مجلة "بيتي": نصائح مفيدة لتشجيع الموظف على اعادة تقييم اولوياتة في الحياة

مجلة "بيتي": نصائح مفيدة لتشجيع الموظف على اعادة تقييم اولوياتة في الحياة
مجلة "بيتي": نصائح مفيدة لتشجيع الموظف على اعادة تقييم اولوياتة في الحياة

أول دليل عربي للأهل في الذكاء العاطفي

عمّان– الغد-  صدر أخيرا العدد الخامس من مجلة "بيتي"، وهي مطبوعة عائلية شهرية هدفها توعية الآباء والتربويين والأفراد بأهمية الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence – EQ) على مستوى الوعي بالذات، وبالقدرات العاطفية التي يتمتع بها الإنسان كغيرها من القدرات الذكائية المعرفية التي كانت معتمدة في قياس نسبة الذكاء حتى أواخر القرن العشرين. كما تهدف المجلة إلى تعزبز مفهوم "ثقافة الشخصية" (Character Education) التي غالبا ما تكون مهمشة في حياتنا اليومية، بهدف التعامل مع هذه العواطف بطريقة إيجابية بناءة.

اضافة اعلان

وبات الذكاء العاطفي من أهم  المواضيع التي شغلت العلماء والباحثين والتربويين وكذلك أصحاب الأعمال في الآونة الأخيرة، لما للعامل العاطفي من تأثير كبير على تميز الأداء والإنتاجية، فقدرات الذكاء العاطفي هي مهارات مكتسبة، ويعبر عنها بـ (EQ) كقياس علمي لمستوى القدرات والمهارات الشخصية التي تترجم فهم الشخص لمشاعره ومشاعر من حوله. كما أنها أداة لفهم تأثير هذه المشاعر على حياته، وزيادة وعيه بذاته وبقدراته، بما يساعده على تحويل طاقاته الداخلية إلى حافز قوي لتحقيق أهدافه، بما لا يتعارض مع التأثر والتأثير فيمن حوله بطريقة إيجابية، وبشكل يضمن له النجاح والتفوق في الحياة، سواءً على الصعيد الاجتماعي أو المهني.     

وبمناسبة حلول شهر أيار (مايو) الذي يحتفل فيه بيوم العمال، يتناول العدد الجديد من "بيتي" أهمية الإتقان في العمل. فالعجلة والإهمال والتساهل في تحمل المسؤولية جميعها مظاهر باتت سائدة في مجتمعنا إلى حد كبير، وهي تنم عن ضعف شعور الأفراد بالانتماء للمحيط الذي يعيشون فيه أو يعملون به، وقلة الدافعية عندهم وتدني درجة إتقانهم لأعمالهم كنتيجة لذلك، ما يستدعي النظر في الأسباب التي تحول دون سعادة الموظف بشكل عام، وضعف نوعية عمله وإنتاجيته، والتصرفات الشخصية غير المقبولة في محيط العمل وغياب الرقيب الذاتي.

تقدم المجلة نصائح مفيدة وعملية لتشجيع الموظف أو العامل على إعادة تقييم أولوياته في الحياة وأدائه في علاقاته الاجتماعية والمهنية والعاطفية. وتركز على أهمية تطابق التفكير والشعور والعمل لنصل إلى مرحلة الإتقان الذي لا يشترط أن يكون في العمل فحسب، إذ ان الإنسان الذكي عاطفياً يعتمد الإتقان كمعيار وهدف في كل ما يقوم به كإتقانه فن الحب مع شريكة الحياة وإتقان ممارسات التربية الصحية مع الأبناء وإتقان حسن المواطنة في طريقة حياته وتعاملاته اليومية.

وتتناول المجلة الإتقان في العمل الذي يجلب له الرزق وأيضاً الرضا والسعادة الذاتية لدى تحقيقه لطموحاته المهنية والشخصية. ويتطلب الإتقان الوعي والإدراك بالحاجات العاطفية والتخطيط في كيفية إشباعها بالطرق السليمة والذكية عاطفياً، وتحمل الشخص مسؤولية أعماله تجاه وطنه وأسرته ومعارفه، وإتقان مهارات القيادة، والشعور بالانتماء والرغبة في المساهمة في حركة التطوير والإنجاز في سبيل تحقيق التغيير الإيجابي ابتداء بمحيطه الصغير وامتداداً للمجتمع الذي يعيش فيه.

وتقول مدير عام ورئيس تحرير مجلة "بيتي" م. رلى الكيلاني القاسم، وهي مدربة دولية في مجال الذكاء العاطفي وزميلة مرخصة من  الجمعية الأميركية العالمية للذكاء العاطفي “6seconds”: "نسعى من خلال (بيتي) إلى توفير مصدر موثوق للقراء لمساعدتهم على إيجاد أجوبة لتساؤلاتهم وحلولاً لمشاكلهم الحياتية واليومية، فجمهور بيتي هو العائلة الأردنية بجميع أفرادها، الأب، الأم والأبناء. وهدفنا أن تصبح (بيتي) دليلا تقاعليا لجميع أفراد المجتمع الأردني في ما يشغل أذهانهم من الأمور التربوية، أو الحياة الزوجية أو العمل إلى غير ذلك من المواضيع الإنسانية الأساسية، وكيفية التعامل معها بأسلوب بسيط وعملي".

وتؤكد الكيلاني أن "الحاجة إلى تنمية الذكاء العاطفي (EQ) باتت غاية في الأهمية في المجتمعات المدنية، ومن هنا جاءت أبواب (بيتي) تركز على ثلاثة محاور رئيسية: التميز الشخصي، التطوير المؤسسي والتنمية البشرية، وثقافة الشخصية من خلال البرامج التربوية والممارسات الوالدية في البيت."

وتفيد الكيلاني بأن المجلة شهدت إقبالاً شديداً ومشاركات متميزة من قراء واختصاصيين من داخل الأردن وخارجه منذ بدء نشرها مع بداية العام الحالي، مما دلّ على تجاوب وتفاعل المشاركين مع محتويات المجلة، وأيضاً الحاجة لمثل هذا النوع من التوعية التثقيفية في مجتمعنا. كما تطمح المجلة إلى المساهمة بأثر إيجابي فعّال في رفع مستوى الثقافة العاطفية (Emotional Literacy)، والتي من شأنها تحسين نوعية حياة الأفراد، من خلال مشاركتهم في طرح استراتيجبات وقائية لمشاكل العنف والجريمة والتحديات المهنية، وغيرها من مشاكل ضعف الثقة بالذات وما ينتج عنها من قلة الإبداع والتميز.