مختصون: شعور الطفل باهتمام الوالدين حاجة أساسية كي لا يفقد الحب والأمان

Untitled-1
Untitled-1

ديمة محبوبة

عمان- يستذكر الشاب خليل معاناة صديقه في فترات الطفولة والمراهقة بسبب معاملة عائلته التي كان يراها خالية من التعبير عن الحب والمشاعر، ومغلفة بالانتقاد والتقليل من شأنه أغلب الوقت، إذ كان يقول له حينها "أتمنى أن تهتم بي والدتي تحديدا كما تفعل والدتك معك"، إذ كان يشعر بالحزن بأن أهالي أصدقائه مختلفون عن والديه.اضافة اعلان
يقول خليل إنه كان يعتقد أن الوضع الطبيعي لكل الأطفال أن ينالوا الحب والاهتمام من قبل الآباء، لكن تفاجأ حينما علم أن صديقه لا يلقى أي نوع من المعاملة الطيبة وكان دائم الشكوى للمعلمات أن طريقة والدته تحديدا معه "سيئة للغاية"، لذلك لا يتستطيع أن ينجز واجباته كما يجب.
صديقة لارا أيضا، كانت تبوح لها بمشاعرها بأنها تتمنى دائما أن تلقى المعاملة ذاتها من عائلتها كما تراها هنا عندما تزورها، إذ كما تقول لا تلقى سوى الصراخ من والدتها والغضب والتوبيخ وكلمة "لا" على كل شيء تقوله، فلا يرضيها شيء أبدا، في علاقة تفقد الثقة بين الطرفين.
اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة، يؤكد أن حب الأم للطفل يوفي عنده شعوره الذي يولد به، وهو الاحتياج للقبول الدائم والحب غير المشروط، لذلك ينمو أحدهم بشكل نفسي أفضل من الآخر الذي لم يلق أو يشعر بالحب الذي يحتاجه.
ويؤكد مطارنة أن العلاقة مع الصغير تقع المسؤولية الكبرى فيها على الأم، خصوصا في مرحلة الطفولة، لذا فإن كل شعور سلبي يشعر به الطفل تجاه أمه ربما هو ناتج عن تصرفات خاطئة وكلمات ليست في مكانها توجه له.
ويلفت إلى أن بعض الأهالي يعتقدون بأن الحب الفطري هو الأساس وإن لم يتم التعبير عنه، غير أن ذلك أمر خاطئ، فالصغير بحاجة لإظهار الاهتمام به في كل وقت، وعدم منحه هذا الشعور يعود بالضرر عليه، ويصبح فاقدا للحب والأمان والعطف.
مطارنة يلفت إلى أن هناك أمهات يبحثن عن المثالية في كل شيء، وهذا سبب تصرفاتهن بتسلط أحيانا على الأبناء، كذلك فإن البعض منهن يلمن أطفالهن بطرق غير مباشرة بسبب زيادة المسؤولية الملقاة على عاتقهن والإرهاق والضغوطات غير المنتهية، وإحساسهن أن الأبناء والزواج كان عائقا بأن يصلن لما يرغبن في تحقيقه من أحلام وطموحات، فإن تلك المشاعر السلبية تصبها في صغارها.
في حين أن بعض الأمهات يتعاملن مع الأطفال وكأنهم أدوات تستخدم لـ"إغاظة" الآباء، ويظهر ذلك بالتعامل السلبي معهم.
التربوية والمرشدة النفسية رائدة الكيلاني، تحذر من تصرفات تقوم بها الأم مثل النقد المستمر والانتقاص من أبنائها، وخصوصا أمام الناس، مؤكدة أن بعضهن يعتقدن أن التربية الجيدة تكون من خلال انتقاد الابن لردعه عن القيام بالخطأ. وتؤكد الكيلاني أن الكثير من الأمهات يواجهن شعور الإحساس بالذنب أو التقصير تجاه الأولاد، فيتصرفن بطريقة تضر الطفل وشخصيته بدلا من مساعدته، مشيرة إلى إحدى الصفات السلبية التي تتركز بالتواجد الدائم والملاصق مع الأبناء، وهذا يسبب الاعتماد الكامل على الأهل وضعفا بالشخصية يظهر مع الوقت.
اختصاصي علم الاجتماع د. حسين خزاعي، يلفت إلى أن الأم تتعرض أحيانا لظروف صعبة ومنها نفسية تجعل الحياة متعبة ومرهقة، ويظهر ذلك بسلوكها مع أبنائها الذي يكون سلبيا في كثير من الأوقات.
ووفق الخزاعي، فإن للأبناء الحق في تربية سليمة تحافظ على صحتهم النفسية ولا تزرع بداخلهم المخاوف أو فقدان الشعور بالأمان. لذلك، ينصح بالابتعاد عن النقد السلبي للأبناء، والسيطرة، وعلى الأم أن تتعامل مع طفلها بما ينمي شخصيته ومهاراته، وتعطيه مساحته الصغيرة، وتشجعه وتحفزه، ومشاركته بأنشطة تزيد من الترابط الأسري.