"مريضة لوكيميا" تداري أوجاعها لتخفف عن أبنائها قسوة معركتها

تقرير طبي يوضح الحالة الصحية الصعبة لابن الأربعينية أم عماد - (من المصدر)
تقرير طبي يوضح الحالة الصحية الصعبة لابن الأربعينية أم عماد - (من المصدر)
حنان الكسواني عمان - لم تستسلم المواطنة "أم عماد"، لسرطان مزمن غزا خلايا دمها (لوكيميا) منذ سنتين ونيف، إذ تحلت بالصبر والشجاعة، وقررت أن تخوض غمار معركتها من أجل علاج وإطعام أولادها الأربعة. تقول أم عماد (اسم مستعار) وهي في الأربعينيات من عمرها، "في البداية لم أتقبل فكرة إصابتي، فكانت الصدمة الأولى في حياتي لي ولأسرتي الصغيرة، أمي وشقيقتي، غير أن جل اهتمامي كان متابعة علاج ابني البكر المصاب بسرطان في الدماغ وابني الأصغر سنا عبد الذي يتعالج منذ 10 أعوام من مرض تضخم في الكلى والتهاب عصبي بقدمه ويده". وأضافت لـ"الغد"، "لم أصدق الأمر، انهرت بالبكاء، كنت أحتاج إلى الكثير من القوة لأتماسك أمام نفسي وأبنائي حتى بدأت جولاتي في العلاج بين الكيماوي في مركز السرطان، وجولة أخرى بين عيادات مستشفى الجامعة لمتابعة حالتهما الصحية مخبريا وإشعاعيا". وقالت، "الحمد لله وجدت الدعم والسند من أبنائي أولا، أما زوجي فقد تخلى عني، وتركني أصارع الحياة الشاقة وحيدة، وتحملت مسؤولية علاجها، حتى اكتشف الأطباء ورما حميدا في رحمي، حيث قرروا إجراء عملية استئصال الرحم بكامله الأسبوع الماضي". المرض والمعاناة التي مرت بها أم عماد، كانتا بمثابة درس كبير لها في إدارة شؤون عائلتها المالية والعلاجية، إذ تعلمت كما تقول "كيف تنفق بحذر معونة وطنية قيمتها 90 دينارا فقط في الشهر الواحد على متطلبات واحتياجات أربعة أولاد"، مضيفة، "لم يتمكن ابنها العشريني من البحث عن عمل لائق وكلما حاول العمل ينهار جسده حسب قوله من الألم بسبب مرضه المزمن (تضخم بالكلية اليسرى وتوسع الحالب)، فضلا عن مرض عصبي قابل للعلاج". هذا ما أكدته تقاريره الطبية التي زود" الغد" بنسخ منها، والتي شددت جميعها على أهمية متابعة العلاج بالمستشفى، غير أن مخاوفه تسيطر على عقله باحتمالية تحول مرضه إلى "سرطان في الكلى لا سمح الله إن أهمل علاجه"، على حد قوله. أما التقارير الطبية لابنة أم عماد، الشابة سرى (اسم مستعار)، فتؤكد إصابتها بـ"شحنات كهربائية زائدة وصداع نصفي وهي بحاجة إلى متابعة مستمره في عيادة الأعصاب"، في حين أن ابنتها البكر لم تبتل بأي مرض، الأمر الذي مكنها من مساندة والدتها نفسيا، وها هي تنتظر أن تلبس ثوب زفافها الأبيض قريبا. وتتسع دائرة معاناة أم عماد مع عجزها عن جمع 75 دينارا لتجديد الإعفاءات الطبية في عيادات مستشفى الجامعة الأردنية بواقع 15 دينارا لكل إعفاء في عيادات الأعصاب والكلى والمسالك البولية، معبرة هنا عن خشيتها من تراجع الحالة الصحة لأبنائها، فلم تجد مفرا إلا أن تناشد أهل الخير لإنعاش حياتها ماليا، ومساندتها بدفع فواتير مياه تراكمت عليها بمقدار 33 دينارا فقط. واختتمت أم عماد حديثها بالقول، "طرد الخير بداخله مواد غذائية رئيسية فقط، لو نمت وأنا جائعة وحدي سأتحمل مرارة طعم الكيماوي، لكن أولادي طعامهم ينقذ حياتهم".اضافة اعلان