محمد الإبراهيمي: الفنان الأردني يريد حقوقه الشرعية (فيديو)

المخرج والممثل محمد الإبراهيمي - (تصوير: محمد مغايضة)
المخرج والممثل محمد الإبراهيمي - (تصوير: محمد مغايضة)

سوسن مكحل

عمان- منذ زمن فقد الجزء الأكبر من "أحلامه"، ومع ذلك ظل يجدف بكلتا يديه نحو "الأمل"، ربما سيأتي في ظل عشوائيات الحياة، وتناسي الاهتمام بالفنان الأردني.اضافة اعلان
لذلك يتطلع الفنان والمخرج المسرحي محمد الابراهيمي، من زوايا منزله المحاط بالذكريات، والانجازات الفنيّة التي شارفت على عقدها الثالث، بعين "ساخرة"، وأخرى تحمل له ذكريات حب الفن، الذي جرى خلفه مسرعا لشغفه وحبه لخشبة المسرح.
يسرد لك الإبراهيمي، أثناء تنزهك في بيته، الظروف التي مر بها في عالم الفن، إلى جانب المعوقات التي واجهته كممثل مسرحي وفنان تلفزيوني، حتى يصل إلى الحراك الذي تقوم به نقابة الفنانين الأردنيين بتنفيذ اعتصام مفتوح للمطالبة بالحقوق التي يتطلع اليها الفنان الأردني، ليأخذ دوره الحقيقي في عملية بناء المجتمع ويسهم في نهضة بلده كما في بقية القطاعات.
فالوضع الذي وصل إليه الفنان الأردني، بحسب رأيه يستدعي الالتفات إليه من قبل المعنيين وأصحاب الشأن، إذ يجب أن يحقق غايته لأن المطالب الموجهة إلى الحكومات تعد بالنسبة للفنان حق مشروع ويجب النظر اليها.
يعود الابراهمي، نحو أعوامه الأولى، ودخوله إلى عالم الفن، حين درس الدراما في جامعة اليرموك، وحينها لم يخف على أحد موهبته وقدرته، التي بدأت تزداد حتى بعد التخرج، ليقدم بعد التخرج عملا مسرحيا بعنوان: "الخروج إلى الداخل"، وحازت المسرحية جائزة أفضل عمل جماعي للعام 2005 في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.
ويرى الابراهيمي أنّ ظاهرة المسارح الموسمية أثرت بشكل كبير على المسرحيين، وعلى تفاعل الجمهور مع المسرح، مبينا أن المسرح يجب أن تكون لديه آلية ومنهجية للعروض المسرحية، وبما يتناسب مع العرض المسرحي مهما بلغت ميزانيته.
ويوضح أن ما يحدث على الساحة المسرحية مرده "محاولة المخرجين أن يكون عملهم المسرحي متوازيا مع الميزانية المخصصة لهم"، وهذا بنظره يقلل من قيمة العمل الفني كفكرة وعمل مسرحي متكامل.
ويدعو في هذا الشأن إلى إيجاد استراتيجية ممنهجية كاملة بمشاركة مختلف المؤسسات، "وهذا من شأنه أن يرفع من سوية العمل المقدم"، كما يقول، ولكن ذلك لا يكفي فلا بد أن يكون المسرح مواكبا لحركة نقدية، إذ إن غياب النقد وعدم تحفيز الممثلين والمخرجين وتقدير جهودهم، يقود إلى عدم التحسين في العمل المسرحي من الناحية الفكرية.
وبالرغم من المعوقات التي تعترض المسرح المحلي، إلا أن شغف الإبراهيمي بالمسرح يدفعه بين وقت وآخر لتقديم عمل فني مسرحي، لذلك لجأ إلى الدرما التي حقق على صعيدها نجاحات مميزة.
أزمة "النصوص" المسرحية من وجهة نظر الإبراهيمي، تؤثر على قيمة العمل، معتقدا أن النص العالمي، والذي غالبا ما يبتعد عن هموم المواطن، هو السبب في هروب الجمهور عن عالم "المسرح"، مؤكدا أن غياب المنهجية عن المسرح، يؤثر أيضا على وجود نصوص مسرحية مكتوبة محليا.
ويرى أن موضوع إيجاد جمهور جديد للمسرح، مرتبط بما يقدم من نصوص تتقاطع مع هموم المواطن وقضاياه.
ويؤكد أن مأسسة عالم المسرح، توفر مساحة للنقد لأي عمل، وهذا يقود إلى توفر نصوص جيدة تمس واقع المواطن، مبينا أن الخضوع لشروط نقد النص والإخراج تحفز المخرج على العمل في الاتجاه الصحيح.
ويعمل صاحب البصمة الخاصة بمسرحية "آكلة لحوم البشر" الموندرامية، ومسرحية "بس بقرش"، التي عرضت ضمن مهرجانات مسرحية سابقة، بعيدا عن "التلقين"، الذي لا يحبذه بالمسرح، ويتعامل مع وجوه جديدة على الدوام لإعطائهم الفرصة، معتبرا أن العمل المونودرامي، هو أصعب تجربة في تاريخ البشرية للمخرج والممثل والكاتب، وغيابه عن المسرح يعد "كارثة".
ويعتقد أن على المسرحيين العمل لاستقطاب جمهورهم، قبل البدء بالعمل في مدارس مسرحية؛ لأن العمل الفني، لا يكون بالإغراق باستخدام المسارح التجريبية أو السريالية، بدون فهم متكامل لتلك المدارس، أو عدم ربطها عند تقديمها بطبيعة المتلقي".
رغم تلك التجربة التي خاضها في العمل المسرحي والتلفزيوني، إلا أن الإبراهيمي يبدي ندمه على أعمال قدمها، عازيا ذلك إلى "عدم تعدد شركات الإنتاج المحلية، مما يفضي بالنهاية إلى قبول الممثل لأدوار غير مناسبة له".
ويقف الإبراهيمي مع هجرة بعض الفنانين إلى الدول العربية للعمل في مجالهم، قائلا "إن الوطن يعيش فينا ولا نعيش فيه"، داعيا الجهات المعنية إلى الاهتمام بالفنان الأردني؛ لأنه يستحق الدعم، وذلك من خلال وضع استراتيجية تجتمع فيها الأطراف المسؤولة كافة عن الثقافة.

[email protected]