"مجلة صوت الجيل" تكرم أفضل نصوص نشرت بأعدادها وتحتفي بكتابها

صورة جماعية للمشاركين في إعلان أفضل النصوص - (من المصدر)
صورة جماعية للمشاركين في إعلان أفضل النصوص - (من المصدر)

عزيزة علي

عمان - برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار؛ أعلنت أول من أمس مجلة صوت الجيل عن أفضل النصوص التي نشرت، حيث تم تكريم كاتباتها وكتابها من أصحاب المواهب التي برزت ضمن آخر ثلاثة أعداد للمجلة.اضافة اعلان
جاء ذلك خلال الندوة التي شارك فيها الأكاديميان الدكتور عماد ضمور، والدكتورة صبحة علقم، وادارتها القاصة سوار الصبيحي، وذلك في المركز الثقافي الملكي.
وقد تم الإعلان عن النصوص التي فازت فيها وهي كما يلي، في مجال الشعر أربعة متسابقين هم: يوسف العلي، عن قصيدة "فلتَغفروا صَيفي"، إيهاب عوايدة، عن قصيدة "سِفرُ الذُنوب"، خالد بشير صحيفة "الأردن"، "مبنى مهجور في شارع السلط- وحكايات من زمن التأسيس"، صفاء أبو خضرة، عن قصيدة "طرق غير معبدة"، عزيز عوامله عن قصيدة "موت مؤجل".
فيما فازت في مسابقة القصة القصيرة كل من: دعاء الزيود مقالتها بعنوان "أم الجمال: الماضي الجميل شرفة الحاضر"، عهود عبد الكريم قصة قصيرة بعنوان "لا أحد"، فيما فازت أماندا أبو نحلة حوارية بعنوان "أخيرا أتيت"، وآسيا طعامنة خاطرة قصصية بعنوان "أحلام مبكرة"، اما النصوص التي وصلت إلى تصفيات كأفضل نص للمشاركين وهم "أسماء العمري، بشرى علي، سكينة الرفوع، هدى الخوالدة، وفاء زاهرخان، عائيشة الصمادي".
قال د. أحمد راشد، مندوبا عن الوزيرة إن مجلة "صوت الجيل"، ليست من المجلات الجديدة التي تصدرها وزارة الثقافة، وانما لها تاريخها الذي يمتد لأكثر من اربعين عاما، فقد صدرت مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وهي مجلة تعنى بنشر ابداعات الشباب الأردني في مختلف صنوف الأدب.
وقد ساهمت هذه المجلة بشكل كبير في صناعة أدباء أردنيين، حيث طافت سمعتها الأدبية والإبداعية في ارجاء الوطن العربي والعالم، فقد كانت حاضنة لمجمع ابداعاتهم وهذا يدل على اهتمام الوزارة بتوفير فرص نشر ابداعات الشباب الأردني وتحفيزهم والأرتقاء بإنتاجاتهم المتعددة وإيصالها إلى القارئ والمهتم.
وأضاف راشد أنه بعد انقطاع فترة طويل لهذه المجلة، إعادة الوزارة اصدارها لتأخذ دورها الى جانب العديد من دوريات الوزارة المتخصص في المجالات المختلفة ليكون لها دورها الريادي في رعاية أدب الشباب وابداعاتهم وتوفير منصة ثقافية فاعلة لابداعاتهم هذه الفئة الرئيسة التي تشكل مستبقل الوطن.
وأشار راشد إلى أنه خلال الفترة السابقة وبعد اعادة اصدارها ساهمت المجلة في ابراز العديد من المبدعين الشباب الأردنيين الذين اسهموا في تنمية الحركة الثقافة والابداعية ليست في الأردن وحسب بل في الوطن العربي، وهذا يمكن لمسه من خلال فوز العديد من هؤلاء المبدعين بجوائز ذات قيمة عالية سواء في الأردن أو من الدول العربية الأخرى، والأمثل كثيرة في هذا المجال.
رئيس تحرير مجلة "صوت الجيل"، الروائي جلال برجس "إن الفعل الثقافي في المجلة لا يقتصر على النشر بطابعه المتعارف عليه، إنما أخذت صوت الجيل على عاتقها مهمة البحث عن الأصوات الجديدة عبر كثير من السبل، وبالتالي خرجت نحو اجتراح مساحات جديدة تدفع بالشباب نحو فضاء أكثر إيجابية"، مبينا أن في الأردن الكثير من الطاقات الخلاقة خاصة في مجال الأدب. ونوه برجس من موقعه كرئيس تحرير لصوت الجيل أن المجلة ستعلن في المرحلة القادمة عن مجموعة من البرامج التي لها أن تواكب التجارب الشباية.
من جانبه قال أستاذ النقد الحديث في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عماد ضمور "أقف على نتاج مبدعين متحفزين للكتابة الإبداعية، نفخر بقلمهم السيّال، ونتوقع منهم المزيد من الإبداعات، نتعهدهم إبداعيًّا؛ ليتوهجوا كباراً بالفكر والإبداع، بعدما تفتقت موهبتهم الإبداعيّة، وأصبحت بحاجة للرعاية والتوجيه، مساهمة في رفد عقولهم بالثقافة والفكر السليم".
