محمية عجلون تحقق نسب إشغال مرتفعة وتستقبل 38 ألف زائر

اكواخ مبيت سياحية في محمية عجلون - (ارشيفية)
اكواخ مبيت سياحية في محمية عجلون - (ارشيفية)

عامر خطاطبة

عجلون - حققت محمية غابات عجلون الطبيعية، وفق مديرها عثمان الطوالبة، نسب إشغال مرتفعة في خدمات المبيت والطعام، بحيث وصلت إلى نسبة 100 % الموسم الحالي، مشيرا إلى أن مجموع زوارها للعام الماضي بلغ 38 ألف زائر. اضافة اعلان
وبين الطوالبة أن المحمية تعد من أنجح الاستثمارات البيئية والسياحية في المحافظة لما وفرته من بيئة جاذبة للسياحة، وقيمة اقتصادية أفادت المجتمع المحلي، ما جعلها قصة نجاح فريدة ومتنفسا سياحيا مؤهلا، مبينا أنها تضم 23 شاليها خشبيا تعمل صيفا وشتاء، وتتسع لمبيت وإقامة زهاء 90 شخصا في آن واحد، كما وتضم مطعمين يتسعان لـ250 شخصا، بحيث تشكل نسبة 70 % من مجموع الزوار من الأردنيين والباقي من مختلف الجنسيات.
وبين أن المحمية تضم 6 مسارات سياحية توفر للسائح إمكانية التجول بالغابات، والتعرف على التنوع الحيوي ومشاهدة الآثار وزيارة القرى وتناول وجبات الطعام الريفية في القرى المحيطة، وزيارة البساتين والأودية وشراء المنتجات الزراعية من المزارعين، لافتا إلى أن هذه الممرات هي الايل الأسمر، الرك روز، الصابون، بساتين عرجان، مار إلياس، وممرقلعة عجلون.
وتأسست المحمية عقب دراسة للاتحاد العالمي، لصون الطبيعة والصندوق الدولي للأحياء البرية العام 1987 بهدف حماية التمثيل الأفضل لنمط غابات السنديان دائمة الخضرة بمساحة 12 ألف دونم.
وتتكون المحمية من مجموعة من التلال ذات الارتفاعات المختلفة يصل أقصاها إلى 1100م، ويتخللها عدد من الأودية الصغيرة والمتوسطة نزولا إلى أدنى ارتفاع يبلغ تقريبا 700م، وتحيط بها قرى راسون وعرجان وباعون ومحنا والطيارة وأم الينابيع، بحيث تعد أفضل مكان ممثل للغابات المستديمة الخضرة في الأردن مثل البلوط والخروب والبطم والقيقب.
وتحتضن المحمية، وفق الطوالبة، العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري وابن أوى والثعلب الأحمر والضبع المخطط والسنجاب الفارسي والقنفذ والذئب، كما تمثل المحمية أحد 4 أقاليم توجد في الأردن، وهو إقليم البحر المتوسط الذي يتمثل بغابات السنديان، مؤكدا أن المحمية تعد موقعا مهما للسياحة البيئية والريفية والثقافية، خصوصا وأن المنطقة تخلو من أي ملوثات أو مشاريع صناعية تضر بالبيئة، ما يجعلها تتميز بتنوع حيوي هائل يتمثل بوجود أكثر من 500 نوع نباتي و90 نوعا من الحيوانات والطيور البرية، لافتا إلى أن موقع المحمية مسجل كأحد المواقع المهمة في المنطقة والعالم لمراقبة الطيور، خاصة أثناء موسم الهجرة ووجود سكان محليين أصليين داخل المحمية وحولها ما يزالون يحتفظون بتراثهم ومجموعة من العادات والتقاليد والمنتجات المحلية التي تجذب السائح، إضافة للتنوع الزراعي وخاصة العضوي وانتشار ينابيع وقنوات المياه ما يوفر منتجات زراعية على مدار العام كأنواع عديدة من الفواكه المحلية كالتين والرمان والتفاح والزيتون والخضراوات والفواكه المجففة.
وبين أن المشاريع الاقتصادية والاجتماعية التابعة للمحمية تهدف بشكل أساسي إلى الحد من الفقر والبطالة من جهة وحماية التنوع الحيوي في المحمية، من خلال إيجاد فرص عمل بديلة للمجتمعات الزراعية المحيطة بالمحمية للحفاظ على الغابات من جهة أخرى، لافتا إلى أن المشروع شمل القرى المحيطة بالمحمية؛ حيث تم ربطها مع مشاريع السياحة البيئية من حيث تطوير مجموعة من الممرات السياحية، التي تربط القرى بالمحمية والتجوال فيها مشيا على الأقدام والشراء المباشر من المزارعين وتناول وجبات الطعام، إضافة إلى قيام المحمية في أوقات سابقة بتسهيل مهمة الجمعيات المحلية الحصول على القروض بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي ووزارة السياحة ومشروع الوكالة الأميركية.
وأشار إلى أن الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة أنشأت في المحمية قبل 3 أعوام أكاديمية بيئية تمنح شهادة الدبلوم في مجال إدارة المحميات، لافتا إلى أنها تعد أول مركز تدريبي متخصص على مستوى الشرق الأوسط في مجال التدريب وبناء القدرات على تقنيات حماية الطبيعة، وإدارة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمات المتصلة بها بما فيها السياحة البيئية والدلالة والإرشاد السياحي.
يذكر أن مساحة الأكاديمية تبلغ حوالي 3000م2 وتتضمن قاعات تدريب وجناحا للمكتبة ومختبر حاسوب وعيادة طبية ومستودعا للمعدات وسكنا للعاملين في الأكاديمية، إضافة لمساحات خارجية للتدريب في مجالات البحث والإنقاذ والتسلق ومطعم ومركز معلومات سياحي حول الغابات.
وأشار إلى أنه روعي في تصميم الأكاديمية أن تكون صديقة للبيئة من عوامل عدة كالبناء في موقع محجر قديم بحيث يعمل البناء على معالجة مشكلة بيئية قائمة، واستخدام حجارة الموقع في البناء، واستخدام العزل الحراري لتوفير الطاقة شتاء وصيفا، واستخدام نظام "geothermal" لتدفئة وتبريد مبنى الأكاديمية باستخدام حرارة باطن الأرض استخدام الطاقة الشمسية لتسخين المياه.
وأوضح أن الأكاديمية تنفذ برامج ترفيهية وتدريبية خفيفة في نهاية الأسبوع ولساعات عدة مثل الرسم الطبيعي، التصوير الفوتوغرافي، اليوغا، تسلق الصخور للمبتدئين، برامج تدريبية قصيرة من يوم إلى أسبوع وتركز على المهارات الأساسية في حماية الطبيعة، التنمية الاقتصادية الاجتماعية مثل "مبادئ حماية الطبيعة، مبادئ السياحة البيئة، مبادئ إدارة المحميات، ومبادئ التعليم البيئي.