مراقبون يحذرون من تسرب "داعش" للأردن بعد مسيرة سلفيي معان

محمود الطراونة

عمان - قبل مرور أسبوع على إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عن إنشاء فرع له في الأردن، يتولى المهمات اللوجستية، نظم سلفيون جهاديون في معان، تظاهرة داعمة لـ"داعش"، ما أثار حفيظة محللين ومراقبين، أعربوا عن خشيتهم من تسرب "داعش" للأردن.
بيد أن آخرين اعتبروا أن "المناصرة لا تعدو ركوبا للموجة، ودعوة للانتباه الى مطالب أهل المدينة"، مقللين من أهمية الحدث الذي استنكره أيضا القيادي البارز السلفي الجهادي محمد الشلبي المعروف بـ"أبو سياف".
ويشير متابعون الى "انقسام" التيار السلفي الجهادي في معان بين جبهة النصرة و"داعش"، بيد "أن إنجازات الأخير في العراق أعطت دفعة كبيرة لأنصار هذا التنظيم في معان".
ويرى النائب الثاني لرئيس مجلس النواب مازن الجوازنة الذي استهجن خروج تظاهرة مناصرة لـ"داعش"، أن ذلك "ليس حقيقيا على أرض الواقع، وإنما يأتي في سياق لي ذراع الدولة لتحقيق مطالب المدينة".
وأضاف "على الرغم من أني مؤيد لدعم المدينة وتلبية مطالب أهلها، لكن ذلك لا يتم من خلال التأثير على الشباب للخروج على السياق الأمني ومناصرة (داعش)".
من جانبه، قلل المحلل الاستراتيجي العسكري اللواء المتقاعد ظاهر الطراونة من أهمية الحدث، معتبرا أنه لا جذور لـ"داعش" يمكن التخوف منها، وأن تنظيم الفعالية "لا يتجاوز ردة فعل على الأوضاع الأمنية والاجتماعية في المنطقة لإسماع صوتهم للدولة".
وأشار الى أنه "ليس هناك جذور لـ"داعش" في معان، وهناك عدد من السلفيين يتجهون بفكرهم الى جبهة النصرة في سورية".
واعتبر أن مناصري "داعش" من أهالي المدينة "ليسوا بالعدد الكبير، إذ إن التوجه الى هذه الحالة يأتي من باب "التهويش" لإيصال رسائل لأهداف شخصية".
وكانت مجموعات من التيار السلفي الجهادي في معان نفذت عقب صلاة يوم الجمعة الماضي، تظاهرة تأييد ونصرة لـ"داعش"، شارك فيها العشرات، وذلك بمناسبة ما أسمته "الفتوحات العمرية" في العراق والشام، رافعين رايات "داعش" وشعاراتها وسط هتافات تطالب بإزالة حدود "سايكس بيكو".
قيادات سلفية في معان أبدت عدم رضاها عن تلك التظاهرة، وينطلق ذلك من أن التيار السلفي الجهادي في معان منقسم الى ثلاثة تيارات واضحة الملامح، الأول يتبعه أنصار جبهة النصرة في سورية، والثاني أنصار "داعش"، فيما الثالث وسطي معتدل، على الحياد تجاه ما يجري في العراق وسورية.
"أبو سياف" قال إن "تلك التظاهرة ومنظميها لا يمثلون توجهات التيار في معان"، مؤكدا "أن شباب المساجد في معان أصدروا بيانا ليلة الجمعة، يتبرأون فيه من تلك التظاهرة التي ستضر بالوطن وبالمدينة".
ولفت الى "أن غالبية المشاركين في التظاهرة من صغار السن، وأن التظاهرة انطلقت لغايات سياسية لا تتسع لها مدينة صغيرة مثل معان".
وينصبغ جزء كبير وواضح الملامح من سلفيي معان بمناصرة "جبهة النصرة" فيما يبدو عدد مناصري "داعش" قليلا.
وتتوزع السلفية الجهادية في الأردن في مناصراتها الى جزأين: مع النصرة، وآخر مع داعش، إذ يغلب على أبناء معان ممن يقاتلون في سورية، انتماؤهم لـ"النصرة"، غير أن انتصارات "داعش" الميدانية في العراق تحديدا، أنعشت الفريق المحسوب على "داعش" في الأردن، ومنحته قوة كبيرة رغم قلة عددهم.
وهذا بمجمله سيؤدي، وفقا لمحللين، الى إرباك مجمل السلفية الجهادية إذا حاولت "داعش" مد نشاطاتها باتجاه الأردن، موضحين أن عدم تبني قيادات سلفية معانية لتظاهرة مدينتهم، يأتي في سياق الصراع والمواجهة بين القسمين، لأن قسم مناصري "النصرة" في الأردن، لا يريد أن يقوى فريق "داعش".
وفي كل الحالات، يتوقع حدوث انقسام أكبر داخل السلفية الجهادية على أساس أن تصبح جماعتين في المرحلة المقبلة، على ما أضاف المحللون.
أحد أهالي المدينة قال لـ"الغد" إن "السبب في خروج مناصرة لتنظيم "داعش" يأتي انعكاسا لعدم استجابة الدولة للمطالب الاجتماعية للمدينة، والمتمثلة بمكافحة الفقر والبطالة وتطبيق القانون".
وأضاف "أن مشكلة معان تكمن في البطالة والمخدرات والسرقات وغيرها من المشاكل الاجتماعية".

اضافة اعلان

[email protected]