً كارثياً للتعليم له أسبابٌ كثيرة، أوسعها أهل العلم بحثاً وتشريحاً. اضافة اعلان
هو إذن مبادرةُ علمٍ مقابل تَرسُّخِ أشكالٍ من الجهل المقدّس، وقوَّةُ ضغطٍ إيجابيٍّ لا تنوي أن تناوئَ الجهودَ القائمة للإصلاح، بل أن تتواشجَ معها، وترفدها بالخبرة والرؤى التي يمتلكها أفرادٌ بناةٌ في هذا المجتمعِ، تنادوا لعمليّةِ إبداعٍ جديدةٍ، لا لترميم ما تساقط من بنيان التربية والتعليم. وهي بهذا المعنى تأتي لتجعلَ من المشاركة المجتمعيّة واقعاً قائماً وضروريّاً للعبور بالأجيالِ المضيَّعةِ نحو القرنِ الحادي والعشرين.
انبثقَت مبادرةُ "مجتمع النهضة التربويّة" عن مجموعةٍ صغيرة تدعى "تنوير"، تشكّلت في ظروفِ دعمِ كتّابٍ وكاتبات تعرّضنَ لهجماتٍ بربريّةٍ تكفيريّةٍ  في العام الماضي. سالت فيهما دماءٌ افتراضيّةٌ كثيرةٌ ودمٌ واحدٌ حقيقيٌّ لكاتبٍ كبير هو المرحوم ناهض حتّر. فكان لزاماً انخراطُ هذه المجموعة في الهمّ اليوميّ الذي تمليه الظلاميّةُ الجديدةُ، وما يتفرّخ عنها من عللٍ وأوبئة. وهذه المبادرة تصادفت مع أفكار آخرين وأخريات حول ضرورة التصدّي للواقع المؤسف للتربية والتعليم خارج القنوات الرسميّة.
يعملُ هذا التيار المجتمعيّ، الذي يضمُّ خيرةَ أهل الاختصاص والمعرفة والخبرة من أكاديميين وأكاديميات، ومن نشطاء في حقول الإنسانيّات والحقوق والحريات العامّة، ومن مديري مدارس ورؤساء جامعات، ووزراء سابقين، ومن طلبة مدارس (على الطريق) يعملُ على ثلاثة محاور: الأول: محور المناهج والاستراتيجيات التعليمية في القرن الحادي والعشرين. والثاني: محور التوعية المجتمعية والإعلام. والثالث: محور التشبيك بين الهيئات المعنيّة. وهو بهذا يطمح أن يُحدِثَ فرقاً بيّناً في الواقع البائسِ الذي وصلنا إليه. وقد وجدَ هذا التيار الجاد من يحتضنُه فوراً من بعض المؤسَّساتٍ الوطنيّة، ويقدّم إليه المعونات اللوجستية اللازمة في المرحلة الراهنة.
وبهذا الجهدِ الواعد لن نفقد الأمل..!