مخيما سوف وجرش.. المياه تصل كل أسبوعين والوحدات السكنية بلا خزانات

صابرين الطعيمات

جرش- يتسبب ضيق المساحات السكنية في مخيمي سوف وجرش وطبيعة البناء بعجز المواطنين عن تخزين مياه الشرب لفترات طويلة، لاسيما وأن الوحدة السكنية في كل مخيم تبدأ مساحتها بـ50 مترا ولا تزيد على 70 مترا ومعظم سقوفها من مادة الزينكو والإسبست أو الألواح الخشبية، وهذه المواد لا تتحمل خزانات مياه كثيرة، ولا تمكنهم هذه المساحات من حفر آبار ارتوازية لتجميع مياه الأمطار، وفق رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبد المحسن بنات.اضافة اعلان
وأكد بنات أن سكان المخميات لهم خصوصية في البناء، الذي يقطنون فيه والمساحات التي تمنح لهم، وهي مساحات محدودة يصعب فيها تجميع مياه الشرب وكذلك وضع خزانات المياه على أسطحها، مما يجبر السكان في مخيم سوف على شراء الصهاريج الخاصة أسبوعيا لحين وصول مياه الشرب، التي تغذي مخيمهم مرة واحدة كل 14 يوما أو أكثر.
ويطالب بنات، أن يتم ضخ مياه الشرب للمخميات بشكل خاص أسبوعيا للتخفيف عليهم تكاليف شراء الصهاريج الخاصة، التي لا تقل تكلفتها عن 60 دينارا شهريا وأكثر، خاصة في ظل الظروف الجوية الحالية، التي ترتفع فيها درجات الحرارة وتزيد حاجة الأسر لمياه الشرب، فضلا عن المناسبات الاجتماعية المختلفة التي تزيد كذلك من حاجتهم لمياه الشرب.
وأكد سكان، أن طبيعة المساكن في مخيمي جرش وسوف معظم أسقفها من مادة الزنك أو الألواح الخشبية أو مادة الإسبست، وهذه المواد لا يمكن وضع خزانات مياه عليها، مما يقلل من الخزانات المستخدمة في المنازل لعدم توفر أماكن لوضعها عليها، وفق المواطن جمال العجوري.
وقال العجوري، إن سكان المخيمات يعانون أصلا من ضيق المساحتها وكل مساحة يستغلونها في البناء وزيادة عدد الغرف، لتتناسب مع عدد أفراد الأسر، والسكان لا يستطيعون بناء خزانات مياه أرضية لتجميع مياه الأمطار لفصل الصيف، مشيرا الى صعوبة الحياة في حال انقطعت عنهم مياه الشرب لمدة تزيد على عشرة أيام كحد أقصى.
وبين أن مياه الشرب، ومنذ 3 أشهر، تنقطع عن مخيم سوف لأكثر من 3 أسابيع، وخاصة سكان المناطق المرتفعة وأسعار مياه الصهاريج الخاصة مرتفعة جدا، فيما لا يستطيع السكان شراء المياه من الصهاريج الخاصة، التي قد يصل سعر المتر الواحد إلى 7 دنانير، لزيادة الطلب عليها وعدم وجود سقوف سعرية لأسعار مياهها.
ويعتقد العجوري، أن سكان المخيم ووفقا للظروف الاقتصادية التي يعانون منها غير قادرين على شراء المياه ولا شراء خزانات إضافية لتغطية حاجتهم، في حال استمر انقطاع المياه لأكثر من أسبوعين، لعدم وجود أماكن آمنة لوضع الخزانات عليها، مشيرا الى أن مئات المنازل تعرضت لحوادث سقوط خزانات المياه عنها، لعدم تحمل الأسقف أوزان الخزانات والمياه.
وقال المواطن أحمد بنات، إن المخيم يزداد عدد سكانه طرديا وحاجتهم من المياه تزداد في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة وحاجتهم لكميات مياه إضافية، ومن الأولى أن ترتفع كمية الضخ ومدتها وليس العكس.
وأوضح بنات، أن سكان المخيم بشكل خاص يعانون ظروفا مالية صعبة وغير قاردين على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، ويغطون العجز من العيون والينابيع القريبة عن طريق جالونات صغيرة يتم استخدامها للضرورة القصوى، وهذه كارثة بيئية أخرى، فضلا عن كارثة النظافة التي تدهور وضعها مؤخرا.
إلى ذلك، يؤكد رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عودة أبو صوصين، أهمية زيادة الضخ المائي لمخيم جرش، وخاصة المناطق المرتفعة التي بدأت المشكلة المائية بالظهور فيها تدريجيا وبشكل واسع وهي مشكلة تتكرر سنويا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على مياه الشرب تحديدا.
ودعا أبو صوصين أن يتم زيادة الضخ المائي إلى مخيم جرش أسبوعيا، لعدم قدرة سكان المخيم على تجميع المياه لفترات طويلة، نظرا لظروف البناء المحدودة وطبيعة المواد التي تستخدم في البناء وتمنع من تجميع كميات كبيرة من المياه عليها لخطورة انهيارها على الأسر، فكل أسرة بالكاد تستطيع الاحتفاظ مرتين من المياه في أحسن الظروف، وهذه الكمية بالكاد تكفيها أسبوعا واحدا أو أقل ومياه الشرب تصلها كل 14 يوما مرة واحدة، وقد تزيد هذه المادة في حالة انخفاض المنسوب المائي أو حدوث كسر في أحد الخطوط الرئيسية.
ويعتقد أبو صوصين، أن الحل هو الضخ أسبوعيا على المخميات بشكل خاص، للتخفيف من الأعباء المالية المترتبة عليهم جراء شراء المياه من الصهاريج الخاصة أسبوعيا، خصوصا في فصل الصيف.
إلى ذلك، قال مدير مياه جرش المهندس محمود الطيطي، إن الوضع المائي في محافظة جرش مستقر لغاية الآن، ولم تظهر أي مشاكل مائية إلا في مناطق محدودة، ومعظمها مشاكل فردية ويتم معالجتها على الفور، من خلال الصهاريج الخاصة وفرق مديرية المياه.
وأكد الطيطي أن المنسوب المائي لم يتأثر بارتفاع درجات الحرارة وخاصة في العيون والينابيع، التي تغذي محافظة جرش لجودة الموسم المطري للعام الماضي وحتى كميات الضخ من آبار مشاتل فيصل لم تتأثر كذلك، وكمية الإنتاج المائي لا تقل عن 420 مترا مكعبا في الساعة، وهي تغذي قصبة جرش وتضخ مياه الشرب لها كل عشرة أيام دورة واحدة.
أما القرى والبلدات والمخيمات، فيقول الطيطي إنها تضخ المياه لها كل أسبوعين مرة واحدة، وهي تزود بمياه الشرب من المحافظات القريبة ومنها المفرق والزرقاء وإربد وهي ترتبط بتزويد محافظة جرش بكميات محددة من المياه نظرا للكميات المتوفرة فيها أصلا.