مدارسنا بحاجة لبطاقة تقرير تقدم الطالب

ايمان عارف العتيبي

ما نشهده من سياسات تعليمية وخطط استراتيجية لدعم المعلم والبيئة التعليمية يجعلنا نشعر بأننا نزرع البذور على مسافات متباعدة عن بعضها، لأن المنظومة التعليمية لا يجب أن تركز على جوانب وتنسى الجوانب الأخرى، كما نشهد الآن التركيز على تدريب المعلم والارتقاء به، وترميم المدارس، وتغيير مناهج وتعديل علامات ومبادرات من هنا وهناك، ولكننا لا ننظر بعمق أو نتطلع لتفاصيل ولو كانت بسيطة لكن مخرجاتها داعمة لهذه الاستراتيجيات.اضافة اعلان
نريد معلمين بكفاءات عالية وحصص صفية ممتعة و…و… ولكن الأهم أننا لا نريد لهذه السياسات أن تبنى على كم من المعلمين المؤهلين دون الباقين، فكم من السنوات سننتظر حتى يعم التأهيل شرائح المعلمين كافة وتتساوى كفاءاتهم ولو نسبيا؟
ما نتمناه ألا نرى منظومة تعليمية تحتاج إلى الكثير من الإضافات والتعديل، فما نزال نرى الشهادة المدرسية والتي تختص بالعلامات وحضور الطلاب هي معيار انتقال الطالب من مرحلة إلى مرحلة، فكيف نقيم قدراته الأخرى غير الأكاديمية ونرصد إبداعاته وتطورها؟ وهل يكفي تحصيل الطالب لعلامة الاجتياز لخلق منظومة تعليمية صحيحة؟
نحن نريد مشاركة الأهل بكل الطرق الممكنة، ومحاولة إلزام أطراف العملية التعليمية معلما وأسرة وإدارات تربوية ومنها كما ذكرت سابقا كتيب حقوق الطلبة ومسؤولياته وما أود طرحه الآن وهو (بطاقة تقدم الطالب). والتي تخص كلا من المعلم والطالب وولي الأمر.
والبطاقة هي تقرير أو مستند يصف أداء الطالب حسب مستوى الفصل إلى جانب الدرجات التي حصل عليها ، فعلاوة على الأداء الأكاديمي للطالب ، يدون المعلم ملاحظاته على بطاقة التقرير مستندا إلى الانضباط والأنشطة اللامنهجية وأي مبادرات إبداعية تصدر عن الطالب، وتنتقل هذه البطاقة مع الطالب للمراحل التالية وتتم المتابعة له من المعلمين الآخرين لرصد تطوره وتعزيزه وتحديد ميوله واتجاهاته، مما يساعد في تحديد مساره الأكاديمي والحياتي مستقبلا على أسس مدروسة وموثقة، فسنستخدمها لتبادل الأفكار لنصل معًا إلى كيفية البحث عن وسائل دعم تعلم الطالب، فبدلاً من تحليل كل درجة نسأل كيف يؤدي الطالب في الفصل الدراسي كشخص. وهل هو قادر على تكوين الصداقات أو طرح الأفكار وحل المشكلات؟
وبطاقة التقرير الفعالة هي وثيقة يمكن فهمها بسهولة من قِبل الفئة المستهدفة فيها؛ الآباء والطلاب . فيجب أن توفر بطاقة التقرير معلومات مباشرة حول ما يعرفه الطالب ويمكن أن توضح أثر أهداف المناهج الدراسية على الطالب وما عليه القيام به بعد ذلك. ويجب أن تتضمن بطاقة التقرير توصيات بالإجراءات التي يتعين على الشركاء اتخاذها في التعلم: الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين والجهات الداعمة.
لنغير نظرة مفهوم التقويم، لنراه على أنه وصف بدلاً من قياس، أداء وليس اختبارا، ملف انجازات بدلاً من درجة، بنائي وتشخيصي بدلاً من مصدر أحكام، أداء تعاوني وتقويم للذات بدلاً من التنافس وتقويم الآخرين . ولندعم مشاركة الطلاب في تقويم أنفسهم لمعرفة مدى تقدمهم نحو الأهداف.
بطاقة تقرير تقدم الطالب هي أفضل وسيلة لتعزيز ثقة الطالب بنفسه وتفهم قدراته بعيدا عن العلامات الرقمية، بجعل إنجازاته الفردية مادة للتقويم دون المقارنة مع الآخرين. وهي اهم وسيلة لمشاركة جميع محاور التعليم والتعلم في تهيئة سبل تطوير أداء ومتابعة الطالب .
نحن بحاجة لوسيلة ناجعة تساعد في وضع الاستراتيجيات المناسبة لمتابعة تطور الطالب وتحديد ميوله واتجاهاته، فكلنا نرجو أن نرى مخرجات التعليم في وطننا على أفضل وجه. فهل سنشهد اهتمام وزارة التربية والتعليم ببطاقة تقرير تقدم الطالب؟