مدارس إناث بعين الباشا.. شكاوى من تجمعات مراهقين على الأبواب

إحدى مدارس الإناث الثانوية في عين الباشا - (الغد)
إحدى مدارس الإناث الثانوية في عين الباشا - (الغد)

محمد سمور

البلقاء - تشهد مدارس إناث عدة في لواء عين الباشا بمحافظة البلقاء، تجمعات لمراهقين وشبان، على نحو دفع العديد من الأهالي هناك، إلى المطالبة بتخصيص دوريات أمنية أمام تلك المدارس، بهدف إنهاء الظاهرة ومنع تزايدها.اضافة اعلان
ووفق ما ذكر الأهالي لـ"الغد"، يقوم هؤلاء المراهقون والشبان، بمعاكسة الطالبات والتحرش بهن لفظيا، دون وجود أي رادع ديني أو اجتماعي أو أخلاقي، مؤكدين أن الحل الأمني قد يكون هو الرادع الحقيقي.
وأكدوا أن الظاهرة، تطال معظم المدارس هناك، إلا أنها أكثر انتشارا بمحيط مدرسة أم كثير الثانوية للإناث، ومدرسة راية بنت الحسين الثانوية للإناث، وكذلك مدرسة عين الباشا الثانوية للإناث.
المواطن محمود الفاعوري، انتقد سلوك تلك الفئة بشدة، قائلا إنه لا يعبّر عن قيم المجتمع وأخلاقه الحميدة، بل يعد من وجهة نظره تجاوزا على كل الأعراف والتقاليد التي نشأ عليها الآباء والأجداد.
ودعا الفاعوري، إلى التعامل بطريقة رادعة ومشددة مع تلك الفئة، إلى جانب توعيتهم بسلبيات مثل تلك السلوكيات وما قد يترتب عليها من آثار سلبية.
وبرغم أن ابنته طفلة في الروضة، إلا أن المواطن طارق الشربجي، الذي وصف مشهد تجمعات الشبان أمام مدارس الإناث، بـ"المؤسف والمثير للاستياء"، ويؤكد أنه عندما يقوم بإيصالها يوميا إلى روضتها عند مجمع المدارس في اللواء، يرى ذلك المشهد المستفز، مشددا في الوقت ذاته على أن الأمر بالنسبة له أخلاقي ويدخل في نطاق المسؤولية المجتمعية، ولا يقبل أن تتعرض أي فتاة للمعاكسة أو التحرش سواء كانت تخصه أم لا.
أما المواطن حامد وهدان، فأكد أنه يقوم بنفسه بإيصال ابنته في الصف العاشر إلى مدرستها ومن ثم إلى البيت، حتى يجنبها أي معاكسة أو تحرش قد تتعرض له، مشيرا إلى أن مسألة انتشار الشبان بمحيط مدارس الإناث بات أمرا مؤرقا للأهالي، ويتطلب حلا سريعا.
إحدى المعلمات في واحدة من تلك المدارس، قالت بعدما طلبت عدم ذكر اسمها، إن مثل هذه الظاهرة تعد بالفعل خطرة، كونها تعرض الطالبات في سن المراهقة إلى الوقوع بفخ العلاقات غير السليمة، وذلك قد يؤدي بنهاية المطاف إلى حدوث "مصائب" على حد تعبيرها.
ولفتت إلى أن الطالبات بسن المراهقة، يكن أكثر عرضة للإيقاع بهن، ما يستدعي ضرورة تفعيل دور الأهل في المتابعة والرقابة، إلى جانب دور المدرسة الذي لا يقل أهمية.
من جانبها، حمّلت المختصة في علم الاجتماع، يارا محمد غنيمات، الأهل مسؤولية عدم متابعة سلوك أبنائهم، وتركهم يمارسون سلوكيات سلبية دون أدنى رقابة، مشددة على أهمية التوجيه الصحيح من الوالدين للأبناء سواء ذكور أم إناث.
وأشارت غنيمات إلى أن تجمع المراهقين والشباب أمام مدارس الإناث، يستدعي تكثيف جهود التوعية والإرشاد، لتوضيح سلبيات مثل هذا السلوك الذي لا يمثل القيم والأخلاق الحميدة، وذلك بالتزامن مع ضرورة وجود مساءلة أمنية، من شأنها أن تحقق ردعا لتلك الفئات ومنعها من تكرار الخطأ.
ودعت الفتيات إلى الانتباه وعدم الانجرار والاستجابة لمعاكسات الشباب أو تحرشهم، ليتجنين الوقوع في مشكلات قد تكون مآلاتها خطرة.
كما دعت غنيمات أبناء المجتمع المحلي، إلى القيام بدورهم التوعوي والاجتماعي، خصوصا أنهم يكونون على علم بأسماء وعائلات من يتجمعون عند المدارس، وبالتالي يمكن إبلاغ ذويهم، والعمل على إيجاد حل دون الحاجة للجوء إلى الحل الأمني.
مصدر أمني، أكد لـ"الغد"، أن لا تهاون مع أي ملاحظة أو شكوى تصل بهذا الخصوص، مشددا على أنه يتم التعامل معها على الفور، لضبط المخالفين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
ودعا المصدر، أولياء الأمور وإدارات المدارس وحتى الطالبات إلى عدم التردد بإبلاغ الأجهزة الأمنية، عند ملاحظة أي تجمع أو حدوث معاكسات أو تحرش.