"مخيم الزعتري": أطفال يتسللون عبر الساتر الترابي للعمل بالمزارع لمساعدة أسرهم - فيديو

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

خلدون بني خالد

المفرق - تعتمد أعداد كبيرة من الأسر السورية، التي تقطن بمخيم الزعتري في معيشتهم على عمل أطفالها في المزارع، المتواجدة في البادية الشمالية بمحافظة المفرق، والذين يتسللون الى خارج المخيم تحت جنح الظلام فجرا عبر الساتر الترابي الذي يحيط بالمخيم، كونهم لا يستطيعون الحصول على تصريح عمل بحكم اعمارهم، مما اسهم في تدني الأجور وهجر العمالة المحلية للمزارع.
ويستخدم هؤلاء الأطفال دراجاتهم الهوائية كوسيلة تنقل مجانية إلى المزارع، بحثا عن فرص عمل، بهدف تحصيل قوت يومهم وإعالة أسرهم، أسوة بباقي الشباب الذين يمتلكون تصاريح عمل.
ويقول أحد اللاجئين الفتيان الذين التقت بهم "الغد"، بالقرب من المخيم، أنه يخرج من المخيم في ساعات الصباح الباكر راكباً دراجته الهوائية للعمل في المزارع، بهدف إعالة أسرته، لافتا إلى أنه لا يمتلك تصريح عمل بحكم عمره الذي لا يسمح له باستصداره.
وأكد أن هناك أعدادا كبيرة من الأطفال الذين لا يستطيعون اصدار تصاريح عمل بسبب اعمارهم، التي تتراوح بين  14
و 16عاما، تخرج من المخيم عن طريق الساتر الترابي بدراجاتهم الهوائية، بحثاً عن فرص عمل في المزارع، بهدف إعالة اسرهم وتحسين اوضاعها المعيشية.
وتقول أم أحمد، وهي لاجئة تسكن في مخيم الزعتري، أن أسرتها تعتمد في معيشتها على العمل في المزارع المنتشرة في البادية الشمالية بمحافظة المفرق، حيث يخرج من المخيم بشكل يومي الشباب والرجال والنساء، واحيانا يصطحبون معهم أطفالهم لمساعدتهم في العمل وزيادة دخلهم، لتحسين أوضاعهم المعيشية.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


وأضافت أن هناك وسطاء بين العمال والعاملات من اليافعين من مخيم الزعتري وأصحاب العمل، مشيرة إلى أنه يتم نقل هذه الفئة من العمال عن طريق سيارات نقل من المخيم إلى المزرعة.
أما عن الفتيان فتقول ام محمد انهم يذهبون الى المزارع  بدراجاتهم الهوائية، سيما إذا كان مكان العمل قريبا من المخيم، مشيرة الى انهم لا يحتاجون وسطاء بينهم وبين أصحاب المزارع، لانهم يذهبون بشكل مباشر لأصحاب المزارع، خصوصا الشباب الذين يملكون تصاريح عمل.
وقال فارس أحمد وهو صاحب عمل حر، أن سبب زيادة نسبة البطالة بين الشباب الذين يعملون في قطاع الزراعة والمهن الأخرى، وتدني الأجور هو تزايد تسرب العمالة السورية من مخيم الزعتري، والذين يعملون في المزارع المنتشرة في البادية الشمالية، وبالمهن الاخرى.
ويشير إلى أن أصحاب العمل يفضلون العمالة السورية، بسبب تدني الأجور، سيما وأن أصحاب العمل يمرون بظروف اقتصادية صعبة، في ظل زيادة اعداد الشباب الذين لايمتلكون تصاريح عمل، ويخرجون من مخيم الزعتري للعمل في المزارع  بأجور متدنية.
وأكد الشاب محمد إبراهيم، أنه كان يعمل بالمزارع في موسم الزراعة، بأجر جيد نوعا ما، وبعد تدني الأجور وزيادة عدد العمال والطلب على العمال السوريين، فاصبح لا يستطيع الذهاب إلى العمل لأن الأجور التي يقدمها أصحاب العمل والمزارع لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية في البلد.
ويقول أحد أصحاب المزارع، رفض ذكر اسمه، إن الشباب السوريين الذين يخرجون من مخيم الزعتري، يبحثون عن العمل في المزارع المتواجدة في البادية الشمالية، حيث تستقطب المزارع اعدادا كبيرة من العمال السوريين.
وأشار إلى أن اصحاب المزارع يعانون من عدم توفر عمال محليين بشكل جيد، حيث يضطرون لتشغيل عمال سوريين، معللا سبب  ذلك بزيادة أعداد العمال السوريين بأجور متدنية لا يقبلها العمال المحليون، سيما وأن الأوضاع الاقتصادية لعدد كبير من أصحاب المزارع وأصحاب العمل صعبة في الفترة الأخيرة.
وقال الناطق باسم وزارة العمل محمد الخطيب، إن هناك ضرورة للعمل بشكل قانوني في سوق العمل والحصول على تصاريح عمل والالتزام بالمهنة المصرح العمل بها، مؤكدا انه لا يجوز لأي شخص تحت السن القانوني العمل، في المنشآت الزراعية أو غيرها.
وأكد أن هناك فرقا رقابية ميدانية وتفتيشية تقوم بها مديرية العمل لغايات ضبط المخالفين من أصحاب المنشآت الزراعية، ممن تقوم بتشغيل الأيدي العاملة السورية غير المصرح لهم بالعمل، خصوصا ممن هم تحت السن القانوني.
وأكدت مصادر مطلعة على شؤون مخيم الزعتري، إلى أنه لا توجد احصائيات رسمية بعدد العمالة السورية، التي تتسرب خارج المخيم بشكل يومي، والذين لا يمتلكون تصاريح عمل من فئة الشباب دون السن القانوني، ويعملون في المزارع أو بالمهن الاخرى.