مدن العالم الضائعة تاريخيا عجائب قديمة تستحق الزيارة

مشهد من مدينة البتراء الوردية -(أرشيفية)
مشهد من مدينة البتراء الوردية -(أرشيفية)

إسراء الردايدة

عمان- تتناثر الحضارات الكبيرة حول العالم في مناطق مميزة ذات مناظر خلابة قابعة مكانها شاهدة على عبقرية الإنسان، الذي قطنها قبل آلاف الأعوام، وصامدة لتروي حكايتها لزوار يتحفون بجمالها.اضافة اعلان
من قمم الأنديز المرتفعة مثلا تقبع المدينة المفقودة الأنكا بالقرب من وادي الخصب، وهي التي صوت لها لتصبح في العام 2007 من عجائب الدنيا السبع، وشيدت في القرن الخامس عشر، وصولا للبتراء الأردنية تلك المدينة الوردية الشامخة بين أحضان جنوب الأردن.
وهناك، وبحسب موقع فوربس، قائمة بأجمل أقدم المدن الأثرية في العالم التي شهدت حضارات قوية، ويجب زيارتها للتأمل في روعتها، بالرغم من صعوبة الظروف التي يمر بها العالم اليوم، ولكنها تبقى متنفسا للذات وهي:
-المدينة الوردية البتراء بالأردن: وهي تجسد حضارة العرب الأنباط الذين سكنوها منذ القرن السادس قبل الميلاد، ونحتوها بالصخر وجعلوا منها موقعاً استراتيجياً مهماً، شكل حلقة وصل ونقطة تلاق بين شبه الجزيرة العربية جنوباً وبلاد الشام شمالاً إلى قلب أوروبا، وحتى الصين على طريق تجارة الحرير والتوابل.
الدخول إلى قلب هذه المدينة يكون بالمسير عبر "السيق"، وهو شق صخري هائل يصل ارتفاع جانبه أكثر من 80 متراً من الصخور الملونة والمتنوعة الأشكال، وأرضية من الحصى، ويمتد نحو كيلومتر.
واشتهرت هذه المدينة بلونها الوردي الأخاذ وهي منحوتة في منحدرات صعبة بين أحضان الصحراء، ودقة تفاصيلها، لتكون قديما خط تجارة رئيسيا، وظهرت بقوة في العام 1980 خلال فيلم "إنديانا جونز".
وفي نهاية السيق ينكشف أمام الناظر مشهد يثير الدهشة لجماله وسحره وروعة تكوينه، حيث تقع  الخزنة المشهورة، وهي لوحة فنية مدهشة ارتفاعها 43 متراً وعرضها 30 متراً، منحوتة في الصخر الوردي، الذي حين تشرق عليه الشمس يعكس ألواناً ساحرة لهذه اللوحة الفريدة التي تعلوها الخزنة الشهيرة، ويمتد تاريخ إنجازها إلى القرن الأول للميلاد، حيث صممت لتكون قبراً لواحد من أهم ملوك الأنباط.
-تشيتشن اتزا بالمكسيك، وهي تجسد حضارة المايا، وسكنوها بين القرن 600-1000 ميلاديا، موقعها واحد من أكبر ملاعب كرة اميركا الوسطى، وهذه المدينة الملكية تضم تحتها ممرات ضخمة ومجاري اسقطت فيها جثث التضحيات البشرية، التي قدمتها حضارة المايا وتعتبره جزءا مهما من طقوسها.
- مدينة ديرنكويا تحت الأرض بتركيا: ولم يتأكد حتى اليوم من قطنها، ولكن يظن بأنهم بهريغيانس، وسكنوها منذ حوالي القرن الثامن وحتى العاشر ميلاديا.
وهذه المدينة تحت الأرضي، وتضم أكثر من 10 طوابق، وكأنها شبكة فيها غرف تتسع لـ50000 شخص، بالإضافة إلى أنها كانت مكانا لتربية الماشية، ويقال إنها كانت مخبأ للمسيحيين الهاربين من الاضطهاد الروماني سابقا.
- ماتشو بيتشو في بيرو: وتجسد حضارة الأنكا من البيرو، وهي القلعة الضائعة، وتعني كلمة ماتشو بيتشو باللغة الإنكية "قمة الجبل القديمة"، وبنيت هذه المدينة من قبل شعب الانكا في القرن الخامس عشر، تقع هذه المدينة في كوزكو في البيرو بين جبلين من سلسلة جبال الأنديز وعلى ارتفاع 2340 مترا فوق سطح البحر, وعلى كلا جانبيها هاوية سحيقة يبلغ ارتفاعها حوالي 600 متر، وأسفلها نهر أولو بانبا المتدفق ليلا ونهارا. وهي قرب نهر أوروبامبا وهي على بعد 120 كم شمال كوزكو. وقامت منظمة اليونسكو بتصنيف هذه المدينة ضمن قائمة التراث العالمي العام 1983. وهي إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة. 
- أنكور كمبوديا في كمبوديا: وهي تمثل امبراطورية الحمر، وسكنت في القرن التاسع ميلاديا حتى الخامس عشر، وتضم أكثر من ألف معبد، يما فيها معبد انجكور وات، وسكنها الحمر منذ فترة طويلة، ووقعوا يأيدي الغزاة الذين يطلق عليهم اليوم التايلنديون، بعد معارك طويلة.
 - قرطاج بتونس: وتمثل حضارة الفينيقيين الذين سكنوها بين 650-146 قبل الميلاد.
حيث كانت قرطاج موطن العدو اللدود للإمبراطورية الرومانية هانيبال، وحرقت الأرض، وملحت خلال الحرب البونيقية النهائي.
- بومباي بإيطاليا: وتجسد حضارة الإمبراطورية الرومانية، وقطنها الرومان منذ القرن السادس قبل الميلاد وحتى 79 بعد الميلاد.
وكانت بومباي مركزا ثقافيا ومكانا لقضاء العطلات بالنسبة للمجتمع الروماني العالي المستوى والراقي، حتى دمرت في 79 ميلادي من قبل ثوران بركان فيزوف. وبقي وراءه موميات مغطاة بالرماد بشكلها الطبيعي.
- ممفيس بمصر: وتجسد حضارة قدماء المصريين، الذين سكنوها منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي.
وازدهرت ممفيس التي تقع عند مصب دلتا النيل لقرون كمركز للتجارة والدين والملوكية، وساهمت الغزوات الخارجية، بما فيها حملة الاسكندر الأكبر في زوالها.
- التيوتهاكان بالمكسيك: وتمثل ربما حضارة شعب التوتوناك، وسكنت منذ القرن 100 قبل الميلاد وحتى 250 بعد الميلاد.
وهي مدينة غامضة مأسستها ما تزال غامضة بالنسبة لعلماء الآثار، ولكنها موطن لأكبر الأهرامات في اميركا ما قبل كولومبوس، مستوحاة من امبراطوريات عدة كبيرة منها الزابوتيك والمايا.
- مسجد ميدنة باغرهات ببنغلادش: وهي تجسد حضارة علي خان جهان، وسكنت في القرن 15 ميلاديا.
وعرفت المدينة سابقا باسم "خليفة باد"، وأسست من قبل الجنرال التركي، وتضم أكثر من 50 أثرا إسلاميا، وستين مسجدا، ومعالم أخرى غاية في الروعة، تمثل براعة الحضارة الإسلامية وهندستها المعمارية.