محافظة: تطوير المناهج مستمر ونهايته بداية لتطوير جديد

رئيس المجلس الأعلى لتطوير المناهج الدكتور عزمي محافظة خلال لقاء إعلامي أمس-(بترا)
رئيس المجلس الأعلى لتطوير المناهج الدكتور عزمي محافظة خلال لقاء إعلامي أمس-(بترا)

آلاء مظهر - كشف رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور عزمي محافظة أن مجلس التربية والتعليم، أقر أمس الإطار العام لمباحث: اللغة العربية والدراسات الاجتماعية وكفايات التربية الإعلامية والمعلوماتية.

اضافة اعلان


جاء ذلك في لقاء إعلامي نظمه المركز أمس بمعهد الإعلام الأردني، بحضور المديرة التنفيذية للمركز شيرين حامد ورؤساء فرق تأليف كتب: التربية الاسلامية وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية السابق الدكتور هايل داود، والعلوم الدكتور موسى الطراونة، والرياضيات عمر ابو غليون.


وقال محافظة، إن تطوير المناهج متصل ومستمر مدى الحياة ولا نهائيا، لأن نهايته ستكون بداية لتطوير جديد، لافتا إلى أن المناهج يجب أن تواكب التقدم العلمي.


وأشار الى وجود دواع ومبررات لتطوير المناهج، ابرزها تلافي القصور فيها، فلدينا مؤشرات حول القصور منها نتائج الطلبة في الاختبارات الدولية والوطنية "بيزا" و"تميز"، ومؤشر المعرفة، والقرائية، ونتائج البحوث، فجميعها تشير الى وجود قصور في التعليم.


ومن ضمن المبررات ايضا، وفق محافظة، الارتقاء بالعملية التربوية، واستجابة لرغبة للرأي العام، وتلبية لنتائج الدراسات والبحوث التي تجرى في الجامعات، ومراكز البحوث التي توصي بتطوير المناهج.


وبين أن فلسفة المركز مشتقة من فلسفة النظام التعليمي التي تنطلق من الدستور وقانون وزارة التربية والتجربة الوطنية الاردنية والاستراتيجيات، ومنها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ورؤية الأردن 2020-2025.


وأكد محافظة، أن إصلاح التعليم يرتكز على أعمدة رئيسة هي: تطوير المناهج وتدريب المعلمين والبيئة الصفية، ونحن معنيون بالتطوير والتقييم والتقويم، وفق ما هو منصوص عليه في نظام إنشاء المركز.


وبين أن الارتقاء في أساليب التقييم والتقويم جزء اساسي من التطوير، فعندما نطور المناهج توضع أطر عامة وخاصة لتأليف الكتب بناء عليها، وتتطرق هذه الأطر في مضامينها لاستراتيجيات التدريس وعمليات التقييم والتقويم.


واكد أننا نخطط لإحداث أثر في المشاركة بالحياة السياسية في الاردن بتطوير المناهج، ولن يكون أثر ذلك فوريا، بل يحتاج لسنوات، ولكي نحقق بعض الفائدة للطلبة الموجودين حاليا على مقاعد الدراسة، هناك مادة علمية أقرها مجلس التربية أمس لطلبة الصف الـ10 بعنوان "الديمقراطية والمشاركة في الحياة العامة"، ستكون مكملة لمادة التربية الوطنية للصف ذاته، ومكمل آخر لمادة التاريخ لصف الـ11 بالعنوان نفسه، تتناول مفاهيم ومبادئ العمل السياسي والحياة الحزبية والمشاركة الديمقراطية.


واشار محافظة الى ان تطوير المناهج يعني ادماج المهارات العليا المتعلقة بالتحليل والاستنتاج والتفكير الناقد وحل المشكلات، مبينا ان عليه مواكبة التطوير العلمي، لافتا الى أن تطوير مناهج الثانوية العامة، يأتي في سياق تطوير المبحث لكل الصفوف.


وبشأن مادة الفلسفة، أكد محافظة أنها جزء من الدراسات الاجتماعية التي أقر إطارها العام أمس، وسيجري البدء بتأليف كتب الدراسات الاجتماعية، بحيث سيكون من الصف 1 وحتى الـ8 كتاب واحد، اسمه دراسة اجتماعية، وللصفين الـ9 والـ10 كتاب تربية وطنية، وكذلك كتاب فلسفة للصفين الـ11 والـ12.


داود بين أن أي مسألة تطوير وتحديث، تؤخذ بسوء نية، وتوضع عليها علامات استفهام، وكأنما الذين يطورون مستوردون من الخارج، ويحملون أجندات سلبية، موضحا ان التطوير من سنن الحياة، ففي مجال التربية والتعليم هناك اكتشافات ونظريات تظهر باستمرار، لذا لا نريد لأجيالنا حاليا أن تعيش بعيدة عن المعرفة والتطور.


