مراكز العلاج بالخلايا الجذعية بين الحقيقة والوهم

العلاج بالخلايا الجذعية جزء لا يتجزأ عن المجال الطبي الذي يخضع لقوانين وأنظمة عالمية تحكم عمله - (أرشيفية)
العلاج بالخلايا الجذعية جزء لا يتجزأ عن المجال الطبي الذي يخضع لقوانين وأنظمة عالمية تحكم عمله - (أرشيفية)

عمان- أحدث العلاج بالخلايا الجذعية ثورة علمية في السنوات الأخيرة؛ حيث يقوم العلماء بالسعي وراء إيجاد حلول للكثير من الأمراض التي طالما أثرت على حياة الكثيرين مثل السكري، الشلل، وأمراض القلب وغيرها.اضافة اعلان
وهذا العلاج في الوقت الحالي ما يزال تحت الدراسات والتطوير، وهناك عدد قليل من عمليات زرع الخلايا الجذعية التي أثبت العلماء أنها آمنة وفعالة للتطبيقات البشرية، ومنها نقل نخاع العظم للأشخاص المصابين بأمراض بالدم مثل اللوكيميا وهي معتمدة من قبل المنظمات الوطنية للصحة حول العالم.
العلاج بالخلايا الجذعية هو جزء لا يتجزأ عن المجال الطبي الذي يخضع لقوانين وأنظمة عالمية تحكم عمله. فهناك قوانين تحكم الجانب الأخلاقي وهناك قوانين تحكم الجانب العملي. ويجب أن يكون هناك منظمات خاصة في كل بلد مسؤولة عن تشريع هذه القوانين لحماية الممارسات المتعلقة بالعلاج بالخلايا الجذعية من التجاوزات الخاطئة واللاأخلاقية.
ولكن في الآونة الأخيرة، يلاحظ العلماء العديد من الممارسات الخاطئة التي تطال العلاج بالخلايا الجذعية والتي أصبحت تأخذ مأخذ التجارة بدلا من الممارسات السليمة الهادفة إلى علاج الحالات المرضية. ومن الممارسات التي يجب على مراكز العلاج بالخلايا الجذعية الالتزام بها:
- عدم القيام بالترويج لعلاجات بالخلايا الجذعية بمبالغ مالية طائلة؛ حيث إن أغلب هذه العلاجات ما تزال تحت الدراسات ولم تثبت فعاليتها وأمانها بعد.
- عدم إعطاء المريض آمالا كبيرة بالشفاء نتيجة زراعة الخلايا الجذعية. وهنا نؤكد حق المريض معرفة إذا ما تم إثبات أمان وفعالية استخدام هذه الطريقة على البشر، وإذا تم حصول المركز على الموافقة على إجراء هذه العملية من الجهات القانونية المسوؤلة عن إعطاء الموافقات لإجراء البحوث السريرية، ومعرفة إذا ما كان هناك أي أعراض جانبية محتملة بعد زراعة الخلايا الجذعية في جسمه؛ مثل أي هجوم مناعي محتمل على هذه الخلايا، وإذا ما تم حصول أي آثار جانبية من سيقوم بتحمل تكاليف العلاج.
- تجنب القيام بعمليات فصل الخلايا الجذعية في بيئة غير معقمة تعرض هذه الخلايا للضرر مع احتمال إصابتها بتلوث ميكروبي. وتتضمن بعض عمليات الخلايا الجذعية زراعة الخلايا في المختبر لفترة معينة لتكثيرها، وهنا يجب القيام بفحص هذه الخلايا قبل إرجاعها للمريض للتأكد من خلوها من أي تلوث ميكروبي، وفحصها مخبريا للتأكد من سلامتها من أي خلل بالكروموسومات الوراثية.
- العلاج بالخلايا الجذعية يجب أن يكون بمراكز مختصة ومعتف بها من قبل المنظمات الوطنية للصحة.
ومن هذا المنطلق، لا بد من قيام الجهات الرقابية في كل بلد على إيجاد مظلة قانونية تكون مهمتها إعطاء الموافقات على إجراء البحوث بعد مراجعتها، والتأكد من سلامة الطريقة المتبعة والمواد والأجهزة المستخدمة، ويجب عليها القيام بتقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لهذه البحوث، وعلى اللجنة القيام بمهمات الإشراف والرقابة وتشريع القوانين التي تنظم عمل مراكز الخلايا الجذعية لما في ذلك من تطوير للمنظومة الصحية والأخلاقية على حد سواء.

شهد الصرايرة
متخصصة بالخلايا الجذعية- جامعة توهوكو- اليابان