مجددا.. لا شيء غير الفوضى

لا شيء غير الفوضى يسود الحركة الرياضية في مختلف دول العالم، والتي توقفت بفعل انتشار فيروس كورونا منذ نحو شهرين، وجعلت من المستحيل العودة إلى ممارسة النشاطات الرياضية بشكل شبه طبيعي قبل نحو شهرين مقبلين، فيما لا يظهر افق لعودة الحركة الرياضية بشكلها الطبيعي حتى نهاية العام الحالي، في ظل تجدد المخاوف من موجة جديدة لـ"كوفيد 19"، قد تتزامن مع موسم الانفلونزا في الخريف المقبل.اضافة اعلان
ويبدو أن الغاء البطولات بغض النظر فيما إن كان سيتم تتويج أبطالها أم لا، هو الخيار الغالب على قناعات كثير من الدوريات الأوروبية الكبرى، الحائرة أصلا بين استئناف المباريات بدون جمهور، أو وضع حد لعمر المسابقة والتحضير لأخرى جديدة في ظروف أكثر مثالية.
ورغم أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، أعلن في وقت سابق أنه سدد مبلغا مقداره 236 مليون يورو إلى اعضائه الـ55، لمساعدتها على تخطي الصعوبات التي تواجهها، ضمن برنامج "هاتريك" الذي يسمح بمساعدة برامج تطوير كرة القدم في كل اتحاد وطني، وبموجبه يحصل كل من الاتحادات الأوروبية على 4.3 ملايين يورو، إلا أن هذا المبلغ لا يغني ولا يسمن من جوع بالنسبة لبعض الاتحادات الأوروبية الكبيرة، بينما كان سيشكل ثروة يسيل لها اللعاب لو توفر للاتحاد الأردني لكرة القدم، الذي سيحصل على مبلغ نصف مليون دولار من نظيره الدولي "فيفا"، في إطار معونة سنوية تم التعجيل بها هذه المرة بسبب جائحة كورونا.
وقد يقول قائل بأن مصير دوري المحترفين الأردني لن يختلف عن مصير معظم الدوريات الأخرى، التي ترى أنه لا مفر من الالغاء، وسط حالة الفوضى والاشكاليات المالية التي تحول دون تحقيق الانطلاقة القوية.
وفي خضم الحديث عن إعادة نشاط كرة القدم في كثير من دول العالم وفق ضوابط محددة، فإن "فيفا" يرى استحالة استمرار تصرفات كانت في الماضي تبدو اعتيادية، مثل البصق على العشب، والمصافحة وتبادل القمصان وغيرها.
كما تولدت فكرة عند "فيفا" بشأن السماح باجراء خمسة تبديلات بدلا من ثلاثة في النظام المعمول حاليا، وذلك لمساعدة اللاعبين في مواجهة البرنامج المضغوط من المباريات التي سيواجهونها في الفترة المقبلة، لأن الفترة الزمنية لن تسمح بإقامة المباريات بشكل اعتيادي وبعيدا عن الضغط الشديد، بل أن اللاعبين سيجدون أنفسهم مضطرين لتأدية دور "الماكينات" في المباريات، علما أن فترة التوقف الحالية ستجبرهم على الخضوع لبرامج تدريب حقيقية، عوضا عن تلك التي كانت تتم في المنازل في ظل غياب الرقابة من المدربين وحماسة اللاعبين.