مخيم الزعتري: الدراجة الهوائية وسيلة التنقل الرئيسية للاجئين

دراجات هوائية معروضة للبيع أمام أحد المحال في مخيم الزعتري-(الغد)
دراجات هوائية معروضة للبيع أمام أحد المحال في مخيم الزعتري-(الغد)
حسين الزيود المفرق- يعتبر لاجئون سوريون في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق، أن الدراجة الهوائية أصبحت تشكل جزءا مهما من مظاهر التنقل في المخيم، باعتبارها وسيلة نقل آمنة ومريحة للتنقل داخل قطاعات مختلفة في المخيم، سيما سهولة اقتنائها ودورها في توفير بدل أجور نقل تتوفر داخل المخيم. ويقول الستيني، منوخ متعب الديات الذي يعيش في المخيم منذ 7 أعوام، أنه يستعمل الدراجة الهوائية التي اشتراها مقابل 60 دينارا للمساهمة في قضاء احتياجاته داخل المخيم كالتنقل إلى العيادات الطبية والأسواق ومرافق المخيم المختلفة التي تنتشر هناك، لافتا إلى أنه وباستعمال الدراجة الهوائية، بات يوفر كثيرا من أجرة النقل التي يتحملها بوسائط النقل المتاحة داخل المخيم. ويشير الديات إلى أن كثيرا من الأفراد باتوا يعتمدون على الدراجات الهوائية في تأمين مشترياتهم والتنقل إلى الأسواق وفي أرجاء المخيم، سيما وانها تعد وسائل نقل آمنة وميسورة الثمن لمن يرغب باقتنائها، منوها أن إدارة المخيم توفر وسائل نقل من خلال تصاريح يتم منحها لمركبات خاصة (بكبات) مقابل أجرة مالية محددة لنقل اللاجئ إلى المكان الذي يرغب بالتوجه إليه. ويوضح انه عادة ما يذهب إلى نقطة بيع الخبز لشراء حاجته من خلال استعمال الدراجة الهوائية لتوفير أجرة التنقل باستعمال المركبات المتوفرة في المخيم والوصول إلى مبتغاه، مبينا أن المنظمات الدولية توفر نقاطا لبيع الخبز بعد أن استبدلت الطريقة السابقة التي كانت تعتمد توزيع الخبز بشكل عيني على الأسر اللاجئة التي تقطن مخيم الزعتري، وذلك من خلال توزيع دعم نقدي مباشر شهريا يتواءم مع عدد أفراد الأسرة. ويقول خليل إبراهيم الحراكي، أن وجود الدراجات الهوائية في المخيم بات مشهدا مألوفا، إذ أن كثيرا من الأسر تقتني دراجة هوائية أو أكثر من واحدة بهدف مساعدتهم في التنقل من مكان إلى آخر، لتأمين متطلبات الأسرة اليومية والتنقل إلى مقصده دون تحمل أجرة المركبات، وتوفيرها لغايات استعمالها في قضاء احتياجات للأسر. ويوضح الحراك، أن المخيم يضم زهاء 20 ألف دراجة هوائية، تم شراؤها من داخل المخيم من خلال المحال التي توفرها للبيع، أو من خلال شرائها من خارج المخيم، مشيرا إلى أنه يعيل أسرة تتكون من 8 أفراد تعتمد في قضاء احتياجاتها على استعمال الدراجة الهوائية التي تملكها الأسرة، خصوصا جلب مادة الخبز والتسوق في المخيم، ما يساهم في تحقيق وفورات مالية مختلفة. ويبين أن الأجرة المعتادة للتنقل داخل المخيم عن طريق مركبات (البكب) تكلف دينارا واحدا، فيما تصل إلى 1،5 دينار من المخيم إلى البوابة الرئيسة. من جهته يقول مسؤول العلاقات الخارجية وضابط ارتباط المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مخيم الزعتري محمد الطاهر، أن اقتناء الدراجات الهوائية في مخيم الزعتري بات أمرا يتم من خلال التجارة الداخلية بين اللاجئين السوريين أنفسهم، منوها أن أسعار تلك الدراجات يختلف باختلاف نوعيتها ونظافتها. ويلفت الطاهر إلى أن اقتناء الدراجة الهوائية من قبل اللاجئين في المخيم، يعد أمرا مستحبا بسبب توفيرها اجور النقل وتوفرها في متناول الأيدي لدى الأسر بكافة الأوقات. ويوضح أنه لا يتوفر مواصلات داخلية ضمن قطاعات معينة، بيد أن إدارة المخيم اجتهدت في التسهيل على قاطني المخيم من خلال توفير المواصلات نهارا عن طريق تصاريح محددة تمنح لبكبات بشكل دوري ومتغير، مشيرا الى انه يتم تسعير الأجرة بواقع دينار واحد عند التنقل داخل المخيم، وترتفع إلى 1،5 دينار بحال التوجه من وإلى الباب الرئيسي. ولفت إلى أن الأسواق (المولات) توفر عادة نقلا داخليا بواقع حافلتي نقل متوسطة من وإلى السوق، بهدف تشجيع قاطني المخيم على التسوق، بحيث يكون مرورها ضمن الطريق الدائري من دون الوصول إلى مساكن المستفيدين. ويبين أن المفوضية ومنظمة العمل الدولية وفرت وسائل نقل بواقع 3 حافلات متوسطة لمن يحمل تصريح عمل خارج المخيم لتسهيل مهمته من حيث التنقل والعودة، منوها أن "البكبات" التي تعمل ضمن تصاريح مسبقة تعمل حتى غروب الشمس، وبعدها يعتمد الشخص على الدراجة الهوائية التي يمتلكها. ويشير الطاهر إلى أنه ما يزال يقطن مخيم الزعتري للاجئين السوريين قرابة 78 ألف لاجئ يتوزعون على 12 قاطعا وضمن 26 ألف وحدة سكنية مؤقتة (كرفان).اضافة اعلان