"محجور أفندي".. ألغاز فنية بصرية إبداعية تستعيد ألق الفوازير الرمضانية (فيديو)

الفنان محمد القاق صاحب فكرة محجور أفندي
الفنان محمد القاق صاحب فكرة محجور أفندي
إسراء الردايدة عمَان- بحثا عن وسيلة لكسر الروتين والخروج من حالة الإكتئاب التي فرضها الحجر المنزلي للحماية والوقاية من انتشار فيروس كورونا، ولدت فكرة فوازير "محجور أفندي" التي يقدمها محمد القاق عبر منصات التواصل الاجتماعي. القاق، فنان بصري ومدرب متخصص في سرد القصص من خلال الوسائط الإعلامية المتعددة، يقدم فوازيره يوميا من خلال فكرة بسيطة، مثل، أغنية أو حكمة معينة في ثوانٍ معدودة، يشرف على كل تفاصيلها.

حلم يتحقق

القاق في تصريح لـ "الغد" يقول: "قبل الحظر كان حلمي منذ سنوات مضت أن أصنع برنامجي الخاص، وأقدم فوازير رمضان عبر الشاشة الصغيرة، فالطلما جذبتني تلك الفوازير التي اعتدنا مشاهدتها ونحن صغار". ويبين أن كل مشهد راقص، وأزياء، وحتى الفزورة التي تروى لها سحر خاص، إلى جانب الطابع والخصوصية التي تحملها تلك الفوازير "بلم العائلة" حول الشاشة الصغيرة والتمتع بأجواء المرح التي تنشرها. ويوضح، "كدت أفقد صوابي، أصبت بالاكتئاب، وأردت تنفيذ فكرة جديدة كما تعودت دائما تعزز من التواصل بين الناس، خاصة أنني كائن اجتماعي بطبعي، وكثير السفر والتجول والتنقل بحكم عملي".

جهد فردي

"ليس من السهل أن تنفذ كل يوم فكرة جديدة"، بحسب القاق، مضيفا "أمضي يوما كاملا في الإعداد اليومي للحلقة التي أبثها، وأعدها وأصورها كاملة بنفسي، فضلا عن المونتاج ورفعها عبر منصات التواصل الاجتماعي". والأمر لا يتوقف هنا، إذ ان كافة المعدات التي يستخدمها لا تخرج عن ترايبود بسيط، ملابس من المنزل، ومما يملكه من أدوات متاحة، فضلا عن التصوير داخل المنزل وغرفه. ويلفت إلى أن الأمر يستغرق ساعات طويلة يوميا كي يتمكن من إنتاج حلقة واحدة من "محجور أفندي" بثوانٍ معدودة تذاع يوميا كي يتمكن الجمهور من التفاعل معها والإجابة عليها. ولم يتوقع القاق أن تحقق فوازير "محجور أفندي" كل هذا النجاح، مبينا أن الجوائز البسيطة التي تمنح للجمهور هي بدعم من مؤسسة "فكر جديد"، و"منصة إستكانة".

مواهب متعددة

يتمتع القاق بمواهب متعددة خاصة في الغناء والتمثيل، ومؤخرا قام بتأدية أغنية "حكايات عالمية" بصوته، ولاقت نجاحا كبيرا، خاصة أنه يقوم بصناعة الأغاني على الموبايل، مستخدما أبسط المواد التقنية المتاحة خاصة الهاتف الذكي. وجاب القاق العالم بطبيعة عمله بين التدريبات وصناعة الأفلام، وغيرها التي تعزز الاعتماد على الذات والموارد المحيطة. ويهتم القاق بدعم الانتاج الفني المستقل، حيث تدرج في عمله بدءا من صناعة المحتوى البصري الفني، باستخدام التدوين الفني البصري الذي منحه ميزة خاصة،. كما يشارك محتواه بشكل واسع عبر منصة الانستغرام عبر حسابه، لأنها منصة أكثر تركيزا، بحسب وصفه.

