مختارات من قصائد "عرار" باللغتين الرومانية والعربية عن دار "برويما"

غلاف الكتاب -(الغد)
غلاف الكتاب -(الغد)

عمان-الغد- بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين رومانيا والمملكة الأردنية الهاشمية، أصدرت دار "برويما" للطباعة للنشر رومانيا، كتاب باللغتين الرومانية والعربية بعنوان "قصائد بلا حدود- أشعار مختارة من الشعر الأردني المعاصر مصطفى وهبي التل (عرار)" باللغة الرومانية إلى جانب قصائد مختارة للشاعر الروماني "نيكيتا ستانيسكو"، قامت بإعداد وتعريب ودراسة تمهيدية للكتاب الدكتور وميترو كيكان.اضافة اعلان
كتب مقدمة الكتاب سفير الأردن في بوخارست- رومانيا صقر الملكاوي حيث وصف عرار الذي ولد في العام 1899-1949، بانه "أشهر شعراء الأردن على الإطلاق، وهو احد كبار الشعراء في العالم العربي المعاصر؛ لأن في شعره جودة ورصانة، هذا علاوة على مناهضة الظلم والاستبداد ورفض الاستعمار؛ ودعوته الى التحرر من الغطرسة الاستعمارية ومناداته بالحرية واستقلال الشعوب".
وأشار الملكاوي إلى إن عرار شارك في "حركات التحرر العربية من الاستعمار خلال دراسته؛ ونفي عدة مرات؛ وهذا ما منح أشعاره القوة وملامسة عقول وقلوب الناس؛ الذين تذوقوها بأحاسيس إنسانية وقومية ووطنية، خاصة بعد ان مكنه تعلمه للغتين التركية والفارسية من الاطلاع على الثقافات والآداب الأخرى".
 ورأى الملكاوي أن "سيرة عرار المهنية وأشعاره أضافت عمقا أدبيا خلال عمله معلما ومن ثم حاكما إداريا في مناطق مختلفة في إمارة شرق الأردن؛ حيث كان قريبا من نبض المواطن خلال فترة الاستعمار وتأسيس الإمارة، وملامسته لاحتياجات الناس وطموحاتهم وتطلعاتهم"، مشيرا إلى ان عرار كانت له "مساجلات شعرية جميلة ورائعة مع مؤسسة امارة شرق الأردن المغفور له الامير عبدالله الاول بن الحسين الذي كان شاعرا عربيا مخضرما ايضا، ما يشير الى تقدير البلاط الاميري انذاك للأداب والثقافة والفنون، مما كان له اكبر الاثر في حركة التحرر الأردنية، التي قادت المملكة للأستقلال في 25/5/1946، والمناداة بالامير عبدالله الاولى ملكا على البلاد".
 من جانبه رأى مدير الدار "اليكساندرو بيتيرليتشانو" الذي زار الغد وقدم نسخا من الكتاب "أن الكلمة المطبوعة والترجمات ستسهم في استمرار وإثراء العلاقة بين الشعب الأردني والروماني، كما تعمل على التقارب والتعارف والتبادل فيما يخص الهوية التاريخية، والروحية والثقافية لمنطقتي الحضارة والثقافة العربية".
وقال بيتيرليتشانو إن مثل هذا الحوار بين الثقافات والحضارات، هو بديل ضروري عن "صراع الحضارات" في عام يتجه نحو العولمة، مما يؤكد على أهمية فتح جسور الحوار والتواصل، لذلك قامت دار النشر بترجمة الشعر العربي إلى الروماني والشعر الروماني الى العربي من اجل التعرف على الثقافتين العربية والرومانية، وقد أطلق على هذا المشروع اسم "المكتبة العربية"، وهي مباردة فريدة من نوعها في المشهد الروماني وجنوب شرق إفريقيا، وهذه المجموعة كرسة لترويج القيم الثقافية والإبداعية للعالم العربي في رومايا، لأننا ليست لدينا معرفة بما فيه الكفاية عن هذا الجزء من القارة.
وأشار بيتيرليتشانو ان الجمهور الروماني لديه إقبال للتعرف على الثقافة العربية، خصوصا على الكتب المترجمة مثل كتاب الشعر، كما ان هناك اهتماما، خصوصا في رومانيا بالثقافة والحضارة العربية التي نشأت في هذا المنطقة، مشيرا إلى ان كتاب "قصائد بلا حدود" الذي فيه قصائد عرار سوف يقام له حفل توقيع في معرض الكتاب الدولي الذي يقام في رومانيا كل عام، وسيحضره السفر الاردني في رومانية.
وقال بيتيرليتشانو إن مشروع "المكتبة العربية" التي تأسست في العام 2010، طبعت العديد من الكتب العربية، مستعرضا عدد الكتب التي تم ترجمتها من قبل دار النشر "برويما"، وهي: "معجم صغير للشرق الأوسط، والصراعات، والسياسية، والأديان والقيم والمفاهيم، والجبرانيات حيث تم ترجمة الأعمال الأدبية الكاملة لجبران خليل جبران، وأيضا الشعر الصوفي، ومجنون ليلى، من قصائد الحب العربي، جسر بين المشاعر، مختارات من الشعر الروماني والعراقي المعاصر، وملتقيات شعرية، مختارات من الشعر الروماني والكويتي المعاصر، ومصافحة الشعراء، مختارات من الشعر الروماني واللبناني المعاصر، وقصائد بلا حدود، وهو مختارات من الشعر الروماني والأردني المعاصر، وقصائد مميزة، مختارات من شعر نزار قباني، ومقدمة في الفلسفة وعلم الاجتماعي للتاريخ مقدمة ابن خلدون".
من جانبه عبر المستشار الثقافي في السفارة الرومانية في عمان شيرنايانو ليوناردو عن سعادته بالانفتاح على الثقافة العربية من خلال هذه المكتب قائلا "تسهم الدبلوماسية الرومانيا في التقارب بين الشعبين الأردني والروماني على المستوى الثقافي والتاريخي"، مشيرا إلى عمق العلاقة بين البلدين فرومانيا هي عضو في الاتحاد الأوروبي تقدر مجهود الأردن في أقامت السلام في المنطقة، وتعتبر الأردن عنصر للاستقرار في المنطقة.