وأشار الى ان التغذية الراجعة حول الكتب التي خرجت للميدان، ايجابية، ولم تصل اي ملحوظة سلبية للمركز، مؤكدا ان ردات الفعل السلبية التي أثيرت حول بعض المناهج، كانت غالبا مسيسة، وفيها أحكام مسبقة قبل أن تقرأ وتطلع على الكتب.


واوضح، ان المناهج الجديدة لم تغب عنها القضية الفلسطينية، ولا احد يستطيع تغييبها، وهذا موجود في الاطار العام للمناهج المدرسية، مؤكداً ان كتاب التربية الاسلامية للصف الــ10 بتضمن درسا عن المسجد الأقصى المبارك ودور القوات المسلحة في الدفاع عن فلسطين ومقدساتها، بالاضافة لما تضمنته كتب التاريخ والتربية الوطنية.


ابو غليون بين أن بعضهم يعتقد بأن الرياضيات علم جامد لا يتطور، وأننا ندرس المفاهيم والموضوعات ذاتها على مدى الزمان، لكن الرياضيات شديدة التأثر بالتطورات العلمية المتسارعة، بخاصة الرياضيات المدرسية.


واشار الى انه في السنوات الاخيرة لاحظنا وجود دفع لموضوعات الإحصاء وتحليل البيانات باتجاه المناهج المدرسية، بسبب التطورات الضخمة والذكاء الصناعي، داعيا لمراجعة مناهج الرياضيات بين فترة وأخرى، مشيرا الى تقديم موضوعات في مناهج جديدة، ألفها المركز بطريقة متسلسلة تدعى بـ"البناء الحلزوني للمناهج"، بحيث قسمت الموضوعات الكبيرة وتقدم في صفوف مختلفة.


واكد ان من يشارك بتأليف الكتب المطورة ومراجعتها وتدقيقها، خبراء أردنيون من المركز والجامعات ووزارة التربية، ومجموعات التركيز من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات من الميدان التربوي.


وحول آلية قياس نجاح المناهج الجديدة، أكد أن هذا الأمر ليس من مهمة واضعي المناهج، بل يجب أن تكون هناك جهة محايدة لتحكيم المناهج وإجراء دراسة موسعة، ودورنا كواضعي مناهج، يقتصر على اتباع أفضل الممارسات العالمية في تطوير المناهج.


وشاركه في الرأي، الطراونة، الذي أكد أن المتبع عالميا، وجوب تطوير المناهج كل 10 سنوات، بحيث تواكب الثورة التكنولوجية، مبينا أننا لمسنا بعد جائحة كورونا تعطل القطاعات، باستثناء العلماء الموجودين في المختبرات للتوصل إلى عقار ومطاعيم مضادة للفيروس.


وبين أن كتاب العلوم، بني وفق معايير عالمية وخبرات عالية، وتأليفها يراعي حاجات ومشكلات المجتمع، إذ اتبع فيها طريقة البناء الحلزونية من حيث تقديم المفهوم للطلبة على عدة مراحل، وحسب أعمارهم، بالإضافة لتقديم المحتوى على نحو فاعل، بمرافقة صور وأشكال تدعم المنهاج.


واشار الى توظيف التكنولوجيا في كتب العلوم على نحو فاعل، بحيث يجب على الطلبة دراسة وممارسة البرمجيات وتحليل برامج الحاسوب، وحل المشاكل البيئية، ومهارات العلم، لافتا الى ان ابرز ما يميز كتب العلوم والرياضيات الجديدة، ربط المادة العلمية بالحياة العملية للطالب، ما يشكل نقلة نوعية فيها.


وعن وجود ملاحظات من المعلمين، بأن مفاهيم وردت في كتاب الفيزياء الذي سيدرس اعتبارا من العام الدراسي الجديد لطلبة الثانوية العامة، فيها صعوبة، أوضح الطراونة أن التطوير اعتمد على مصفوفة المدى والتتابع، بحيث تراعي المفاهيم العالمية، ومعايير تدريس الفيزياء، والأردن كدولة، يجب ان تتماشى مع الدول العالمية بشأن التطوير.


وأكد أن كتاب الفيزياء تضمن موضوعا جديدا هو الحركة الدورانية، وهذا المعيار مفهوم عالمي، فلا يجوز لطلبتنا ألا يعلموا شيئا عنه، وهو بسيط وأسهل من مواضيع سابقة في كتب الفيزياء، كما وأضيفت جزئية تتعلق بالتيار المتردد، وله توظيفات في الفيزياء وعدة استخدامات، وتقدم هذه المفاهيم بطريقة مبسطة وسلسة، تثري الكتاب بأمثلة توضيحية وتدريبات على نحو كاف.

اقرأ المزيد :