"مجلس أوروبا" يوافق على قبول البرلمان الأردني بصفة شريك

رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة خلال ترؤسه إحدى جلسات المجلس - (ارشيفية)
رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة خلال ترؤسه إحدى جلسات المجلس - (ارشيفية)

ستراسبورغ -الغد- وافقت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بالإجماع على قبول البرلمان الأردني بصفة شريك من أجل الديمقراطية، وذلك خلال جلسة عقدتها مساء أول من أمس بحضور رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة والوفد البرلماني المرافق له.اضافة اعلان
وألقى الطراونة كلمة أمام أعضاء الجمعية عقب التصويت أعرب فيها عن الشكر لقبول المملكة بصفة شريك من أجل الديمقراطية، قائلاً إنها شراكة نعتز بها، ونسعى لتوثيق عراها.
وقال إننا في الأردن نسعى بكل إرادة جادة، وعزيمة صلبة، إلى بناء نظام ديمقراطي راسخ، يتطور عبر المراحل، ويتدرج في تحقيق الأهداف الوطنية، وصولا للنموذج الأمثل.
وأضاف أن الأردن يعيش تداعيات خطيرة ومقلقة من حوله، تتمثل في الحرب على الإرهاب، وما يعنيه ذلك من تقديم الأولوية الأمنية في حفظ وطننا.
كما لفت إلى أننا نتعامل مع أزمة تدفق اللاجئين السوريين، بعد أن بلغ عددهم نحو 1.3 مليون لاجئ يقيمون في محافظات المملكة، وأمام ذلك ما يزال برنامجنا في الإصلاح الاقتصادي يواجه الصعوبات، بفعل تذبذب المساعدات الخارجية، وتفاقم التحديات الاقتصادية، المتمثلة بالبطالة والفقر، والإنفاق على الصحة والتعليم وشراء الطاقة وتوفير المياه، وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، لنحو 9 ملايين نسمة يقيمون على الأرض الأردنية، منهم فقط 6 ملايين أردني.
وقال الطراونة إن قدر الأردن أن يعيش اليوم نتائج غياب الحل للأزمة السورية التي دخلت عامها السادس، وما يعنيه ذلك من جوارنا لجماعات إرهابية، جعلنا أكثر تمسكا بخيارنا الاستراتيجي في الضغط من أجل تبني الحل السياسي وبما يحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية والوحدة وإعادة الأمن لبلادهم.
وأضاف أن غياب عملية سياسية جامعة في العراق، نتيجة سياسات الاقصاء والتهميش المذهبي، قد وفر فرصة  لتنظيم داعش الإرهابي لبسط سيطرته على أراض شاسعة في البلاد، ما يتطلب عملا دوليا على جبهة تعزيز الوحدة الوطنية بين كل مكونات الشعب العراقي.
وأعرب الطراونة عن خشيته من أن تأخذ النزاعات في العديد من دول المنطقة والجوار مناحي مذهبية، تنذر بمواجهة دينية، تهدد السلم الأهلي والنسيج المجتمعي، وتهدد أمن المنطقة ككل.
كما أشار إلى الظلم التاريخي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، أمام احتلال إسرائيلي مُدان، يرفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ويضيع فرص السلام العادل والشامل، بإقامة الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني، وعاصمتها القدس، ويضمن حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
ونوه إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وما يشكله السلوك الإسرائيلي من تحد لمشاعر أمتنا العربية والإسلامية، وما يعنيه ذلك من استفزاز الشباب، ودفعهم للمواجهة.
وجدد الطراونة التأكيد أن الأردن في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب، سواء على المستوى العسكري أو الأمني أو الأيديولوجي.
وكان رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بيدرو اغرامونت قد أعرب عن خالص تهانيه إلى جلالة الملك عبدالله الثاني على هذا الاستحقاق التاريخي الذي تحقق بفضل قيادة جلالته الحكيمة، وبفضل الإصلاحات والمبادرات التي قام بها عبر الأعوام الماضية، مؤكدا رغبة الجمعية في الارتقاء بالتعاون والشراكة مع المملكة.
إلى ذلك، أكد مقررو لجان الجمعية، الذين قدموا تقارير لجانهم إلى الجمعية والمتضمنة موافقتها على قبول البرلمان الأردني كشريك من أجل الديمقراطية، أن الأردن دولة محورية وله دور مهم وفاعل في المنطقة.
ودعوا إلى ضرورة دعم الأردن ليتمكن من مواصلة دوره الفاعل إزاء قضايا المنطقة المليئة بالنزاعات والحروب، مقدرين بالوقت نفسه جهود الأردن في استقبال الأعداد الهائلة من اللاجئين.
كما أثنوا على حالة التسامح والتآخي التي يعيشها الأردنيون كافة والتعايش الإسلامي المسيحي الذي يشهده الأردن.
بدورهم، أكد أعضاء بالجمعية، خلال مداخلات لهم أثناء جلسة التصويت، أن الأردن الذي يعد عاملا للاعتدال ومساهما في الاستقرار له دور عظيم ومكانة كبيرة في عملية السلام بالشرق الأوسط، وكان على الدوام الوسيط النزيه بين الفلسطينيين والاسرائيليين، فالأردن ينادي دائما بالسلام العادل والشامل ويقوم برعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.