مذبحة ترامب، فلنخجل

هآرتس

ب. ميخائيل  16/5/2018

ليخجل من لا يخجل مما يجدر تسميته "مذبحة ترامب".
ليخجل من لا يخجل من اطلاق النار على متظاهرين غير مسلحين، في الوقت الذي فيه رؤساء وسادة وحاخامات إسرائيل يحتفلون باحتفال فارغ لا طعم له.اضافة اعلان
ليخجل من لا يخجل من المسرحية الهزلية الشيطانية والبائسة والفاسدة، لمئات المحتفلين المنتفخين والمملوئين بهواء كليشيهات مزيفة، في حين أن آلاف المتظاهرين غير المسلحين المحبوسين في غيتو غزة "يُقتلون" أو يصابون ببنادق القناصة الشجعان، وعدد منهم يبتهج عند اصطياد أي شخص.
ليخجل من لا يخجل من اللامبالاة الظاهرة والباردة والظالمة التي يتلقى بها مواطنو إسرائيل "مذبحة ترامب".
ليخجل من لا يخجل من الصداقة المرفوضة والبائسة والمستخذية، بين الشخصين النرجسيين منفلتي العقال. الاول هو عنصري وموسوس ومزاجي، وديماغوجي وفظ وكاذب. والثاني هو شوفيني ومتملق ومتهكم ومحرض واقصائي وديماغوجي وكاذب لا يقل في قدرته على الكذب عن صديقه.
ليخجل من لا يخجل من أن يواصل تصديق الأكاذيب والذرائع التي يقولها المتحدثون بلسان الجيش على اشكالها، سواء في الخدمة العسكرية أو في الاعلام، الذين يعملون منذ ايام واسابيع على ايجاد ذرائع وتفسيرات ذكية للمذبحة المعروفة مسبقا.
ليخجل من لا يخجل من أن يبتلع بخضوع القطيع الاساطير الرسمية وكأن الشعب الجائع في غزة يشكل تهديدا، مهما كان ضئيلا، على دولة إسرائيل وعلى كل الشعب اليهودي، أو على الجيوش التي تحيط بسجنه، ويطلق النار عليهم كما يطلق على الاسماك المحبوسة في برميل.
ليخجل من لا يخجل من رؤية سلاح الجو، وهو يقصف جوا سجنا فيه مليوني انسان.
ليخجل من لا يخجل من سماع الدعابة الساخرة التي اظهرها من يجلس في السماء، عندما أرسل الفلسطينيون من غزة لقتال جولييت إسرائيل، وفي يدهم فقط اجزاء من الحجارة، وذيول مشتعلة لثعالب طائرة. وكأنه خطر بباله فجأة العودة إلى التوراة ولكن بشكل معكوس.
ليخجل من لا يخجل من الجدار المثير للاشمئزاز الذي حظي فجأة بقدسية جبل سيناء، الذي كل من يقترب منه سيموت. هيكل اسلاك شائكة الذي حوله قطاع موت، اسوأ من قطاع الموت لـ "شتازي" (المخابرات في المانيا الشرقية) على طول سور برلين.
ليخجل من لا يخجل من الكذب المبالغ فيه والمستمر لدولته. وكأنها تريد السلام وليس الارض. وكأن جيشها هو الجيش الأكثر اخلاقية في العالم. وأنها ليست مستبدة ومحتلة، من أكثر الدول المستبدة في العالم، وكأنها لا تسعى إلى تنفيذ تطهير عرقي في المناطق المحتلة.
وكأنه حقا لا يوجد من نتحدث معه. وكأن مستوطنيها ليسوا متوحشين ومنفلتي العقال. وكأنها ديمقراطية. وكأنها ليس لديها سلاح نووي. وكأنها حقا تخشى من ايران ولا تستخدمها كفزاعة للحفاظ على كرسي بيبي. وكأن الذنب يقع في كل هذه الأمور على اليساريين وعلى الصندوق الجديد وعلى من يركبون الدراجات. باختصار، ليخجل من لا يخجل اليوم من دولته.
ولنا نحن الذين نخجل لم يبق إلا أن نسأل مثل نتان الترمان وتمار أخت أمنون، حسب "المكراه" (كتاب ديني- تحرير الترجمة): أين نخفي عارنا؟.