مختصون يحذرون من استمرار حوادث الانهيارات الأرضية

محمد الكيالي عمان- طالب مختصون بضرورة إيلاء اهتمام أكبر بقطاع الإنشاءات الأردني وارتباطه الوثيق بجيولوجيا الأرض، بعد استمرار حوادث الانزلاقات والانهيارات الأرضية التي أدت إلى إحداث خسائر مالية وبشرية. وشددوا في حديثهم لـ"الغد"، أمس، على أهمية إجراء فحوص للتربة، تخرج بنتيجة دقيقة لواقعها، عبر فرق هندسية مختصة تفاديا لأي حوادث خطرة. وفي هذا الصدد، تابعت نقابة المهندسين انهيار الجدار الاستنادي في منطقة "الجبيهة"، مؤخرا، بسبب أعمال الحفر في القطعة المحاذية لهذا الجدار، حيث قامت وفور ورود خبر الانهيار باتخاذ الإجراءات اللازمة ومتابعة المشروع والتواجد الفوري وإعطاء التوصيات الفنية اللازمة لحماية البناء القائم. ولفتت النقابة في بيان لها، أنه وبسبب طيبوغرافية الأرض الصعبة والميلان الشديد في القطعة، تم إجازة المشروع بعقد استطلاع موقع مؤجل حسب التعليمات السارية، حيث تقوم النقابة بإبلاغ الجهات المانحة للترخيص واستنادا لقانون البناء الوطني بتفاصيل المشاريع التي يوجد بها عوائق والتي تتطلب عند التنفيذ أن يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق عنصر السلامة العامة من حيث حماية الحفرية وتدعيمها وحماية الأبنية المجاورة والطرق المحيطة والإشراف على هذه الأعمال من قبل المختصين. وبينت أنها تدرس حالياً إيقاف العمل بموجب العقود المؤجلة لأعمال فحص التربة واستطلاع الموقع وإلزام المالك بعمل فحص للتربة فور البدء بالتنفيذ. وأكدت النقابة قيامها بدورها في متابعة الإشراف الهندسي والمشاريع بما يضمن السلامة العامة في هذه المشاريع سواء من خلال الكشوفات الدورية على المشاريع أو مع الشركاء في اللجنة المشتركة. ونوهت النقابة إلى أنه من هذه الإجراءات، قيامها بمخاطبة الجهات المانحة للترخيص بحالة المشاريع التي تستدعي اتخاذ إجراءات وقائية من أجل تحقيق عنصر السلامة العامة بهدف حماية الأرواح والممتلكات حيث تم تشكيل لجنة فنية متخصصة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى حصول هذه الحادثة والخروج بتوصيات لتلافيها مستقبلاً. وشددت على أنها لا تتهاون باتخاذ الإجراءات القانونية بحق من يثبت مخالفته أو تقصيره وذلك حرصا على ضبط ممارسة المهنة والعمل الهندسي وضرورة أن تتم أعمال التنفيذ خلال أوقات الدوام الرسمي ومن خلال مقاولين مصنفين وتحت إشراف هندسي متخصص. وفي ذات السياق، قال رئيس هيئة المكاتب الهندسية، عبدالله غوشة، إن هنالك العديد من المشاكل في أعمال الحفريات التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية، نظرا لحفر مشاريع جديدة حولها العديد من المنشآت القائمة والشوارع. وأوضح غوشة، في تصريح لـ"الغد"، أن ما جرى أمس، يشكل ظاهرة غير صحية لقطاع الإنشاءات في الأردن، مطالبا بضرورة إعادة النظر في آلية منح تصاريح الحفريات حيث من الضروري وجود مقاول مؤهل ومصنف وجهاز فني تابع له. وطالب بضرورة التفريق بين المستشار الهندسي ومستشار فحص التربة، لأن الأول يختلف عمله عن مستشار هندسة أعمال الحفر وتدعيم الحفريات. ولفت غوشة إلى أنه وفي الآونة الأخيرة، ظهرت العديد من الشركات التي تقوم بأعمال تدعيم الحفريات، وأن الأردن بحاجة إلى وضع أطر وتصنيفات لاعمال الحفر، مبينا أن الرقابة من نقابة المهندسين وأمانة عمّان لا تكفي، وإنما من الضروري إعادة النظر في كودة استطلاع الموقع لما فيه من تطورات حصلت مؤخرا تجنبا للإنهيارات. من جانبه، قال نقيب الجيولوجيين، صخر النسور، إن البنية التحتية في العاصمة، شهدت مؤخرا مجموعة من حوادث الانزلاقات والانهيارات لمنشآت أفراد أو مجموعات أو طرق وجسور. وأضاف النسور "هذا ما كنا ننادي به منذ سنوات في النقابة، لدراسة هذا الموضوع بشكل شمولي من خلال مختصين في موضوع الانهيارات ليتمد تحديد البؤر القابلة للإنزلاق لتفادي حدوث ما لا يحمد عقباه، وهذا يتطلب من الأمانة، تخصيص فريق عمل وقد عرضنا في النقابة على الأمانة خطيا وشفهيا، أن النقابة على استعداد في المشاركة في هذا الفريق، لأن عدم تشكيل فريق العمل سيكلف خسارة مالية وأرواحا، كما حدث جراء فيضانات وسط البلد". وطالب النسور بتنفيذ دراسة هيدرولوجية لتحديد معدل كمية الجريان السطحي للمياه تحت التربة، خاصة أن العبارات تم تصميمها منذ أكثر من 50 عاما، حين كانت أراضي عمان الغربية كلها أراض زراعية. وأوضح نقيب الجيولوجيين أن عمان الغربية أصبحت اليوم مختلفة كليا عما كانت عليه في السابق، ولذلك من الضروري العمل على تعديلات واسعة على نظام العبارات. ودعا إلى ضرورة اهتمام الدولة في تخصصات العلوم الجيولوجية، لافتا إلى أن اللجنة الملكية لأحداث البحر الميت، أوصت بعد الفاجعة، بضرورة إجراء دراسات جيولودجية قبل إقامة المنشآت، وتم تعميم توصياتها على مؤسسات الدولة جميعها بما فيها أمانة عمان ووزارة البلديات.اضافة اعلان