مداهمة أمنية واسعة لخلية يشتبه بانتمائها لتنظيمات إرهابية

صورة متداولة من موقع المداهمات في مدينة اربد يوم امس - (من المصدر)
صورة متداولة من موقع المداهمات في مدينة اربد يوم امس - (من المصدر)

موفق كمال ومنتصر غرايبة

عمان - إربد - أدت مواجهات مسلحة بين قوات من الأجهزة الامنية وعناصر يشتبه بانتمائها الى تنظيمات ارهابية إلى استشهاد أحد أفراد القوة الأمنية، وهو برتبة نقيب أثناء العملية الأمنية التي نفذت في مدينة اربد مساء أمس، فيما اصيب 5 افراد من القوة تم إسعافهم وهم قيد العلاج، وفق مصادر متطابقة.
وأكد مصدر أمني استشهاد النقيب راشد حسين الزيود واصابة 5 افراد من الامن ومواطنين اثنين كانا على مقربة من المكان، حيث اصيب احدهما بيده والآخر بقدمه وحالتهما العامة متوسطة، موضحا القبض على احد الخارجين عن القانون إضافة الى مقتل اربعة منهم.
وكانت قوات أمنية متخصصة نفذت مساء امس الثلاثاء عددا من المداهمات لمواقع تواجد اشخاص خارجين عن القانون في مدينة اربد استمرت حتى ساعات الصباح.
وقال المصدر في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الاردنية "بترا"، إن "اشتباكا بالأسلحة النارية وقع في احد المواقع بين القوة الامنية وأؤلئك الاشخاص الخارجين عن القانون، مشيرا الى وقوع اصابات ووفيات في جانب أؤلئك الاشخاص، لم يتحدد عددها، بعد محاصرتهم في احد المنازل الذي تحصنوا بداخله.
واضاف المصدر الأمني، ان "المواجهة مع الخارجين عن القانون تم التعامل فيها بكل حرفية وحزم لحين القبض عليهم وبأعلى مستويات التنسيق ووفق خطة محكمة، اعدت بناء على معلومات استخبارية تم جمعها عن أؤلئك الاشخاص".
وعبر المصدر عن الاعتزاز بالوقفة الوطنية لكافة المواطنين خلف الأجهزة الامنية في تصديها للخارجين عن القانون.
ونوه إلى أن بعض وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي التي تنشر ما يؤثر سلبا على العملية الأمنية بما في ذلك عرض بعض الأسماء، ستتخذ بحقها أشد الإجراءات القانونية.
وبحسب مصادر أمنية أخرى فقد تركزت حملة الاعتقالات في الحيين الشمالي والشرقي وشارع الثلاثين وشارع حكما ومنطقة حنينا لأشخاص يعتقد بأنهم من مؤيدي التنظيمات الإرهابية.
وقالت ذات المصادر إن رجال الامن الذين نفذوا حملة الاعتقالات، فرضوا اطواقا امنية على بعض مداخل الشوارع، لافتة الى ان العملية تطلبت اغلاق المنطقة كليا، حرصا على عدم وقوع اصابات بين السكان.
واضافت ان الاجهزة الأمنية استخدمت قنابل دخانية واسلحة اوتوماتيكية في عمليات المداهمة.
وبينت مصادر مطلعة لـ "الغد"، ان عمليات المداهمات ورصد الخلية الإرهابية والقاء القبض على المشتبه بهم بدأت منذ أسبوعين، فيما كان يوم أمس ساعة الصفر لإتمام العملية، التي تم من خلالها القبض على حوالي 20 شخصا، 10 منهم على الأقل ألقي القبض عليهم أمس.
ورجحت ذات المصادر، بأن أعضاء الخلية الإرهابية من الأردنيين، كما أكد سكان المنطقة لـ"الغد، بأن منطقتهم تخلو من غير الأردنيين.
وحسب شهود عيان تواجدوا في المكان وقت المداهمة، فإن قوات مختلفة من الأجهزة الأمنية وصفوها "بالكبيرة"، بدأت العملية بمداهمة عدد من المنازل تقع في الحيين الشمالي والشرقي وشارع الثلاثين ومنطقة حنينا، ليتبعها تبادل كثيف لاطلاق الأعيرة النارية بين القوات وأولئك الخارجين عن القانون.
واكد ذات الشهود، أن المنطقة شهدت انقطاعا للتيار الكهربائي بالتزامن مع عملية المداهمة، حيث طال الانقطاع شوارع بعيدة عن المنطقة ابرزها شارع الهاشمي وشارع السينما والشوارع الفرعية.
وشهدت شوارع المدينة حالة قلق بين السكان نتيجة كثافة اطلاق الأعيرة النارية، فيما سارع غالبية اصحاب المحال التجارية القريبة من المنطقة الى اغلاق محالهم، حرصا على عدم تعرضهم لأي أذى.
 وقال الشهود، إن الأجهزة الأمنية كانت قد طوقت عددا من الشوارع المؤدية الى منازل المطلوبين ومنعت المركبات من الدخول إليها.
وبينوا ان الأجهزة الأمنية طلبت من أصحاب المحال التجارية القريبة من المنطقة اغلاق محالهم، فيما شهدت بعض الشوارع تجمهر العشرات من المواطنين.
وقال الشهود انهم شاهدوا حركة كثيفة لمركبات الاسعاف التي كانت تتجه من مكان الحادثة الى مستشفيات مختلفة.
ورجحت مصادر في "التيار السلفي الجهادي" ان تكون حملة الاعتقالات حملة امنية بسبب الظروف الراهنة في المنطقة المحيطة بالمملكة.
من جهتها لم تحدد مصادر رسمية في تصريحات لـ" الغد" التهم للموقوفين، لكنها حصرتها بالانضمام لتنظيمات إرهابية أو التعاطف معها او تجارة المخدرات والتعاطف مع الإرهاب في آن، بيد انها أوضحت ان التهم ستتضح عقب التحقيق الرسمي معهم. واستمرت العملية حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس حتى يتسنى القبض على جميع المشتبه بهم.
وينقسم "التيار السلفي الجهادي" في المملكة الى قسمين أحدهما مؤيد لجبهة النصرة والاخر لعصابة "داعش" الارهابي، الذين يتواجد معظمهم في مناطق شمال وجنوب المملكة.
وقال مراقبون للحركة السلفية بالاردن ان الإرهابيين بمختلف انتماءاتهم التنظيمية يشكلون خطرا على الاردن، مرجحين ان يكون وراء هذه الاعتقالات معلومات مؤكدة لدى الأجهزة الأمنية عن وجود تنظيم ارهابي او خلية نائمة تخطط لتنفيذ عمليات ارهابية على الساحة الأردنية. -  (بترا)

اضافة اعلان

[email protected]