محادين يقرأ قصائد شعرية في برنامج "شعراء رواد" بالمركز الثقافي الملكي

الإعلامي والكاتب الشاعر خالد محادين- (تصوير: أمجد الطويل)
الإعلامي والكاتب الشاعر خالد محادين- (تصوير: أمجد الطويل)

عمان - الغد- قرأ الإعلامي والشاعر خالد محادين مجموعة من قصائد ديوانه الشعري الجديد المعنون "قبل إغلاق النوافذ"، والصادر عن وزارة الثقافة ضمن سلسلة إصدارات التفرغ الإبداعي. كما استعرض محطات في سيرته الذاتية والإبداعية.اضافة اعلان
قالت سميرة عوض إن محادين يحلم دائما بالأفضل، ويعلن رهانه على الغد الجميل الذي يكبر كل يوم، ويحلم بزيارة مدينة القدس، ويعلق قلبه وفكره في سماء بغداد، وعلى شاطئ غزة، ويحمل صورة سرايفيو بلا حزن، وبلا دماء، وبلا تدمير!، فيما الكرك المدينة التي استقبلت مولده على ترابها وصخورها وكبريائها تسبقه لتكون في انتظاره عند بوابات المدن التي يسافر إليها.
وبينت عوض في الأمسية الشعرية التي أقيمت في المركز الثقافي الملكي، ضمن برنامج "شعراء رواد" الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم السواعير، احتفاء بالشاعر خالد محادين، مساء أول من أمس الاثنين، أن عمّان من المدن التي سكنت في قلب الشاعر وعقله، فهي حبيبة الحبيبات، والقدس التي سعد بزيارتها أسبوعيا حتى سقطت في الاحتلال، وطرابلس الغرب التي قضى فيها تسعة أعوام، والآن يعلق قلبه وفكره في سماء بغداد، وعلى شاطئ غزة، وفي كل مدينة مقاومة وصامدة.
وأضافت عوض أن محادين يقول في وصف عمان: "إنها مدينتي - المرأة، وهي امرأتي - المدينة لم يكتب فيها قصيدة واحدة، أو ديوانا شعريا، فقد كانت ولم تزل المدينة التي تزداد دفئا وجمالا ومراهقة، كلما تقدمت وتقدم هو في العمر. لافتا إلى أنه عشق عمان القديمة البريئة والدافئة، وليس عمان التي حلت حجارتها وحل حديدها وإسمنتها مكان قلبها، حيث يقول الشاعر عن مسقط رأسه في مدينة الكرك إنه ولد على بعد خمسين مترا من قلعتها، في بيت تطل نوافذه على الغرب، حيث يمكن مشاهدة البحر الميت نهارا، وأضواء فلسطين ليلا.
ورأت أن محادين نجح في قصيدة التفعيلة، كما في القصيدة العمودية، وجلها يتغنى بالوطن والحبيبة، تحضر المرأة والمدينة في قصيدته بكثافة، من خلال عنوان المجموعات الشعرية، وعناوين القصائد، وفي جل مجموعاته تتماهى المرأة والمدينة كما في عنوان ديوانه "لكم تزدحم المدينة بالنساء المتعبات" الصادر العام 1999، والصادر أيضا العام 2007.
وأضافت عوض أن محادين المهجوس بالهم السياسي يمتلك شعره قدرة تستشرف المستقبل، حيث أفرد قصائد كثيرة لوجع لفلسطين والقدس وبكاء العراق، وهو ما يشير إلى القومية التي تسكن وجدانه، كما في قصيدة "رسالة اعتذار إلى بغداد" التي تصف دمارها نتيجة مطامع الغرب في ثرواته، وما يقابله من صمت عربي.
وأشارت عوض إلى الجرأة التي يتمتع بها محادين، واللغة الدافئة الدفاقة، وانسكاب الرمز والتراث في قصائده بشكل فطري، وتوظيف المكان، وحضور ذاكرة الطفل البكر، كل ذلك مشفوع بإحساسه المرهف بتفاصيل الحياة وبهجاتها الصغيرة. ونوهت عوض إلى أن محادين شاعر "إنسان حر"، مسكون بروح متمردة، ورغبة جامحة في كتابة الحياة شعرا. يملك قدرة فذة في التعبير عن نفسه ومواقفه بلغة ساخرة وراقية، متغنيا بالوطن والحرية والحب.. ليكتب قصيدته.. ويدافع عنها.. ليقول كلمته ولا يمشي.
وأوضحت عوض أن قصيدة محادين تمتلك القدرة على استشراف المستقبل، حيث أفرد قصائد كثيرة لوجع فلسطين والقدس وبكاء العراق. كما تمتلك الجرأة التي يتمتع بها محادين، واللغة الدافئة حيث انسكاب الرمز والتراث في قصائده بشكل فطري وبراعته في توظيف المكان والحضور المتدفق لذاكرة الطفل البكر، وإحساسه المرهف بآفاق الحياة الرحبة حين يقدمها بتعابير ومواقف ثرية، بلغته الساخرة والراقية، وكأنها ترانيم للوطن والحرية والحب.
وقرأ الشاعر المحتفى به خالد محادين ثلاث قصائد من ديوانه الجديد "قبل إغلاق النوافذ"، وهي قصائد تؤشر بشكل واضح إلى أبرز المحطات في سيرته الشعرية، بأبعادها الفنية والوطنية والقومية والإنسانية، وهي السيرة التي وصفها السواعير بـ"السيرة العالية لشاعر أردني ترك بصماته الواضحة على ملامح المشهد الشعري الأردني".
ويذكر أن الشاعر محادين عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، ونقابة الصحفيين الأردنيين. له العديد من المؤلفات الشعرية والنصوص الأدبية المتنوعة منها: صلوات للفجر الطالع، والحب عبر المنشورات السرية، وبطاقات لا يحملها البريد، وأوراق جديدة من دفتر قديم، ومن دفاتر امرأة متعَبة، ولم يبقَ لدي من الوقت إلا أنت، ونركض وحيدين ولا نلتقي، ولا أملأ قلمي بحبر الآخرين.