منى أبو حمور
عمان- التميز والإبداع والإصرار على النجاح هي ما جمع عددا من الطلبة الأردنيين في مسابقة الحساب الذهني "يو سي ماس" والتي عقدت في ماليزيا في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2018، محققين مراكز متقدمة على مستوى العالم بعد تمثيلهم لوطنهم في المسابقة الثالثة والعشرين.
وجاءت المسابقة بعد حصد المراكز الأولى عن كل مستوى بالمسابقة الوطنية العاشرة لبرنامج "يو سي ماس" والتي أقيمت في السابع عشر من شهر آب (أغسطس) الماضي تحت رعاية الأميرة سمية بنت الحسن.
قدم الطلبة ما لديهم من خبرة وفطنة وسرعة بديهة، ليرفعوا اسم الأردن عاليا بين جميع الدول المشاركة بحصدهم نقاطا متقدمة.
"الغد" التقت الطلبة الـ4 الذين شاركوا في المسابقة وحصلوا على مراكز متقدمة في المسابقة التي أقيمت في ماليزيا.
يارا مسعد حصلت على مركز الوصيف الأول على مستوى العالم بمسابقة الحساب الذهني "يو سي ماس" بالمستوى التاسع في الحساب الذهني، كما حققت المركز الرابع على العالم في مسابقة الفلاش. فوز يارا على مستوى العالم جاء بعد فوزها بالجائزة الوطنية "بالشامبيون" على المستوى نفسه التي أهلتها للمشاركة على المستوى العالم، مشيرة إلى أن التدريب المستمر ودعم والديها ساعداها على الوصول إلى هذه النتيجة.
بدأت تجربة يارا في "يو سي ماس" بعد أن التحقت به كأي نشاط آخر، الفكرة أعجبتها بعد التدريب المستمر وشعرت بأنها ترغب بتعلم المزيد وأنها سوف تبدع، فاستمرت به حتى أنهت مستوياته العشرة.
تقول "كل ما يتطلبه "يو سي ماس" التدرب كثيرا والتركيز"؛ إذ تنصح جميع الطلاب بأن يسجلوا للاستفادة والاستمتاع به.
وعن أثره الإيجابي على التحصيل العلمي، تقول مسعد "إن يو سي ماس مفيد للتركيز ويساعد على الحفظ سريعا ورفع التحصيل الأكاديمي بشكل إيجابي"، متابعة "في حال وجود واجبات مدرسية كثيرة تقوم بالتدريب بين كل واجب وآخر بحل ورقة يو سي ماس"، وبذلك تنهي واجباتها، وتتدرب على "يو سي ماس".
لميس يوسف الهندي في الصف السادس وشاركت بالمسابقة الوطنية وفازت وكانت أول مشاركة لها في المسابقة العالمية والتي حققت فيها مركز الوصيف الأول عن المستوى الرابع. تقول "كنا نتدرب أكثر من مرة لتنمية مهاراتنا وعدم الانقطاع لأن "يو سي ماس" يتطلب ممارسة مستمرة وتدريبا مكثفا"، لافتة إلى أنه ينمي المهارات العقلية ومهم في العمليات الحسابية.
يامن طلال غزال في الصف الثامن فاز 3 مرات في المسابقة الوطنية وحقق مركز
الوصيف الثاني عن المستوى العاشر وشهادة استحقاق المسابقة السمعية، وكان قد
شارك بالعديد من المسابقات العالمية، ومنذ 4 سنوات تعرف على ثقافات جديدة
وتمتع بالروح الرياضية والعمل ضمن الفريق وتدرب كثيرا على "يو سي ماس".
ويبين يامن أن "يو سي ماس" يزيد من ثقافة الشخص وينمي القدرات العقلية
والفكرية لديه ويغير أنماط التفكير، ومسائل الرياضيات تجعل الشخص يفكر
بطريقة مختلفة من وجهة نظر أخرى ويستخدم الجهة الثانية من عقله ويتلقى
المعلومة بطريقة أفضل.
ويقول "اشتركت قبل 5 سنوات وكانت لدي القدرة على
تلقي المعلومة والإدراك السريع"، مبينا "هذا العام شارك عدد من الطلاب
لأول مرة وأكثر من السنوات الماضية وحققوا مراكز مهمة ومتقدمة بعد أن
تدربوا جيدا".
أنطوني في الصف الثالث أصغر مشترك، بدأ التدريب في "يو سي ماس" منذ الصف الأول، وحينما سجل كان يخضع لتدريبات كثيرة واجتاز المستوى التاسع، وتفوق بالرياضيات والعلوم ونتائجه أصبحت أفضل. حقق انطوني مركز الوصيف الأول على المستوى العالم بعد فوزه بالشامبيون في المسابقة الوطنية.
وبدورها، تشير نسرين مسعد والدة يارا إلى الفائدة الكبيرة التي ألقتها تجربة "يو سي ماس" على ابنتها من حيث الإدراك وطريقة التفكير والتحصيل العلمي في الوقت ذاته، فضلا عن اهتماماتها التي انصبت على الدراسة.
إلى ذلك، هناك أمور غير مباشرة تؤثر إيجابيا على الطلاب، بحسب مسعد؛ كالثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن النفس وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الطلاب أنفسهم وعائلاتهم، كما أنها تبعدهم عن الإدمان الإلكتروني الذي يخشى جميع الأهالي منه على أطفالهم.
ومن جهتها، تشير مدير التسويق والاتصال في شركة ذكاء التطوير العقلي المسؤول عن برنامج "يو سي ماس" في الأردن، عبير الحسن، الى أن "يو سي ماس" دخل الأردن في العام 2007، ومنذ ذلك الوقت والبرنامج مليء بالنجاحات، تحديدا في المستويات العشرة؛ إذ يعمل على تنمية القدرات العقلية لدى الأطفال من خلال العمليات الحسابية وأي طالب لا توجد لديه تحديات أو صعوبات عقلية يمكنه الالتحاق بالبرنامج.
"يو سي ماس" ليس برنامج رياضيات، إنما برنامج ذهني يعمل على الشق الأيمن من الدماغ من خلال التمارين وينمي ويشغل المهارات غير المفعلة.
ولأهمية "يو سي ماس"، أصبحت المدارس، بحسب الحسن، تدخل "يو سي ماس" لفوائده الكبيرة، كمنهاج إجباري ضمن المناهج المعتمدة، كما عملوا على عدد من المبادرات مع المدارس الحكومية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الطلاب في الأماكن الأقل حظا، لكي لا تصبح حكرا على نوع معين من الناس، ساعين لإيجاد آلية معينة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتعميمها على جميع المدارس وتغطية معظم مناطق المملكة.
