مجد موفاز

اسرائيل هيوم

 

ماتي توخفيلد 18/7/2012


السياسة نوع من الفن، وتوجد سياسة تجريدية وسياسة نخبة وتوجد سياسة تُصب عليها سخرية المنتقدين وتوجد أخرى تحظى بمدح المادحين، فالإجراءات السياسية تشبه زيارة متحف، فهناك من يقف ساعات متأثرا وهناك من ينظر ولا يفهم ما الذي يريدونه منه أصلا.اضافة اعلان
هكذا كان دخول كديما الى الحكومة، فقد كان من رأوا ذلك حيلة لامعة، وهناك من نعتوها بأنها حيلة منتنة. وقد خرج كما دخل. ويجب على كل محبي السياسة مهما كانوا أن يعترفوا بأن الجولة التي قام بها موفاز في الحكومة ستُدرس بعد ذلك في مدارس المستشارين الاستراتيجيين وسيتم التحدث عنها كثيرا بين نمامي القيادة العليا.
والآن بعد ان اتضحت الصورة أمس، أصبح مفهوما للجميع ان موفاز لم يقصد لحظة ان يُجيز قانون تجنيد جديدا ولا ان يغير طريقة الحكم ايضا، بل كان الهدف وما يزال تخليصه وتخليص حزبه من ضياع مؤكد كان ينتظرهما في الرابع من ايلول وهو الأجل المسمى للانتخابات. وكان موفاز يحتاج الى زمن وكان يحتاج الى ان ينشغلوا به، وقد حصل على ذلك. وفي مطلع الاسبوع الماضي حصل موفاز على عشرة نواب في واحد من استطلاعات الرأي وهو انجاز لم يسبق له مثيل منذ ان انتُخب رئيسا لكديما.
أصبح واضحا الآن ان الطريقة الوحيدة لإجازة قانون تجنيد جديد بدعم من كديما مقرونة بترك الحريديين للحكومة، وكان هذا هو الإمكان الوحيد لموفاز ليبرهن على أنه نجح. وحينما تبين له ان ذلك لم يحدث، نهض وغادر. ان التفاوض الذي أجراه مع نتنياهو في الاسبوعين الاخيرين لم يكن سوى عرض، وكان القرار قد أصبح موقعا عليه وبقي اختيار الوقت فقط.
حصل موفاز على أيام مجده الـ 15، لكن السؤال الكبير هو هل يحظى بأن يرى 15 دقيقة راحة أم أنهم ربما ينسونه في غضون 15 ثانية.
إن اختيار أجندة التجنيد للجميع هو اختيار صحيح. وهذا الموضوع ساخن. والجمهور شديد العناية بذلك كبير ومركزي. لكن المشكلة الرئيسة هي أنه يوجد لاعبون آخرون في هذا الملعب.
قام موفاز في الحقيقة بهذا الإجراء وحده، لكن يجب عليه للحصول على الثقة به ان يجري معركة مع يئير لبيد ومع ليبرمان ومع تسيبي لفني ايضا، مثلا. وقد يتبين لموفاز ان النصر في المعركة بخلاف أيامه حينما كان رئيسا لهيئة الأركان، لا يضمن ان يحظى بالغنيمة.