مدربون وإداريون يعيشون أوضاعا مالية صعبة بسبب الإغلاق

خالد الخطاطبة

عمان- كشف مسؤولو أكاديميات كرة القدم وملاعب الخماسي المنتشرة في مختلف محافظات المملكة، عن الاضرار المادية الكبيرة التي لحقت بهم، نتيجة توقف العمل فيها في الفترة الأخيرة، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.اضافة اعلان
وأشار مسؤولون في تصريح لـ"الغد" إلى حجم الضرر المادي الذي لحق بهم وبالمدربين والإداريين العاملين في الأكاديميات، نتيجة غياب التدريبات التي أوقفت المردود المادي، وبالتالي التأثير سلبا على الكثير من العائلات والأسر التي كانت تعتمد في دخلها على هذا القطاع.
كما كشف البعض عن تضررهم ماديا بشكل كبير، نتيجة عدم قدرتهم على سداد المبالغ المالية التي اقترضوها من البنوك، لبناء هذه الأكاديميات، التي تلعب دورا مهما في مساندة الأندية والمنتخبات، من خلال اكتشاف المواهب الواعدة، إلى جانب دورها في توجيه طاقات الشباب للنشاط الرياضي، وبالتالي تجنيبهم خطر الانحراف وتفريغ طاقاتهم في أمور سلبية.
وطالب خبير كرة القدم يوسف خاطر الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد العربي للأكاديميات، بضرورة النظر في إمكانية استئناف عمل الأكاديميات في أقرب وقت، بحيث يتمكن هذا القطاع من العودة إلى العمل بعد عطلة عيد الفطر، وضمن شروط السلامة العامة، للمشاركة في الجهد الوطني للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ولفت خاطر إلى أن الأكاديميات المنتشرة في جميع انحاء الأردن، استقطبت مدربين على سوية عالية، ولهم تاريخ كبير في خدمة الكرة الأردنية كلاعبين سابقين أو مدربين، لتأتي جائحة كورونا وتلحق بهم الضرر، نتيجة توقف مداخيلهم المادية، بسبب توقف العمل في هذا القطاع.
كما لفت خاطر إلى أكاديميات تم إنشاؤها بعد الحصول على قروض من البنوك، لتصطدم هذه الأكاديميات في الوقت الحالي بعدم القدرة على السداد، ما يهدد مستقبل أصحابها الذين باتوا مطالبين بسداد تلك القروض، رغم غياب الدخل نتيجة غياب التدريبات.
وأضاف: الأكاديميات تخدم قطاعا كبيرا من الأطفال، وتساهم في تقويمهم وتوجه طاقاتهم نحو ممارسة الرياضة، وبالتالي إبعادهم عن مخاطر المخدرات والعنف وغيرها من الأشياء السلبية التي تؤثر مستقبلا على المجتمع بشكل عام.
أما النجم السابق في حراسة مرمى المنتخب الوطني ونادي الحسين إربد لكرة القدم والمدرب الحالي خلدون إرشيدات، الذي يشرف على إحدى الأكاديميات في إربد، فقد تمنى على الجهات المعنية، ضرورة إعارة قطاع الأكاديميات أهمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالعودة التدريجية إلى الانشطة، نظرا لأهمية هذه الخطوة على الكثير من الأسر والعائلات التي تضررت كثيرا نتيجة ايقاف العمل في هذا القطاع بسبب جائحة كورونا.
وقال إرشيدات: هذه الأكاديميات مثقلة بالديون، ولا يمكنها الايفاء بهذه الالتزامات، إلا من خلال العمل واستئناف النشاطات، وهو أمر يمكن فعله ضمن شروط السلامة العامة.
وأضاف: ملاعب الخماسي والأكاديميات تتوزع في جميع أنحاء المملكة، وهي تساهم في تشغيل عدد كبير من المدربين ونجوم الرياضة الأردنية، وبالتالي إعالة الكثير من العائلات التي بدأت تعاني نتيجة توقف أرباب الأسر عن العمل في هذا القطاع، ما خلق الكثير من المشاكل والصعوبات المالية.
كما لفت إرشيدات ايضا إلى مشكلة كبيرة أيضا، تتمثل في عدم قدرة القائمين على هذه الأكاديميات في الايفاء بالتزاماتها تجاه البنوك، لا سيما وأن الغالبية العظمى من هذه الأكاديميات، لجأت إلى البنوك لإنجاز مشاريعها، مؤكدا أن الكثير من العاملين في هذا القطاع باتوا في مهب الريح، إذا لم تبادر الحكومة في الأيام القليلة المقبلة، للسماح لهذا القطاع بالعمل.
وأوضح ارشيدات أن الأكاديميات ستكون جاهزة للعمل بعد عطلة عيد الفطر، إذا ما اجازت الحكومة ذلك، لافتا إلى أن مسؤولي الأكاديميات يملكون خططا وقائية ناجعة، لضمان سلامة روادها.
بدوره أكد المدرب الوطني محمد العبابنة الذي يشرف على إحدى الأكاديميات، أن الوقت قد حان للنظر في السماح لقطاع الأكاديميات بالعمل ضمن شروط السلامة، لافتا إلى أهمية هذا القطاع ودوره في اكتشاف المواهب، إلى جانب استقطابه لعدد كبير من العاملين.
وأشار العبابنة إلى أن توقف العمل في قطاع الأكاديميات، ألحق الضرر بعائلات كثيرة كانت تعتمد في دخلها على ما تجنيه من هذا القطاع، الذي ساهم في تشغيل عدد كبير من المدربين الذي لهما بصمات واضحة على الرياضة الأردنية، متمنيا أن تشهد فترة ما بعد عيد الفطر عودة العمل في هذا القطاع، وبشروط صحية مشددة حفاظا على الجميع.
وكان نجم كروي سابق يعمل في إحدى الأكاديميات رفض الكشف عن هويته، أشار إلى تحوله الآن للبحث عن أي عمل آخر، يمكنه من توفير حاجات أسرته، بعد أن انقطع دخله المادي بسبب توقف العمل في الأكاديمية التي يعمل بها.