محللون: الأردن يتخذ الحياد الإيجابي تجاه الأزمة في البيت الخليجي

أزمة سياسية ساخنة في البيت الخليجي -(أرشيفية)
أزمة سياسية ساخنة في البيت الخليجي -(أرشيفية)

عبدالله الربيحات

عمان- توقع محللون وسياسيون أن يحافظ الأردن، في خضم الأزمة السياسية والدبلوماسية التي انفجرت في داخل البيت الخليجي، على موقف "الحياد الإيجابي" من أطراف الأزمة، غير مستبعدين انخراط المملكة في جهود الوساطة لنزع فتيل الازمة بين الاشقاء، او على الأقل، دعم مبادرة الكويت وغيرها لرأب الصدع واعادة المياه الخليجية والعربية الى مجاريها.اضافة اعلان
ولم يصدر عن الأردن خلال اليومين الماضيين أي موقف رسمي تجاه الازمة التي انفجرت بين السعودية والامارات العربية والبحرين ومصر من جهة وقطر من الجهة الاخرى، وتضمنت قطع العلاقات الدبولماسية وإغلاق الحدود والأجواء ووقف العديد من العلاقات البينية مع قطر، فيما صنف المراقبون هذا الموقف بأنه الاقرب الى الحياد، وتجنب الاصطفاف كطرف في الصراع، مستذكرين مواقف اردنية سابقة من ازمات مشابهة، سعى الاردن فيها الى النأي بنفسه عن الدخول بصراعات الاشقاء، وحرص فيها عبر الاطر الدبلوماسية والسياسية لمعالجتها.
يقول وزير الإعلام الاسبق سميح المعايطة ان من الواضح "ان الاردن يرى في هذه الازمة شأنا خليجيا بالدرجة الاولى، وانه حتى الوجود المصري ضمن اطرافها يعود لأزمة العلاقات القطرية المصرية". ويرى المعايطة، في تصريح لـ"الغد"، ان مثل هذه الازمات في البيت الخليجي ستتجه في النهاية الى الحل، وبالتالي فإن المطلوب الذي يحقق المصلحة الاردنية والعربية هو تخفيف التوتر وليس توسيع دائرة الازمة جغرافيا وسياسيا".
وفيما يتعلق باحتمال مبادرة الاردن للتوسط بين الاطراف المنخرطة بالأزمة، يرجح المعايطة ان يترك الاردن المساحة الكبرى من الوساطة لتكون من قبل أطراف خليجية، "وبخاصة انه ومنذ اللحظات الاولى، كانت دولة الكويت تحاول وتعمل على التدخل إيجابيا، إضافة الى تدخل سلطنة عمان".
مع ذلك فإن الاردن-حسب تقدير المعايطة- لديه الاستعداد للقيام بعمل إيجابي لحل الأزمة، لكنه يحاول الابتعاد خطوات الى الوراء منعا لأي فهم خاطئ لموقفه.
فيما يذهب المحلل والكاتب عريب الرنتاوي الى أن الاردن "يجد نفسه بموقف صعب وحساس" تجاه الازمة، ويرى ان المملكة "لا تستطيع ان تنخرط في هذه الازمة، في ظل علاقتها مع دول الخليج، وتقارب موقفها في كثير من الاحيان مع الجانبين السعودي والمصري".
ويعتقد الرنتاوي أن الاردن "لن يتدخل" كوسيط بين اطراف الازمة، لكنه لم يستبعد ان يدعم الاردن الوساطة الكويتية والعمانية لمنع انزلاق الازمة الى ما هو اخطر.
وقال الرنتاوي لـ"الغد" ان الاردن "لا يستطيع ان ينحاز مع اي طرف، على حساب الآخر، فبالرغم من العلاقة الاستراتيجية مع السعودية والإمارات ومصر، من المستبعد ان يبتعد عن قطر في ظل وجود اكثر من 40 ألف اردني في هذه الدولة". ويخلص "الأردن لا يستطيع ان يخاطر وينحاز لأي طرف، والافضل ان نبقى خارج دائرة التراشق الاعلامي، وان ندفع بقوة باتجاه وقف التصعيد، ولمّ الصف العربي للتفرغ لمواجهة تحديات اكبر، واهمها محاربة الارهاب".
أما وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر فهو يصف تطورات الازمة بالبيت الخليجي والتي تشمل مصر أيضا بـ"المروعة"، ويقول "محزن ان يشتعل الخلاف والصراع في البيت العربي فيما الخطر الاسرائيلي ماثل امام الجميع، اضافة الى غيرها من اخطار تحيط بالوطن العربي من كل جانب".
ويرى ابو جابر في حديثه لـ"الغد" ان على الاردن ان يقف محايدا من هذه الازمة، وذلك لطبيعة البعد الاستراتيجي للعلاقة مع السعودية وعلاقته بالأطراف الاخرى. وهو ايضا لا يستبعد ان يكون للاردن دور خلال الايام المقبلة في السعي للوساطة والمصالحة، يقوم بها جلالة الملك، وهو افضل من يقوم بهذا الدور، لما يحظى به جلالته من تقدير واحترام كبيرين لدى جميع الدول العربية".
ويصب تحليل استاذ العلاقات الدولية  في الجامعة الأردنية د.محمد مصالحة في ذات الاتجاه، ويرى ان الموقف الأردني الذي تتحدث عنه بعض المصادر تجاه الازمة الخليجية "يؤكد على الحيادية"، ويقول "الاردن ينحاز دائما لأن يكون رسول سلام ووسيط خير في اي نزاعات او ازمات عربية".
وينبه المصالحة الى ان "المستفيد من هذه الازمة ربما يكون له دور سلبي في تحريض وزيادة التعقيدات" بين الدول العربية، ويقول "الخاسر في هذا الوضع هو العمل العربي، وبصورة خاصة التجربة الخليجية الموحدة، لاسيما في هذه الظروف الصعبة، التي تتطلب مزيدا من اللحمة والتماسك لمواجهة إرهاب المنظمات الإرهابية من جهة، وأطماع الدول الخارجية في خيرات المنطقة".
وتمنى مصالحة على الاردن باعتباره رئيسا للقمة العربية تنسيق الجهود مع الدول العربية الاخرى، للقيام بدور الوساطة والمساعدة في رأب الصدع ولم شمل الأشقاء الخليجيين.