مذكرة السيادة

إسرائيل هيوم

أرئيل كهانا

اضافة اعلان

18/8/2020

الادارة الاميركية تدرس امكانية النص خطيا على الالتزام برؤية السلام للرئيس الاميركي دونالد ترامب. هذا ما علمته "اسرائيل اليوم". وقد عرضت الفكرة على كبار المسؤولين في البيت الابيض وهي توجد حاليا في المراحل الاولية للمباحثات. يستهدف الاقتراح تحويل التوافق المتبادل بين اسرائيل والولايات المتحدة على مخطط ترامب الى حجر طريق ملزم في المستقبل.
في هذه المرحلة الاولية ليس واضحا بعد باي طريقة سينص بها على التوافق المتبادل بين اسرائيل والولايات المتحدة على رؤية ترامب. احدى الامكانات هي التوقيع على "مذكرة تفاهم (MOU) تقرر أن السبيل الوحيد لحل المواجهة بين الفلسطينيين وإسرائيل سيكون حسب رؤية ترامب. الامكانية الأخرى هي وثيقة ملزمة، مثل "رسالة بوش" التي يفهم منها بان الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية لن يتم إخلاؤها.
في الإدارة يرون أهمية عليا في لقاء رؤية ترامب نشطة وقابلة للتنفيذ حتى في حالة تبادل الحكم في الولايات المتحدة في الشتاء. وفي المحادثات على صيغة الإعلان المشترك لإسرائيل ودولة الامارات، والتي وضعت في البيت الأبيض بذلت جهود عظيمة لاقناع الطرفين بتبني خطيا خطة ترامب كملزمة.
"الخطة الأفضل أبدا"
في إسرائيل أيضا، يوجد اهتمام كبير لتثبيت الخطة بحيث تكون ملزمة في المستقبل. ويصف الكثيرون خطة ترامب بانها افضل ما عرضته أي إدارة أميركية منذ الازل. وعليه، فان رئيس الوزراء نتنياهو، ورئيسي ازرق ابيض بيني غانتس وغابي اشكنازي وكذا رئيس المعارضة يئير لبيد اعربوا عن تأييدهم لها.
حتى الان كان الالتزام المتبادل للولايات المتحدة وإسرائيل لرؤيا ترامب لفظيا فقط ولم يوضع خطيا. وبسبب المصلحة المتبادلة لجعل الوثيقة ملزمة في المستقبل أيضا، وعلى خلفية إمكانية الا ينتخب ترامب لولاية أخرى طرح الاقتراح بالالتزام المتبادل خطيا.
اتخذت الولايات المتحدة في الماضي عدة مرات خطوات من هذا القبيل. هكذا مثلا كتب الرئيس الأميركي فورد لرئيس الوزراء رابين في 1975 ان الولايات المتحدة ستعطي وزنا كبيرا لبقاء إسرائيل في هضبة الجولان. وكتب الرئيس بوش الابن لرئيس الوزراء شارون ان الولايات المتحدة تعترف بالتغييرات الديمغرافية في الضفة الغربية. وكان معنى الامر ان تبقى الكتل الاستيطانية في مكانها. ورغم أهمية وثائق من هذا القبيل لا يمكنها أن تلزم الإدارات التالية. والى ذلك، في القدس (المحتلة) وفي واشنطن على حد سواء يقولون انه فضلا عن الإعلان المشترك لزعماء الولايات المتحدة، إسرائيل والامارات، لا توجد وثائق ملزمة أخرى. وقال مستشار رئيس الوزراء المقرب اهرون كلاين لـ "إسرائيل اليوم" انه "لا توجد التزامات أخرى ولا توجد وثائق أخرى. لا بالنسبة للسيادة ولا بالنسبة لاي موضوع آخر".
عهد جديد
وفي مقابلة حصرية لـ "إسرائيل اليوم" رد المستشار الأميركي الادعاء بانه كانت "صفقة" الغاء السيادة مقابل السلام. "لقد طلبت الإدارة مرتين على مدى الفترة من إسرائيل تعليق السيادة. المرة الأولى كانت فورا بعد الاحتفال في كانون الثاني (يناير)، والمرة الثانية مؤخرا. وبمراعاة هذه الدينامية، قرر رئيس الوزراء الاستجابة للطلب، وهذا ما أدى الى الاتفاق. ولكنه لم تكن صفقة تنازل عن السيادة مقابل اتفاق سلام. هذان امران منفصلان".
كلاين (40 سنة) يعمل مع نتنياهو منذ اقل من سنة ويحظى بمكانة "مستشار الخفاء"، إذ أنه يكاد لا يكون على اتصال مع آخرين. وحسب التقارير فانه على علاقة وثيقة جدا مع نتنياهو. وفي حديث مع "إسرائيل اليوم" يشدد كلاين على ان الاتفاق مع اتحاد الامارات "يدخل إسرائيل في عهد جديد. لقد اثبت نتنياهو بان اليسار اخطأ. وبينما أيد سياسيون إسرائيليون آخرون الاتفاق مع ايران، كان نتنياهو أحيانا الوحيد في العالم الوقوف ضد هذا الاتفاق وضد ايران. هذا احد الأمور التي أجدت في تقريب الاتفاق".
وعلى حد قوله، "اعتقد الكثيرون بان السبيل الوحيد للوصول الى اتفاق بين إسرائيل والدول العربية هو بعد أن يكون اتفاق مع الفلسطينيين. منذ 2002 يقول الكثيرون ان المبادرة العربية وحدها والتي تضمنت انسحابا الى حدود 67 ولاقت اهتماما شديدا، هي الصيغة الوحيدة للسلام. وبخلاف ذلك، ادعى نتنياهو بانه يمكن الوصول الى التطبيع مع دول عربية، وهي التي ستدفع الفلسطينيين لان يهجروا تطلعهم لابادة إسرائيل. وهذا ما حصل.الان إسرائيل واتحاد الامارات تصنعان السلام، وهذا تغيير جذري في طريقة التفكير. سيحتاج الناس بضعة أيام واسابيع، وربما اشهر الى أن يفهموا التغيير في شكل التفكير في الشرق الأوسط. وهذه عقيدة نتنياهو.
قلت انه لم تكن صفقة، ولكن السؤال هو هل ستكون على الاطلاق سيادة ام أن هذه مجرد أقاويل؟
"السيادة في هذه اللحظة تشطب عن الطاولة، إذ كان طلب من الإدارة الاميركية لتأجيل مؤقت. لكل من يهاجم نتنياهو الان على أن السيادة لا تنفذ، أقول انه من عدم المسؤولية من جانب نتنياهو السير في الخطوة دون اسناد اميركي. اذكرك بان نتنياهو كان هو على الاطلاق من وضع فكرة السيادة على الطاولة. في هذا الجانب أيضا غير طريقة التفكير، اذ كانوا من قبل يتحدثون عن الانسحابات، اما الان فيتحدثون عن السيادة في الاستيطان".
هل ستكون سيادة إذا فاز ترامب؟
"يجب أن نرى هذا في نظرة واسعة. نحن ننتظر منذ 67 والكل يفهم بان التأجيل مؤقت. رئيس الوزراء سيواصل العمل على ذلك والرئيس ترامب اثبت بانه الصديق الأفضل الذي كان لإسرائيل في البيت الابيض. وبالتالي فان إسرائيل ستعمل مع الولايات المتحدة وهذا سيطرح في الوقت المناسب".