مخطط للاحتلال للاستيلاء على منطقة بـ"الأقصى" وتحويلها لكنيس

نادية سعد الدين عمان- ما يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل مساعيه الخطيرة لتهويد المسجد الأقصى المبارك والسيطرة عليه؛ في ظل مخطط جديد لبناء كنيس يهودي أسفل المنطقة الجنوبية بالأقصى، تزامناً مع استباحة باحاته باقتحام المستوطنين المتطرفين له، كما حدث أمس، بحماية قوات الاحتلال. سلطات الاحتلال تستمر في تنفيذ الحفريات والأنفاق أسفل المسجد الأقصى وبمحيطه، وبالبلدة القديمة، لإحكام السيطرة عليه، تزامناً مع محاولات خطيرة للاستيلاء على المنطقة الجنوبية منه، وفق الخبير في شؤون القدس المحتلة، عبد الله معروف. وقال معروف، في تصريح أمس، إن المخطط الإسرائيلي يستهدف “المنطقة التي تقع في المساحات الداخلية بالمسجد الأقصى نفسه، وتشبه المصلى المرواني تماماً، وهي تقع داخل المسجد الأقصى بين الجامع القبلي والمتحف الإسلامي في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى”. وأوضح بأن “سلطات الاحتلال تعمل على تهيئة تلك المنطقة وتجهيزها لكي تصبح مصلى وتكون ملائمة لأداء الصلاة فيها، عبر فتح ثغرةٍ في السور الجنوبي الغربي للأقصى تنفذ إليها بعد اتمام تجهيزها للصلاة، بحيث تتحول فجأةً إلى كنيسٍ داخل المسجد الأقصى مقابل المصلى المرواني وبمحاذاته تماماً من الجهة المقابلة”. وحذر من خطورة المحاولات الإسرائيلية المتواترة لتهويد المسجد الأقصى، داعياً إلى التحرك العاجل لحمايته والدفاع عنه ضد عدوان الاحتلال والمستوطنين. وفي الأثناء؛ استأنف عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، تحت حماية قوات الاحتلال التي تواجدت بكثافة عند بوابات الأقصى وساحاته. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إن المستوطنين قاموا بتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية العنصرية في باحات المسجد الأقصى وساحاته، والاستماع إلى شروحات مزيفة عن “الهيكل” المزعوم، وسط تصدي الفلسطينيين لعدوانهم. فيما تتواصل ردود الفعل الفلسطينية المُنددة والمُحذرة من خطورة الحفريات التهويدية التي تجريها سلطات الاحتلال جنوب المسجد الأقصى. وقال نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ناجح بكيرات، إن “الحفريات التهويدية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، تهدف إلى تغيير المعالم الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى”. وأضاف، في تصريح أمس، أن “الاحتلال يحاول تغيير أسماء مناطق أثرية ووقف، لا يمكن أن تكون ملكا له”، معتبراً أن “ما يقوم به الاحتلال من تغيير وتزوير ملكيات أراضٍ في محيط الأقصى، باطل ومخالف لاتفاقية جنيف وللقوانين الصادرة عن مجلس الأمن”. وأوضح أن “الحفريات كانت تستهدف حائط البراق حينما هدمت حارة المغاربة، ثم بدأت الحفريات على عمق 15 متراً للوصول إلى الأساسات، مما نتج عنه الوصول إلى ما يسمى النفق الغربي”. وأشار إلى أن “الحفريات توسعت باتجاه الجنوب لتشمل القصور الأموية، واستمرت بالتوسع إلى منطقة باب العامود، ثم باب الخليل، ثم باب النبي داود ومداخل المدينة، وخرجت خارج البلدة القديمة لتصل إلى سلوان”. وبين بكيرات إلى أن “مجموع هذه الحفريات وصل إلى 64، منها 53 تمت وانتهت، و11 ما تزال نشطة وفاعلة حتى هذه اللحظة”. من جهته؛ حذر رئيس دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، عدنان الحسيني، من “خطورة الحفريات التي تجريها السلطات الإسرائيلية في منطقة القصور الأموية، الملاصقة لأساسات وسور المسجد الأقصى الجنوبي والغربي”. ونبه الحسيني، في تصريح أمس، إلى “خطورة مشروع سلطات الاحتلال الاسرائيلي تسجيل أراضٍ فلسطينية، والتي من المقرر أن تشمل مساحات واسعة من محيط البلدة القديمة والمسجد الاقصى باسم مستوطنين”. وأشار إلى “الأساليب الملتوية التي تستخدمها السلطات الإسرائيلية، والقوانين الباطلة المفروضة بواقع الاحتلال، وفي مقدمتها قانون أملاك الغائبين”. بدوره؛ حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، من “خطورة الحفريات الجارية التي تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية إلعاد الاستيطانية منذ فترة في ساحة حائط البراق، وفي منطقة القصور الأموية في المنطقة الملاصقة للأساسات السفلية للمسجد الأقصى”. وأوضح حسين، أن “الحفريات مستمرة ولم تتوقف، لكنها زادت في الآونة الأخيرة لتشمل أماكن متعددة في آن واحد، مما ينذر بخطر وشيك على المسجد الأقصى المبارك، والمباني المجاورة له في أية لحظة”. وأدان مفتي القدس “قيام سلطات الاحتلال بتهويد مساحات واسعة من الأراضي في مدينة القدس، من خلال تسجيل ملكيتها باسم مستوطنين”. وكانت ما تسمى وزارة العدل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد بدأت، الخميس الماضي، بتسجيل عقود ملكية أراضٍ مجاورة للمسجد الأقصى لمستوطنين يهود بمدينة القدس، إذ تبلغ مساحة الأراضي المُستهدفة، والتي تعود ملكيتها إلى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، نحو 350 دونماً، وتقع بين المقبرة اليهودية وبين سور البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى. في غضون ذلك؛ واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بشن حملة مداهمات واقتحامات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، مما أدى لاندلاع المواجهات، ووقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين. واندلعت المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء اقتحامها لمناطق مختلفة بالضفة الغربية، في القدس المحتلة والخليل وجنين وسلفيت وبيت لحم، تخللتها مداهمة منازل الفلسطينيين وتخريب محتوياتها والاعتداء على سكانها. في حين اقتحمت قوات الاحتلال، أحياء في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، وشرعت بمصادرة وتنزيل الأعلام الفلسطينية التي علقت على أعمدة الشوارع في البلدة، أسوة بما تقوم به في بلدات وأحياء القدس المحتلة.اضافة اعلان