محللون: تهديدات "داعش" للأردن رد على إعدامات الإرهابيين

قافلة مقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي تتجول في شوارع الرقة السورية -(أرشيفية)
قافلة مقاتلين من تنظيم "داعش" الإرهابي تتجول في شوارع الرقة السورية -(أرشيفية)

موفق كمال

عمان- تباينت آراء مراقبين للحركات الإسلامية المتطرفة، حول الفيديو الذي نشره تنظيم داعش الارهابي قبل أيام، وما يحمله من رسالة تهديد واضحة ومباشرة للأردن بـ"تنفيذ عمليات إرهابية على الساحة الأردنية".اضافة اعلان
ففيما رأى البعض أن الفيديو جاء ردا على تنفيذ الأردن أحكام إعدام بحق عدد من الإرهابيين، رأى آخرون أن الفيديو محاولة بائسة من التنظيم "لتسويق نفسه في الشارع الأردني".
وفي هذا الصدد، رأى رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد أن الشريط "لا يعدو سوى وسيلة يتبعها داعش بقصد استعادة شعبويته في الشارع الأردني، والتي فقدها كاملة قبل عامين عندما نشر عملية إعدام الشهيد الطيار معاذ الكساسبة حرقا، ثم تفاجأ التنظيم بردة فعل الشارع الأردني التي جاءت مستنكرة لهذا الحادث البشع".
ولفت حماد إلى أن "داعش" تعمد في هذا الشريط "استرداد شعبويته من خلال أفراد أردنيين ظهروا في الشريط، وجميعهم من أبناء عشائر معروفة، وذلك ليكسب ولو قليلا من التأييد".
وأضاف أن التنظيم "سيندم على بث هذا الشريط، كما اعلن ندمه عندما بث شريط إعدام الكساسبة، وحاول في فيديوهات أخرى تبرير عملية الإعدام، في حين لا يعلم التنظيم أن المكون الأردني يلتحم ويتوحد في محاربة التطرف والإرهاب"، مستبعدا أن يحظى "داعش" بأي تأييد في الشارع الأردني، في حين اعتبر أن الشريط هو "مجرد دعاية ترويجية وتسويقية".
وخالفه الرأي المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية حسن أبوهنية الذي يرى أن "هناك تصاعدا في خطاب "داعش" تجاه الأردن، وسبق للتنظيم أن أصدر عدة فيديوهات يهدد فيها المملكة، وربما يكون هذا الشريط الأكثر عنفا في رسالته، كونه صدر عن مؤسسة إعلامية رسمية تابعة للتنظيم، كما أن هذا الفيديو كان مخصصا للأردن ولم يرد فيه أي بلد آخر".
وأضاف أبوهنية: "هذا أول شريط مخصص بالكامل للأردن، وهو يتضمن رسائل أكثر وضوحا، فالفيديوهات السابقة التي كانت تصدر عن "داعش" تتضمن محاولة استعطاف الحاضنة الشعبية، ومحاولة لتبرير أفعالهم الجرمية، بينما الآن أصبح يوجه تهديدا واضحا وليس مبطنا كالسابق".
وقال: "ظهرت في الشريط رسالة تتجاوز الخطاب اللفظي إلى ممارسة أعمال قتل مباشر لأشخاص ادعى التنظيم أنهم عملاء للأردن وتدربوا فيه، من الجنسية السورية، حيث تم قتلهم بطريقة قطع الرأس".
وبحسب أبو هنية فإن هذا الفيديو جاء "ردا منهم على اشتراك الاردن في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب"، مرجحا أيضا يكون "ردا على تنفيذ أحكام الإعدام بحق عدد من حملة الفكر التكفيري (منفذو عملية إربد، ومكتب مخابرات البقعة، وقاتل ناهض حتر، ومعمر الجغبير، وأحمد الجاعورة)".
فيما يرى قيادي في التيار السلفي فضل عدم ذكر اسمه أن الفيديو "لم يقدم ولم يؤخر شيئا من موقف تنظيم داعش ضد الأردن، ففي معظم الفيديوهات التي نشرها يتوجه بنفس التهديدات، لكن التنظيم استخدم هذه المرة شبابا من جنسيات أردنية لمخاطبة الشارع الأردني، بقصد الحصول على تعاطف أو تضامن منه، لكن تبنيه لعملية الكرك الإرهابية زادت من أحقاد الأردنيين على التنظيم والمنتسبين إليه حتى لو كانوا من أبنائهم".