مجمع اللغة العربية يطلق فعاليات الموسم الثقافي الواحد والثلاثين

رئيس مجمع اللغة العربية الأردني د.عبدالكريم خليفة- (تصوير: ساهر قدارة)
رئيس مجمع اللغة العربية الأردني د.عبدالكريم خليفة- (تصوير: ساهر قدارة)

عزيزة علي

عمان- انطلقت صباح أمس فعاليات الموسم الثقافي الواحد والثلاثين الذي يقيمه مجمع اللغة العربية تحت عنوان "مؤتمر: لغة الخطاب في العصر الحديث: المشكلة والحل"، والذي يستمر من 20 إلى 21 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.

اضافة اعلان

تناول المؤتمر الذي شارك فيه مجموعة من الأكاديميين الأردنيين، اللغة والمصطلح، والخطاب في الموروث اللغوي العربي القديم، وتجليات الخطاب في الدراسات الحديثة، والأسس الفلسفية لتحليله، واللغة في الخطاب الأدبي والفني، والسياسي.
ودعا رئيس مجمع اللغة د.عبدالكريم خليفة، في كلمة افتتح بها المؤتمر، أبناء الأمة العربية إلى تكريس الأصالة والإبداع في بناء نهضة علمية أصيلة ومبدعة، وإلى الاطلاع على جميع العلوم والفنون والتقنيات الحديثة في عصر الثورة المعلوماتية، وترجمتها إلى العربية، وتمثُّلها واستيعابها من مصادرها مباشرةً، أو بالترجمة الأمينة الممنهجة.
وتناولت الجلسة الأولى التي ترأسها د.فتحي ملكاوي وشارك فيها كل من د.عباس عبدالحليم عباس، ود.عودة أبو عودة، الخطاب في الموروث اللغوي العربي القديم وفي القرآن.
حيث قال د.عباس عبدالحليم عباس "إن الخطاب كلمة مربكة، وردت في ميادين معرفية مختلفة، حملت دلالات شتى، وتحتمل في سياقاتها الكثير من التأويلات، حتى صار لها في العلوم والمعارف المعاصرة شهرةٌ واسعة"، لافتا إلى أن انتقال مصطلح الخطاب بين بيئات ثقافية متباينة أكسب المصطلح ثراءً مفهومياً واضحاً، واستخدمه البلاغيون والنقاد العرب القدماء استخداماً خاصاً.
وتحدث د.عودة أبو عودة عن "لغة الخطاب القرآني: مبادئ وأساليب وشواهد"، فتناول في إشارة سريعة ما يمكن أن يكون عليه الخطاب القرآني من أساليب متنوعة، يمكن أن يكون باللغة المباشرة بين المرسل والمتلقي، كتابة أو كلاماً، ومن خلال إدراك أسرار الحروف، والمفردات، والتراكيب، وما تحمله من إشارات ودلالات في اختيار حرف دون حرف.
واستعرضت الجلسة الثانية التي ترأسها د.جعفر عبابنة، وشارك فيها د.زياد الزعبي، ود.سمير استيتية، ود.جمال مقابلة، تجليات الخطاب في الدراسات الحديثة، واللسانية، وتحليل الخطاب والبلاغة والحجاج، والعلاقة بين هذه المباحث، وتأثير كل منها في الأخرى.
وتناول د.زياد الزعبي مصطلح الخطاب وتجلياته في الثقافتين الغربية والعربية، وبيّنَ الأبعاد النظرية والتطبيقية في الدراسات العربية الحديثة، التي عالجته نظريا، أو عملت على توظيفه تطبيقيا في الحقول المعرفية المتعددة، معتمدا في هذا على الأدبيات الغربية والأصول العربية، وعلى حضورها في الدراسات الحديثة.
بينما أشار د.سمير استيتية إلى شيوع مصطلح الخطاب شيوعا ملحوظا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وفي العقد الأول من هذا القرن، مشيرا إلى أهم إستراتيجيات الخطاب، ومنها الإستراتيجية التضامنية، والمقصود بها ما يُنشئه صاحب الخطاب من علاقات ضمنية في خطابه تجمع بينه وبين المستقبل، والإستراتيجية التوجيهية، والمقصود بها الخطاب الموجـه إلى المخاطـَب بعدد من أساليب اللغة، مثل الأمر والنهي، والنداء والحض.
واعتبر د.جمال مقابلة أن رهان اللغة الأول هو نجاحها في تحقيق التواصل، وفي إيجاد درجة من درجات التفاعل فيما بين البشر، مركزا على العلاقة ما بين تحليل الخطاب والبلاغة والحجاج، للوقوف على معانيها اللغوية والاصطلاحية ومنطلقاتها النظرية، وإجراءاتها التطبيقية عبر تحولاتها التاريخية، وبؤر اهتمامها، بالنظر في أركان عملية التواصل والتفاوت في تقديم ركن منها، وتأخير آخر في مجال الدرس وظروف الاعتناء.
وحول الأسس الفلسفية وتحليل الخطاب، وعلم اللغة التداولي، وبلاغة علم النص، دارت الجلسة الثالثة التي ترأسها د.خالد الكركي وشارك فيها د.يحيى عبابنة، ود.عاطف فضل، ود.ثناء عياش.
قدّم د.يحيى عبابنة تصورا عن الانتقال من نحو الجملة الذي قامت عليه الدراسات العربية الأصيلة إلى نحو النص الذي تنادي إليه بعض اتجاهات الدرس اللغوي في أوروبا والولايات المتحدة، والذي وجد أنصاراً مؤيدين له في الوطن العربي، مشيرا إلى تجزئة النص والخطاب وأثره في التنكُّر للنصية التي قام عليها جزء كبير من تحليل الخطاب عند العرب.
من جانبه رأى د.عاطف فضل أن التداولية منهج لساني حديث يقوم على استعمال اللغة في الخطاب، والعملية التخاطبية بين المتكلم والمخاطَب، والتي تبدأ بالمتكلم. "فبقدر ما يكون ناجحا في إرسال خطابه، ومبينا لمقاصده، يكون فهم هذه المقاصد، ومعرفة معاني خطابه"، معتبراً أن "التداولية تختص بتحليل عمليات الكلام بصفة خاصة، ووظائف الأقوال اللغوية وخصائصها خلال إجراءات عملية التواصل".

[email protected]