وأضاف ضمور؛ جاء تنظيم وزارة الثقافة ممثلة بأسرة "مجلة صوت الجيل"، لادارتها لهذه الأمسية الأدبية اعترافاً واضحاً بقيمة هذه النتاجات الأدبية وضرورة رعايتها رعاية سليمة، تحتفي بمنجزهم الإبداعي، وتقف على جوانبه الفكرية المختلفة، وطرائق تشكيله الفني، وأبنيته التعبيرية بعيدا عن أعمارهم الزمنية، بل بمقاربة إبداعهم فكريا ومحاولة بعثه من جديد ليصبح ظاهرة إبداعية يمكن تعميمها على مختلف الفئات العمرية، ينقل المبدع إحساسه للآخرين ويعالج موضوعات متعلقة بمجالات الحياة لذلك يأتي التعبير الكتابي ليكشف عن امتلاك القدرة على نقل الفكرة أو الإحساس للمتلقي كتابة باستخدام مهارات لغوية.
واضاف ضمور؛ "نقرأ في نتاج هذه الأقلام الواعدة تباشير خير قادمة، فكم من مبدع يُصرّح في مقابلة ما أن روافد إبداعه هي مرحلة الطفولة بكلّ معطياتها إذ إن العودة أو النكوص والارتداد للطفولة هي عودة للذات وانتصار لرغباتها العميقة وآمالها العريضة وإحياء لذكرياتها الدفينة. فما أحوجنا أن نتبنى هذه النتاجات وأن نعمل على تشجيعها وإثراء اتجاهاتها الإيجابية وإبرازها؛ لتصبح ظاهرة وليست حالة فردية هنا وهناك. وأن تعمم في الرسم والتمثيل والغناء والفنون الكتابية".
ودعا ضمور إلى تنمية مهارة التخييل عند المبدع أمر ضروري بعيدًا عن القيود؛ ليتجاوز الزمان والمكان وليصيغ أفكاره بحرية. لذلك يجب تضافر جميع الجهود الرسمية والخاصة من أجل رعاية هؤلاء المبدعين من وزارة الثقافة، وجامعات، ومؤسسات مجتمع مدني ودور نشر وأسرة وضرورة تلقي إبداع هؤلاء المبدعين على نحو جاد من أعماقه كونه يحمل نتاجا صادقا وروحا ترغب في إثبات ذاتها ومن هنا ينبغي تبني هذا النتاج وتعزيز اتجاهاته الايجابية لنرفع جميعاً شعار "رعاية المبدعين مسؤولية الجميع"؛ لأن بذرة الإبداع بالرعاية ستكون شجرة وارفة الظلال مستقبلاً تؤتي أُكلها بكلّ فاعلية.
واشار ضمور إلى نص إيهاب عوايدة "سفر الذنوب"، الذي له علاقته بالتراث، فالتفاته إلى التراث كان بطريقة شديدة الخفاء في الغالب، كما يشيد بدور الذّاكرة الّتي مَتحَ منها؛ فهي تُمثّل مُعظم البطانة الوجدانيّة والمعرفيّة أو السّرديّة للكثير من قصيدته، وكذلك يبدو في بعضها، وكأنه المعادل الضدّي للواقع المعيش.
أستاذ الأدب والنقد الحديث، في جامعة الزيتونة الأردنية، الدكتورة صبحة علقم قالت إنها اطلعت على أربعة نصوص، لأربع من الموهوبات التي سيسطعون في سماء الإبداع في وطننا العربي قريبا، أربعة نصوص يجمعها قلق الكتابة، قلق الإبداع فـ"دعاء الزيود"، في مقالتها السيرية المكانية عن "أم الجمال الماضي، الجميل في شرفة الحاضر" حاولت أن تستجلي هذه المدينة بعين العاشقة لها وحاولت أن ترسم لنا بألفاظ أنيقة وصور جميلة.
واشارت علقم إلى أن قلق الكتابة هو القلق الذي يسكن بطلة كاتبة "أحلام مبكرة"، لآسيا طعامنة، الذي ادخلنا مع البطلة في هذا القلق، في هذا القلق وفي هذا المخاض العسير الذي رافقها منذ طفولتها، واللافت للنظر في هذا النص، أن الكاتبة لا تنهي هذا المخاض بل تجعل بطلتها قلقة ومضطربة، ولعل هذا القلق والتوتر انعكس على لغة النص التي تضج بالحيوية والحركة ولعل إيقاع العدو الذي ابتدأ فيه هذا النص، جعلنا متحفزين لمتابعته واعتقد أن صاحبته اذ واصلت هذا القلق سيكون لها شأن في عالم الكتابة.
ولفتت علقم إلى أن القلق من العمر يعصف ببطل قصة "لا أحد"، لعهود عبد الكريم، هذا القلق الذي يسكننا جميعا فالزيادة في العمر تعني زيادة في الضعف والوحدة والعجز والخوف لهذا في اخر هذا النص القصصي بالثنائيات الصحية الشباب لمرض الكهولة الأمان الخوف، لافتة إلى أن هذا النص يزخر بالثنائيات ولعل هذه الثنائيات كرست سمة المفارقة التي تسم لغة القصة القصيرة وملأتها بالحيوية، والترقب الذي أذكته الكاتبة بجعل نهاية قصتها مفارقة لعتبة بدايتها حيث الجميع ولا أحد غائب.
بعد ذلك قام مندوب وزيرة الثقافة بتوزيع شهادات التقدير للفائزين.