مخطط صهيوني لتحويل قصر الحاج الحسيني بالقدس المحتلة لكنيس

قصر الحاج أمين الحسيني التراثي في القدس المحتلة يواجه مخططا صهيونيا لتحويله لكنيس يهودي.-(أرشيفية)
قصر الحاج أمين الحسيني التراثي في القدس المحتلة يواجه مخططا صهيونيا لتحويله لكنيس يهودي.-(أرشيفية)
نادية سعد الدين عمان- تخطط ما يسمى "جمعية عطيرات كوهانيم" الاستيطانية الإسرائيلية المتطرّفة لتحويل قصر المفتي الحاج أمين الحسيني في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة إلى كنيس، ومضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيط القصر من 28 إلى 56 وحدة استيطانية. ويأتي تحويل القصر لكنيس في إطار مخطط الاحتلال لتهويد القدس وطمس كل معالم المدينة التراثية، وتغيير هويتها العربية الإسلامية. وقد هدمت الجمعية الاستيطانية، قبل نحو عشر سنوات، فندق "شبرد" في باحة قصر المفتي وأقامت منذ ذلك الحين 28 وحدة استيطانية على أنقاضه لم يتم نقل مستوطنين إليها حتى الآن، ولكنها أبقت قصر المفتي، الذي اقيم سنة 1929، مهجوراً حتى الآن. ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية عن دانيال لوريا، المتحدث باسم "عطيرات كوهانيم"، إن "الجمعية الاستيطانية تنوي تحويل القصر البالغة مساحته 500 متر مربع إلى كنيس يهودي". وأشار بوريا، وفق الصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الجمعية الاستيطانية لم تتمكن من هدمه بسبب قدمه، مضيفاً إنه منذ هدم فندق "شبرد"؛ تمت إقامة 28 وحدة استيطانية على انقاضه جاهزة للسكن، ولكن لم يتم نقل مستوطنين اليها، فيما يهدف المخطط الأصلي للمنطقة لإقامة 70 وحدة استيطانية. إلى ذلك منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، استكمال أعمال الصيانة والترميم في المسجد الأقصى المبارك . وأفادت لجنة الإعمار في الأقصى، التابعة لدائرة ألأوقاف الإسلامية، بأن "قوات الاحتلال اقتحمت مصلى قبة الصخرة المشرفة في حرم المسجد، وأوقفت أعمال ترميم الرخام والدعامات الداخلية في المصلى، كما أوقفت أعمال الصيانة اللازمة في المسجد الأقصى بكامله". وقال مدير لجنة الإعمار، بسام الحلاق، إن "قوات الاحتلال منعت العاملين من استكمال عملهم، وهددتهم بالإبعاد والاعتقال في حال استمرارهم بالعمل". وأضاف، في تصريح أمس، إن قوات الاحتلال منعت لجنة الإعمار في الأقصى من تنفيذ أعمال صيانة وترميم في المصلى المرواني. فيما نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية باقتحام شرطة الاحتلال قبة الصخرة المشرفة، ومنع أعمال الترميم التي تقوم بها لجنة إعمار المسجد الأقصى داخل مصلى قبة الصخرة. وأكد وكيل الوزارة في رام الله، حسام أبو الرب، أن الاحتلال يهدف الى الاستيلاء على الأقصى، ومنع الجهات المختصة وصاحبة الحق من العمل، مضيفاً أن استمرار هذه الجرائم بدعم علنيّ من المستوى السياسي الإسرائيلي، يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته، والتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات . وحذر من الأخطار الحقيقية المحدقة بالقدس المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، داعياً "العرب والمسلمين بالتحرك لإنقاذ القدس والأقصى، ووضع تلك القضية على رأس سلّم أولوياتهم". وبين أبو الرب أن الاحتلال كثف خلال العام الماضي من اعتداءاته السافرة بحق المسجد الأقصى، ومنع لجنة الإعمار من القيام بواجباتها، ومارس أبشع أنواع القهر والغطرسة ضد سدنته وحراسة، وموظفي الأوقاف الإسلامية وبحق المصلين، مستغلا جائحة "كورونا"، لمنع المصلين من الوصول اليه، والسماح للمستوطنين باقتحامه. بدورها، اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن منع الاحتلال، أعمال الترميم في قبة الصخرة، يعدّ مساساً بحرمة المسجد المبارك ومصلياته. وحذر الأمين العام للهيئة، حنا عيسى، من مواصلة سلطات الاحتلال لإجراءاتها وسياساتها التهويدية في المسجد الاقصى المبارك، مشيراً إلى أن الاقتحامات اليومية للمستوطنين والمتطرفين وأداء الصلوات التلمودية خلالها تأتي في مقدمتها. ونوه إلى مواصلة الاحتلال "للحفريات وبناء الكنس والحدائق التلمودية والمتاحف في محيط المسجد، فضلاً عن الفرق الارشادية التي تروي رواية "الهيكل المزعوم" في المسجد الاقصى، والاعتداءات المتواصلة على العاملين واعتقالهم." ودعا مؤسسات المجتمع الدولي ذات الاختصاص، لسرعة التدخل لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تتعرض لانتهاكات الاحتلال، وحماية المواطنين الفلسطينيين من الاعتداءات الاسرائيلية. وإلى جانب قيام قوات الاحتلال بمنع إعمار الأقصى وإجراء الإصلاحات الضرورية فيه؛ فإنها تواصل أيضاً أعمال التهويد في العديد من المناطق، لاسيما في منطقة حائط البراق، وفق ما كشفه الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، عن حفريات تجري من منطقة "عين العذراء" باتجاه باب الرحمة على بعد 100- 150 متراً من السور الشرقي للمسجد الأقصى، وهي قريبة من تلة ترابية مرتفعة تفصل بين العين وأساسات الأقصى وباحاته. ولفت أبو دياب، بحسب ما ورد في الأنباء الفلسطينية، إلى وجود حفر وتشققات في الجهة الخارجية لباب الرحمة، وبعض المعدات الخاصة بأعمال الحفر، وبقايا الآثار والأتربة التي جرى استخراجها من أسفل المنطقة وتم وضعها في أكياس لنقلها إلى أماكن مجهولة، بالإضافة إلى تشديد الحراسة الأمنية بالمنطقة. وأضاف أن الاحتلال يعمل على خلق مسار جديد من الحفريات لربطها بالمنطقة الغربية حتى حي وادي حلوة وباب المغاربة وعين سلوان جنوبي الأقصى وحائط البراق، وبشبكة الأنفاق في بلدة سلوان ووادي حلوة، مما سيكون له آثار تدميرية على التاريخ والحضارة والإرث الإسلامي والمسيحي في المنطقة. ومنذ فترة طويلة، تسعى سلطات الاحتلال للسيطرة على المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتحديدًا باب الرحمة، وتمنع ترميمها وتبليط ساحتها، فيما تحاول اليوم عبر الحفريات الوصول إليها وتهويدها، مثلما نفذت سلطات الاحتلال، سابقاً، عمليات تجريف وحفريات متفرقة في ساحة البراق، جنوبي غرب المسجد الأقصى المبارك.اضافة اعلان