مريضة "لوكيميا" و"كورونا" تبحث عن جهاز أكسجين لإنعاش رئتيها

الأربعينية أم عدنان -(من المصدر)
الأربعينية أم عدنان -(من المصدر)

حنان الكسواني

عمان - تستلقي الاربعينية ام عدنان على سرير الشفاء في منزلها تصرخ بأعلى صوتها عسى أن تخفف تلك الصرخات من آلام حادة لم تبارحها منذ اصابتها بفيروس كورونا الذي تسلل الى رئتيها وكتم صوتها.اضافة اعلان
لم تكن هذه الصرخات لتعبر عن حالة فقر مدقع نال منها ومن أسرتها، بل من سرطان (لوكيميا) غزا دمها منذ سنتين ونيف، عدا عن فيروس كورونا الذي تسلل اليها في ظل تراجع مناعتها جراء جرعات الكيماوي الشهرية المؤلمة.
14 يوما كانت كالدهر على كاهل أم عدنان طيلة علاجها في مستشفى البشير الحكومي، لإنقاذها من فيروس "كورونا" حيث وضعت تحت جهاز الأكسجين، تاركة وراءها أطفالها الأربعة يتقاسمون الوحدة ويأكلون أرغفة خبز وطعاما من جيران رأفوا بحالها وحال اولادها.
انهارت بالبكاء وهي تقول، "كنت أحتاج إلى الكثير من القوة لأتماسك أمام نفسي وأبنائي بعد خروجي من المستشفى انتهاء بالبحث بالبحث عن جهاز اكسجين لأتمكن من التنفس واستنشاق الهواء الاصطناعي الذي يشعرني بأنني ما أزال على قيد الحياة".
اصطدمت ام عدنان بأسعار بيع اجهزة الاكسجين، بيد انها اهتدت لاستئجار جهاز حيث كانت الصدمة الثانية عندما اخبرها صاحب محل مستلزمات طبية أن كلفة الجهاز قد تصل الى 300 دينار، بالإضافة الى عبوات الاكسجين في حين كل ما تتقاضاه من المعونة الوطنية لا يتجاوز 90 دينارا في الشهر الواحد.
"ما باليد حيلة، أفتح نافذتي لأستنشق الهواء الطبيعي بعمق حتى يتخلل رئتي، فالهواء من عند ربي بالمجان"، على أمل أن "يتبرع لها محسن بجهاز حتى تستعيد عافيتها وتعود الى حياتها بشكل طبيعي".
وتستعيد ام عدنان شريط ذكرياتها مع المرض المزمن السرطان قائلة "لم أتقبل فكرة إصابتي، فكانت الصدمة الأولى في حياتي لي ولأسرتي الصغيرة، غير أن جل اهتمامي كان متابعة علاج ابني البكر المصاب ايضا بسرطان في الدماغ وابني الأصغر سنا الذي يتعالج منذ 10 أعوام من مرض تضخم في الكلى والتهاب عصبي بقدمه ويده".
تحاول أن تتناسى معاناتها بعد أن تخلى زوجها عنها، وتركها تصارع الحياة وحيدة مع أطفالها، حتى تستعيد عافيتها من "كورونا" وتعود لعملها في تنظيف المنازل حتى ولو كان عملها على حساب صحتها فـ"لقمة العيش مرّة".