مربو الماشية: المهنة لم تعد مجدية وباتت عبئا اقتصاديا

مربي المواشي(ارشيفية)- (تصوير: امجد الطويل)
مربي المواشي(ارشيفية)- (تصوير: امجد الطويل)

عبدالله الربيحات

عمان - لم تعد تربية المواشي مجدية في المملكة، بل أصبحت معاناة لأصحابها نظراً لما يتكبدونه من مصاريف، مقارنة بالجدوى الاقتصادية التي ينتظرونها.
وفي معرض شكواهم أشار مربو الأغنام والأبقار والدواجن والإبل، إلى أسباب ذلك المتمثلة بارتفاع أسعار الأعلاف بشكل لافت، حيث بلغ سعر طن الشعير لمربي الأغنام 175 دينارا، فيما وصل مستوى 211 دينارا لمربي الأبقار، الدواجن والإبل بحسب التعليمات الصادرة عن وزارة الصناعة والتجارة والتموين.
كما حددت الوزارة أيضا، بحسب هؤلاء، سعر بيع الشعير للشركات المستوردة للمواشي الحية عند سعر 235 دينارا للطن، وسعر النخالة المدعوم بمبلغ 77 دينارا للطن لمربي الأغنام، وبالسعر الحر عند مستوى 140 دينارا لمربي الثروة الحيوانية الآخرين.
لكن هناك سببا آخر يعرضه المربون وهو سيطرة المستوردين على سوق الماشية بالكامل لدرجة لا تسمح لهم بتصريف أغنامهم في موسم عيد الأضحى الذي يعتبر الموسم الأمثل لهم.
ويقول محمود سليمان عواد أحد مربي الأغنام في عمان، "ان كبار المستوردين يسيطرون على سوق المواشي في المملكة بالكامل، ما أدى إلى كساد الأغنام المحلية لأنهم يعتمدون على المستوردة ويتلاعبون بأسعار المواشي كما يحلو لهم فيرفعون أسعار نوعيات ويخفضون أخرى"، وهذا أدى إلى انخفاض في أسعار الأغنام المحلية مقارنة بالمستوردة، على الرغم من جودتها لأنها تتغذى على أعلاف طبيعية 100 % بعكس المستوردة التي تتغذى على أعلاف صناعية وحقن تسمين.
وأضاف عواد أصبحت أسعار الأعلاف فوق طاقة مربي المواشي، فقد ارتفع طن الشعير المدعوم إلى 175 دينارا وغير المدعوم اضعاف ذلك، مطالبا بدعم الثروة الحيوانية وشمول جميع المواشي بالدعم بما فيها الإبل.
ويقول سلطان الجبور إن مهنة تربية الماشية أصبحت صعبة للغاية وغير مجدية اقتصادياً، بل أضحت عبئاً اقتصادياً على مربي الثروة الحيوانية لعدم توفر الدعم المناسب للمربين، فالأعلاف ترتفع باستمرار دون تدخل من أي جهة لكبح جماح ارتفاعها.
ويضيف الجبور تعرضت لخسارة تقدر
بـ 27 ألف دينار في أعوام سابقة نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف والتطعيمات والعلاجات، وهذا المبلغ لا يغطي إلا ربع ما تم إنفاقه ثمناً للأعلاف والتطعيمات والعلاجات لحوالي 200 رأس من الغنم في المزرعة.
وأكد أن التكلفة الشهرية لا تقل عن 3 آلاف دينار، مقابل احتكار المستوردين لسوق الماشية وتحكمهم بها وهو ما يعمل على خفض أسعار الأغنام المحلية وارتفاع المستوردة.
وشدد على ضرورة دعم الثروة الحيوانية المحلية والمحافظة عليها، لأنها مهنة الكثيرين الذين يعملون على توفير الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
ويقول أحمد الطراونة الذي يملك 200 رأس من الغنم "أصبحت أفضل إطعام الأغنام التي أقوم بتربيتها لأهل بيتي وللضيافة على أن أبيعها"، مشيرا الى أنه لم يتمكن هذا العام من بيع أي رأس من الغنم، والسبب أن ثمنها في السوق لا يساوي ربع ما أنفقه عليها من طعام وعلاج.
ولفت الى المعاناة الشديدة في تلقيح الأغنام ضد الأمراض المعدية والنقص الحاد في الكادر الطبي، فطبيب بيطري واحد لا يكفي لعلاج مئات الآلاف من الأغنام المنتشرة في المناطق الجنوبية، عدا عن العجز الواضح بالمطاعيم والعلاجات في صيدلية المنطقة، ما يضطرنا الى شراء الكثير من اللقاحات من صيدليات وعيادات طبية خارجية بأضعاف سعرها.
ويقول سعيد الدخيل، إن عدم توافر الأعلاف المدعومة جعلنا "تحت رحمة تجار الأعلاف الذين يرفعون الأسعار كما يحلو لهم"، وتتفاقم المشكلة عندما لا نجد الأعلاف المدعومة أو توزيعها على من لا يملكون مواشي" ما يضطرنا لشرائها من السوق السوداء بأسعار خيالية.
وطالب الدخيل وزارتي الصناعة والتجارة والتموين والزراعة بتوفير الأعلاف لمربي الماشية وأن تعطى من خلال بطاقات دعم لمن يملك المواشي فعليا وحسب عددها للمحافظة على الثروة الحيوانية في المملكة.
لكن مساعد امين عام الوزارة للثروة الحيوانية الدكتور منذر الرفاعي اكد ان "دعم الاعلاف يصل إلى مستحقيه"، مبينا ان الوزارة توفر المطعوم والعلاجات طيلة العام لمربي المواشي وحسب المتوفر لديها.
وقال الرفاعي لـ"الغد" إنه تم تصدير خلال أربعة أعوام 2.5 مليون رأس من المواشي الأمر الذي ينعكس ايجابا على المربين.

اضافة اعلان

[email protected]