مرصد الطيور وجهة سياحية بيئية لزوار العقبة (فيديو)

طيور نادرة في مرصد الطيور بالعقبة - (الغد)
طيور نادرة في مرصد الطيور بالعقبة - (الغد)

أحمد الرواشدة

العقبة - في مرصد طيور العقبة التابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، حيث الأشجار الوارفة والمياه الهادئة والطقس الدافئ، وثق المرصد ما يزيد على 270 نوع من الطيور التي تحط في المرصد للاستراحة خلال رحلة الهجرة بين الشمال والجنوب، ما يجعله منتجاً سياحيا بيئيا مميزا في المدينة الساحلية وقبلة لهواة وعشاق مراقبة الطيور ولا سيما بعض الانواع النادرة وقليلة الفرصة في المشاهدة.
ويتميز مرصد طيور العقبة احد اهم مناطق استراحة الطيور في الهجرة لذلك يعتبر وجهة سياحية لرواد سياحة مراقبة الطيور والتي تعد احد اهم عناصر السياحية والبيئية في العالم مما يدفع الجهات السياحية لسويق سياحة مراقبة ورصد الطيور كنوع جديدة من السياحة البيئية الاخذ بالنمو في الاردن.
في تصريح للغد قال مدير مرصد طيور العقبة المهندس فراس رحاحلة، ان المرصد يعتبر من المناطق المهمة لاستراحة الطيور المهاجرة، ويقع على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم وهو مسار حفرة الانهدام ، كما أن موقعه على رأس خليج العقبة بين قارتي أفريقيا وآسيا، يجعله من مناطق الممرات الضيقة على مسار الهجرة والمعروفة بتصنيفها بمناطق عنق الزجاجة، الامر الذي يزيد من عدد الطيور العابرة لمنطقة العقبة خلال الهجرة والذي بدورة يزيد من فرصة القيمة الحيوية لمرصد طيور العقبة.

اضافة اعلان

وبين الرحاحلة في حديثه لـ” الغد ” ان المرصد وجد للمحافظة على استدامة البيئات المختلفة في المكان والتي تعد العامل الرئيسي لاستقطاب الطيور للاستراحة وكذلك تم تهيئته ليكون منتج سياحي بيئي متخصص في مراقبة الطيور يقوم على استثمار تواجد الطيور المهاجرة خلال المواسم في خلق نشاط سياحي مميز في مدينة العقبة.
واشار الرحاحلة ان انواع الطيور المسجلة في المرصد تشكل 57% من الانواع المسجلة في المملكة الاردنية الهاشمية وان بعض هذه الانواع قد ادرجت في قواعد البيانات الوطنية بعد تسجيلها لاول مره في المملكة في مرصد طيور العقبة. وان العقبة تمتلك قيمة مناخية تزيد من فرص تواجد الطيور في الموقع جراء دفئ الطقس خلال الشتاء مما يعني ان الزائر بامكانة الاستمتاع بمشاهدة الطيور خلال مواسم الهجرة المتمثلة في الربيع والخريف وكذلك لديه فرصة في مشاهدة انواع واعداد كبيرة من الطيور خلال اقامتها في المرصد خلال موسم الشتاء بسبب دفئ الطقس مع توفر البيئات المناسبة.

وأشار الرحاحلة، أن الحكومة الاردنية ممثلة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبالشراكة مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تقوم على الدوام بتطوير هذا المكان وتأهيله وترويجه كمنتج سياحي بيئي متخصصة في مراقبة الطيور، مستفيدة من الخبرات الكبيرة التي تمتلكها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في حماية التنوع الحيوي والاستفاده منه ضمن الخطط السياحية من خلال نهج لا يؤثر على مبادئ الحماية، والذي يعزز بدورة النمو الاقتصادي للدولة من خلال السياحة البيئية التي تنمو بشكل كبير في المملكة وحول العالم.
ويشتمل مرصد طيور العقبة، على تنوع كبير للبيئات والتي من شأنها استقطاب أنواع واعداد كبيرة من الطيور خلال عبورها للمنطقة خلال مواسم الهجرة، خصوصاً ان منطقة العقبة تعد من المناطق المهمة جداً على مسارات هجرة الطيور والتي تعرف بمناطق عنق الزجاجة، وهي المناطق التي تربط بين قارتين بالقرب من ممرات مائية ضيقة.
ويقول الرحاحلة ان الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وبالتعاون مع مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني، المتمثلة بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة مياه العقبة، وشركة واحلة ايلة تحرص على استدامة البيئات المختلفة والاستفادة منها في استقطاب أنواع واعداد مختلفة وكبيرة من الطيور، والتي من شأنها خلق محطة رصد، وبحث علمي لهذه الأنواع بالإضافة لاستثمار الموقع كأحد المنتجات السياحية البيئية الفريدة من نوعها في المنطقة.
وتمثل البيئات المائية الكبيرة والتي تستخدم المياه المعالجة في توفيرها، احد الروافد الاساسية للمشروع والتي تشكل ميزة بيئية فريدة من نوعها في إعادة استخدام المياه على نطاق واسع ولاهداف بيئية متميزة.
وأضاف الرحاحلة ان المرصد يتيح للزائر المهتم بمراقبة الطيور مشاهدة ما يزيد على 70 نوعا مختلفا من الطيور خلال جولته اليومية المتمثلة بثلاث ساعات خلال ذروة موسم الهجرة، مبيناً ان هذا العدد من الأنواع كبير جداً مقارنة بمساحة المرصد، اذ لا يستطيع مراقب الطيور في كثير من الأوقات مشاهدة نصف او ثلث هذا العدد بمساحات تفوق مساحة المرصد بمئات المرات.