تاريخ فوازير رمضان

"الفوازير" عالم فني استعراضي بين الغناء والتمثيل، والرشاقة لا يخلو من الفكاهة والحكم، انطلقت في البداية عبر أثير الإذاعة المصرية عام 1960 بمشاركة الإعلاميتين آمال فهمى وسامية صادق. وفي عام 1961 ظهرت فوازير الأمثال "على رأى المثل"، وكانت فقرة عادية تذكر فيها أمثال شعبية. - فرقة ثلاثى أضواء المسرح المصرية ،أول الفوازير الفكاهية كانت في عام 1967، وهم "سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد"، ولاقت نجاحا كبيرا استمر حتى عام 1970 حين انفصل الثلاثي بوفاة الضيف أحمد. - "فوازير نيللي"، حملت اسم "فوازير الخاطبة" عام 1975، وهي شخصية كرتونية ظريفة، حققت نجاحا كبيرا، بسبب حضور نيللي ورشاقتها وخفة ظلها، لمزجها بين الشخصية الكارتونية والشخصيات الواقعية. بالإضافة إلى فوازير أخرى في الأعوام 1990 و1991 و1995 و1996، حيث قدّمت عام 1976 "صورة وفزورتين". ثم في عام 1977 "صورة و3 فوازير"، وعام 1978 قدّمت "صورة و30 فزورة"، وفي عام 1979 قدمت نيللي "أنا وإنت فزورة"، وفي بداية الثمانينيات قدّمت "عروستي" ثم "الخاطبة". وفي عام 1990 قدّمت نيللي فوازير "عالم ورق"، قبل أن تقدّم في 1991 "عجايب صندوق الدنيا"، ثم فوازير "أم العريف". وفي عام 1995 فوازير "الدنيا لعبة" تناولت فيها الألعاب الرياضية المختلفة، وفي عام 1996 قدّمت آخر أعمالها فوازير "زي النهاردة". -"فطوطة" بزيه الأخضر، لا يمكن نسيان كلمة البداية "آااكشن" التي يردهها دائما سمير غانم منذ بدء تلك الفوازير في عام 1981 والتي استمرت حتى عام 1984، بشعره المنكوش وصوته الرفيع وحذاء مميز باللون الأصفر. وهو شخصية كوميدية ظريفة تركت أثرا كبيرا وحققت انتشارا واسعا بحضور سمير غانم تأليف وأغاني عبدالرحمن شوقي، ولحن المقدمة والنهاية، سيد مكاوي، وإعداد موسيقى معالي الحفناوي. و توقفت لمدة 3 سنوات وعادت مرة أخرى باسم "فطوطة حول العالم"، وبعدها في "فطوطة وتيتا مظبوطة"، وعرض في رمضان عام 2010. -"شريهان"، هي الأكثر شهرة وحضورا حتى اليوم بدأت في عام 1985 -1994، بدءا من فوازير ألف ليلة وليلة "عروسة البحور" 1985. وفوازير ألف ليلة وليلة "الأمثال" 1986، و"فوازير حول العالم" في عام 1987، و"فاطيما وحاليما وكاريما" عام 1988، وآخرها "حاجات ومحتاجات" في عام 1994. -"إحنا فين"، في عام 1994، قدمها كل من سماح أنور ، سمير صبرى ، شيرين سيف النصر اخراج محمد نبيه ، يتم خلالها البحث عن الابنة المفقودة، وتكون الفزورة بالنهاية معرفة اسم المحافظة أو المدينة في مصر. -"فوازير إيما وسيما"، بطولة كل من أمينة رزق، ولوسي في عام 1997، من اخراج عادل عوض ، تدور عن الافلام المصرية القديمة، فكل حلقة تجسد قصة فيلم قديم معين يجب أن يتعرف عليه الجمهور. -"فوازير جيران الهنا"، في عام 1997 بمشاركة نادين ووائل نور،اخراج عمرو عابدين، تدور حول أحد الحيوانات، حيث الصفات الموجوده بالحيوان والموجودة أيضا في الانسان. -"فوازير الحلو مايكملش" للفنانة جيهان نصر في عام 1997، ومعها؛ ليلى طاهر، وفاء عامر، ماهر عصام ، حسن حسني، واخراج أحمد صقر. تدور عن الشخصية أو العيب السيء فى عرسان جواز الصالونات . -" فزورة الفنون" بمشاركة مدحت صالح ، شيرين رضا ، عمرودياب ، اخراج فهمى عبد الحميد عام 1998. -"فوازير مين وين"، عام 1998، وهي إنتاج سوري تأليف وتمثيل أيمن رضا وباسم ياخور بمشاركة نورمان أسعد. -" فوازير حلم ولا علم"، بطولة صلاح عبد الله ، نيللى كريم، وإخراج أشرف لولي، عام 1999، تدور حول القيم والمباديء . -"فرح فرح"، بطولة غادة عبد الرازق، ومدحت صالح في عام 2004، وكانت تدور حول الافلام السينمائية المصرية للمطربين المصريين، فى كل حلقة يتم تمثيل فيلم سينمائي ليتعرف عليه الجمهور. -"حروف وأولوف"، مفهوم جديد للفوازير قدمه محمد الشهري مذيع سعودي انطلق في عام 2005 استمر فيه حتى عام 2009، وفي في عام2010 قدم البرنامج طارق الحربي، من خلال اتصال مع البرنامج وحرف يخفي ورائه جوائز ضخمة. -"فوازير حليمة"، بطلته حليمة بولند في عام 2007، وفي كل حلقة شخصية نسائية رائدة. -"فوازير ميريام"، بطولة المطربة اللبنانية ميريام فارس اخراج أحمد مناويشى، وكانت مقسّمة إلى ثلاث فقرات تُطِلّ فيها ميريام بثلاث شخصيّات مختلفة في عام 2010" . -" فوازير اتفرج يا سلام"، للفنانة نسمة ممدوح، في عام 2010، وكانت تتناول مشهد من أفلام مصرية يطلب من الجمهور التعرف عليها. وتبقى للفوزاير القديمة نكهتها الخاصة التي كانت "تلم العائلة" حولها قبل انتشار القنوات الفضائية، والانترنت، إذ تحمل في طياتها ذكريات، وحنين لزمن مختلف لن يتكرر ربما.اضافة اعلان