محللون: الأردن بانتظار جلاء غموض التحولات التركية تجاه سورية

جندي تركي في دبابته على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)
جندي تركي في دبابته على الحدود التركية - السورية (أرشيفية)

غادة الشيخ

عمّان - استبعد محللون سياسيون أن يكون الأردن الرسمي قد شكل موقفا واضحا إزاء التحول السياسي في الموقف التركي تجاه سورية، واصفين هذا الموقف بـ"الحذر" إلى حين انجلاء تبعات التحول التركي.
وكانت التحولات التركية ظهرت عبر تصريحات مسؤولين كبار، أعلنوا فيها عن عزم تركيا على تحسين علاقاتها مع كل من مصر وسورية، فضلا عن التدخل العسكري التركي المباشر في تركيا للحد من طموحات الأكراد بإقامة كيان مستقل في سورية، وكذلك للتمهيد لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع سورية.
بدورهم اعتبر المحللون خلال حديثهم لـ"الغد"، أن "من الصعب على الأردن أن يتخذ موقفا واضحا في هذه الفترة لعدة أسباب، أهمها أنه من مصلحة الأردن التريث لأن الموقف التركي نفسه يشوبه الغموض، ولأن الأردن يدرك حدود مقدرته وقوته، الأمر الذي يجعله يتنظر إلى حين وضوح المسار السياسي الناتج من تلك التحولات".
ويرى المحلل والكاتب السياسي عريب الرنتاوي أن الأردن "لاذ بالصمت لعدة أسباب أهمها أن الوجهة النهائية لهذه التحولات غير واضحة، وما يزال يشوبها كثير من الغموض، وبالتالي فالأردن متريث حيال إبداء أي وجهة نظر".
واستدرك الرنتاوي: "لكن أي تحول من شأنه تعزيز الموقف ضد الإرهاب وتحويل الدور التركي إلى دور إيجابي في المنطقة، هو أمر يرحب به الأردن، إضافة الى أن الأنباء التي تتحدث عن مصالحة تركية مصرية وتكثيف الحرب ضد تنظيم "داعش"، هي أمور يرحب بها الأردن أيضا، فضلا عن المساهمة التركية في المحافظة على سيادة سورية وتسريع الحل السياسي".
ويضيف: "لكن في المقابل، هناك بعض القلق من مآلات الموقف التركي تجاه سورية، فالرؤية غير واضحة، وما تزال تشوبها ثقوب غامضة".
أما وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر فيرى أنه "يجب علينا أن لا نبالغ في مدى قوة الأردن في التأثير في مجرى الأحداث في المنطقة"، ذاهبا الى أن "قوة الأردن أصلا تكمن في تقديم النصح والكلمة الطيبة والإرشاد إن كان لتركيا أم لغيرها".
وأكد أبو جابر أن الأردن "حريص على إبقاء العلاقات الطيبة والاحترام المتبادل بينه وبين تركيا منذ تأسيس الإمارة، وبالتالي هو حريص على إبقاء هذا الشكل للعلاقة اليوم، سواء اتخذت تركيا موقفا إيجابيا أو سلبيا حيال الأزمة السورية، لأن الأردن يعرف حدود مقدرته وقوته".
وختم بالقول: "أعتقد أن التحول التركي تجاه سورية هو أمر مفيد جدا، فيما يتعلق بالقضاء على الجماعات الإرهابية، كما أن الأردن واع لموقف تركيا، وهذا الوعي هو الذي يقف وراء الحذر الأردني الكبير وتردده في إبداء رأيه، ويفضل أن ينتظر ما قد تنجلي عنه الأحداث، مع التأكيد على أن الأردن حريص ألا يدخل في حوار سلبي مع تركيا".
ويؤيد أبو جابر في رأيه المحلل السياسي الدكتور لبيب القمحاوي، الذي يعتقد أنه "من الصعب أن يأخذ الأردن موقفا في سياق التحول التركي تجاه سورية، وذلك لأن مصلحة الأردن تتطلب عدم أخذ موقف مؤيد أو معارض لسورية أو تركيا أو روسيا، لكن يستطيع أن يختبىء خلف الموقف التقليدي، القائم على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية".
ويضيف القمحاوي: "من المتوقع أن ينتظر الأردن حتى تنجلي الأمور ويتضح المسار القادم لديناميكية الصراع في سورية"، مشيرا الى أنه "ليس مطلوبا من الأردن أن يتخذ موقفا معلنا الآن".
وبالنسبة لتحول الموقف التركي حيال سورية، فيرى المحلل السياسي اللواء المتقاعد أديب الصرايرة، أن له عدة مبررات، أهمها "الاختراقات الأمنية والتفجيرات إلارهابية في الساحة التركية، والانقلاب الفاشل على الحكم هناك".
ويستبعد الصرايرة أن يكون "هدف التحول التركي حيال سورية هو القضاء على الإرهاب، بقدر ما هو القضاء على حزب العمال الكردستاني"، ذاهبا الى أن هذا التحول المدعوم من روسيا، وإذا أسفر عن تمكن تركيا من تحقيق منطقة عازلة في جنوبها، فسيدفع الأردن لاتخاذ موقف واضح إزاء هذا التحول، وسيكثف من سعيه لإيجاد منطقة عازلة، هو الآخر، بينه وبين سورية، مستشهدا بما فعلته تركيا".

اضافة اعلان

[email protected]