"محمية عجلون".. استثمار بيئي ناجح ومساهمة في تطوير المجتمع المحلي

عامر خطاطبة

عجلون- تعد محمية غابات عجلون إحدى المحميات الطبيعية في المملكة، والتي حققت تميزا بيئيا في صون الطبيعة استحقت عليه التكريم من منظمات دولية، إضافة إلى تمكنها من تطوير مجتمعها المحيط بها اقتصاديا، وبلوغها نقطة جذب واستثمار سياحي ناجح.اضافة اعلان
ويقول مديرها عثمان الطوالبة، إن المحمية تعد من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وأضافته من قيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، مبينا أنها تضم 23 شاليها خشبيا تعمل صيفا وشتاء، وتتسع لمبيت وإقامة زهاء 90 شخصا في آن واحد، كما وتضم مطعمين يتسعان ل250 شخصا، بحيث تشكل نسبة 70 % من مجموع الزوار من الأردنيين والباقي من مختلف الجنسيات.
ويضيف أن المحمية تحقق نسب إشغال مرتفعة في خدمات المبيت والمطعم السياحي، بحيث تصل إلى نسبة 100 % في مواسم التنزه، مشيرا إلى أن مجموع زوارها للعام الماضي بلغ 38 ألف زائر.
يذكر أن وزير الزراعة والبيئة المهندس ابراهيم الشحاحدة تسلم مؤخرا وعلى هامش مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، الذي عقد في مدينة شرم الشيخ شهادة انضمام محمية غابات عجلون ومحمية الأزرق المائية ضمن "القائمة الخضراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة"، والذي يعتبر الإعلان الرسمي لأفضل المناطق المحمية إدارة على مستوى العالم.
ويأتي هذا الإعلان بعد عملية تقييم مكثفة استغرقت ستة أشهر، تم فيها تقييم المحميتين بناء على عدة معايير تتعلق بالحوكمة الجيدة، سلامة التصميم والتخطيط، فعالية الإدارة، وجودة مخرجات برامج صون الطبيعة.
وتدرجت عملية التقييم ومرت بعدة مراحل، إذ تم تقديم الوثائق المساندة والإجابة على متطلبات مؤشرات التقييم، والتي يتجاوز عددها الـ 50 مؤشرا، تعكس 17 معيارا أساسيا للتقييم، تبعها مرحلة التقييم الميداني والتي شملت زيارات ميدانية لمناطق المحمية ومقابلات مع فريق المحمية والمجتمع المحلي والمؤسسات ذات العلاقة.
ويقول الطوالبة إن هذا الانجاز جاء نتيجة وثمرة للتعاون المشترك بين العديد من شركاء الجمعية على رأسهم وزارة البيئة، والدعم المستمر لأعضاء الفريق العاملين في المحميات الطبيعية، وثمرة للجهود الوطنية في مجال حماية الطبيعة على المستوى العالمي، مؤكدا أن الجمعية تتبنى أفضل الممارسات البيئية العالمية لتعزيز الإدارة والاستدامة البيئية.
وبين الطوالبة أن المحمية تحتضن العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري وابن أوى والثعلب الأحمر والضبع المخطط والسنجاب الفارسي والقنفذ والذئب، كما تمثل المحمية احد 4 اقاليم توجد في الأردن وهو اقليم البحر المتوسط الذي يتمثل بغابات السنديان.
واكد أن المحمية تعد موقعا مهما للسياحة البيئية والريفية والثقافية، خصوصا وأن المنطقة تخلو من أي ملوثات أو مشاريع صناعية تضر بالبيئة، ما يجعلها تتميز بتنوع حيوي هائل يتمثل بوجود أكثر من 500 نوع نباتي و90 نوعا من الحيوانات والطيور البرية.
ولفت إلى أن موقع المحمية مسجل كأحد المواقع المهمة في المنطقة والعالم، لمراقبة الطيور خاصة أثناء موسم الهجرة ووجود سكان محليين أصليين داخل المحمية وحولها مازالوا يحتفظون بتراثهم ومجموعة من العادات والتقاليد والمنتجات المحلية التي تجذب السائح، إضافة للتنوع الزراعي وخاصة العضوي وانتشار ينابيع وقنوات المياه، ما يوفر منتجات زراعية على مدار العام كأنواع عديدة من الفواكه المحلية كالتين والرمان والتفاح والزيتون والخضراوات والفواكه المجففة.
واشار إلى أنها تضم 6 ممرات سياحية توفر للسائح إمكانية التجول بالغابات والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار وزيارة القرى وتناول وجبات الطعام الريفية في القرى المحيطة وزيارة البساتين والأودية وشراء المنتجات الزراعية من المزارعين.
وأوضح أن هذه الممرات تتمثل بممر الايل الأسمر، الرك روز، الصابون، بساتين عرجان ، مار إلياس ، وممر قلعة عجلون.
يشار إلى أن تأسيس المحمية جاء عقب دراسة للاتحاد العالمي لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية عام 1987 ،  بهدف حماية التمثيل الأفضل لنمط  غابات السنديان دائمة الخضرة بمساحة 12 ألف دونم.
وتتكون المحمية من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المختلفة يصل أقصاها إلى 1100م ، ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة نزولا إلى أدنى ارتفاع يبلغ تقريبا 700 متر، وتحيط بها قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وأم الينابيع، بحيث تعتبر أفضل مكان ممثل للغابات المستديمة الخضرة في الأردن مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب.